الدرس العشرون

معالي الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري

إحصائية السلسلة

3026 23
الدرس العشرون

المحرر في الحديث (4)

{بسم الله الرحمن الرحيم.
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرحبُ بكم إخواني وأخواتي المشاهدين الأعزَّاء في حلقةٍ جديدةٍ من حلقات البناء العلمي، وأرحب بمعالي الشَّيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري. فأهلًا وسهلًا بكم معالي الشَّيخ}.
حيَّاكَ الله، وأهلًا وسهلًا، أرحبُ بك، وأرحبُ بإخواني المشاهدين الكرام، وأسأل الله -جلَّ وعلا- أن يجعل هذا اللقاء لقاءً نافعًا مباركًا.
{اللهم آمين..
نشرع في هذه الحلقة -بإذن الله- من قول المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ: (وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «رَغِمَ أَنفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُه» قَيْلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَو كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ»)}.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أفضل الأنبياء والمرسلين.
أمَّا بعدُ؛ فإنَّ المؤلف في "كتاب الجامع" لَمَّا فرغ من الأحاديث المتفق عليها والأحاديث التي أخرجها الإمام البخاري؛ ابتدأ بذكر الأحاديث التي أخرجها الإمام مسلم -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى- وقد ابتدأها بهذا الحديث الذي فيه الحث على برِّ الوالدين، والنَّهي عن عقوقهما، فقال فيه: «رَغِمَ أَنفُ»، أي: ذلَّ وخصعَ، وأصبحَ أنفُ الإنسانِ في التُّراب، وهو كناية عن ذلِّه.
قال بعض العلماء: إنَّ لفظ «رَغِمَ أَنفُ» على جهة الخبر؛ لأنَّ النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُخبر بأنَّ ذلك سيكون أمره.
وقيل: إنَّ المراد بهذا الدُّعاء عليه لمَّا أخطأَ وتركَ أمرَ البرِّ بالوالدين أُمِرَ بذلك.
قوله: (قَيْلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟)، فيه اهتمام الصحابة بأحاديث النُّبوَّة وبأخبارِ مَن أخبر عنه النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقال لهم -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ»، أي: أنَّه تمكَّن من أن يعيش مع أبويه عند كبر سنِّهما.
قال: «أَحَدَهُمَا أَو كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ»، في هذا الحديث:
- أنَّ البر بالوالدين عند كبر السِّنِّ والعجز منهما من أسباب دخول الجنَّة.
- وأنَّ البرَّ مع وجود الحاجة له يكون أجره أعظم، ويكون ثوابه أكثر.
- وأنَّه كلَّما كان الدَّاعي للفعل الحسن والصَّدقة أكثر كان الأجر أكثر.
{قال -رَحِمَهُ اللهُ: (وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِّيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، إحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِن أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَو أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»)}.
هذا الحديث فيه فوائد كثيرة، منهـــا: التَّرغيبُ في تقوية المؤمن لنفسه، والقوَّة قد تكون في قوَّة البدن، وقد تكون في قوَّة العلم، وقد تكون في قوَّة التَّمكين؛ وكل قوَّةٍ يُمكن أن تُستعمل في الخير فإنَّه مرغَّبٌ فيها، وبالتَّالي فإنَّ بذلَ الأسباب لتحصيل هذه القوى متى كان مراد الإنسان منها أن يكون محبوبًا عند الله تكون عملًا صالحًا يُؤجَرُ عليه.
وقوله: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِّيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ»، فيه إثبات صفة المحبَّةِ لله -جلَّ وعلا.
قال: «وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ»، أي: كلٍّ من المؤمن الضَّعيف والمؤمن القوي.
وفي الحديث:
- الترغيب في أن ينتفع الإنسان في أمور حياته، فيسعَى فيما يُحقِّق له النَّفع.
- وأنَّ المؤمن يتوكَّل على الله ويستعين به في أموره، فقوله: «واسْتَعِنْ بِاللَّهِ»، أي: اطلب العون من الله -جلَّ وعلا.
والعون قد يكون في الإرادة بحيث يطلب العبد من ربِّه أن يُعينه في تكوين إرادة عنده للخير، فإنَّ إرادة الخير نعمة من عند الله -عزَّ وجلَّ- يُنعم بها على بعض عباده، وكذلك يُراد بها العون على تحقيق المراد الخيِّر، وتحقيق النَّتائج التي تكون من وراء ذلك العمل.
وقوله: «وَلَا تَعْجَزْ»، أي: لا تُصاب بالعجز، وبالتَّالي تؤدي الأسباب التي توصلك إلى تحقيق مرادك.
قوله: «وَإِن أَصَابَكَ شَيْءٌ»، يعني: إن لحقك شيء من المصائب والأقدار المؤلمة، سواء ما كان منها صادًّا لك عن مرادك وعن رغبتك في تنفيذ أمر الله -عزَّ وجلَّ- أو ما كان من المصائب في غير ذلك، فإنَّ العبد في الدنيا لا يسلم من المصائب، وقد تكون المصائب خيرًا للعبد كما قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا، يُصِبْ مِنْهُ»، وقال: «أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل».
فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِن أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَو أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَ»، هذه اللفظة متى قيلَت على وجه التَّحسُّر وعلى وجه التَّأسُّف والنَّدمِ على ما يُقدِّره الله على العبدِ كانت مذمومة، وأمَّا لو كانت على جهة الحثِّ في المستقبل فإنَّها لا تدخل في هذا النَّهي، كما لو قلت لشخص: لو فعلت الخير أثابك الله عليه الثَّواب الجزيل؛ فهذا ليس مرادًا هنا؛ لأنَّ المراد من النَّهي عن "لــو" التي تتعلَّقُ بأمرٍ ماضٍ، وتكون على جهةِ التَّأسُّفِ والتَّحسُّرِ على فوات أقدار الله، ولذا قال: «وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ»، فيه عموم مشيئة الله، وأنَّ مشيئة الله نافذة، وأنَّه مهما فعل العبد فلن يتجاوز هذه المشيئة.
وفي الحديث: وجوب التَّسليم بأقدار الله، وعدم الاعتراض عليها ولو كانت من المصائب، ومتى كان الإنسان مؤمنًا بقضاء الله وقدره كان ذلك أهنأ لنفسه وأريح لبالِهِ.
قال: «فَإِنَّ لَوْ»، يعني: فإنَّ استعمال كلمة "لو" على جهةِ التَّأسُّف والتَّحسُّرِ من الأقدار. «تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»؛ لأنَّها تُمكِّنُ الشَّيطان من أن يُحسِّفَ العبدَ.
وقد جاء في النُّصوص أنَّ الشَّيطان يُريد أن يُنزل الحزن في قلوب المؤمنين كما قال -جلَّ وعلا: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئً﴾ [المجادلة:10].
{قال -رَحِمَهُ اللهُ: (وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا قَامَ أَحَدُكُم مِنَ اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنَ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَلْيَضْطَجِعْ».
وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِذا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ».
وَعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»)
}.
هذه الأحاديث الثلاثة متعلقةٌ بالصَّلاة، وخصوصًا صلاة الليل، وكلها من أحاديث الصَّحابي الجليل أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
الحديث الأوَّل: قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا قَامَ أَحَدُكُم مِنَ اللَّيْلِ»، أي: إذا استيقظَ الإنسان من الليل من أجل أن يؤدِّيَ صلاة الليل.
قال: «فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنَ عَلَى لِسَانِهِ»، أي: أصبح ثقيلًا لا يُدرك معانيه ولا يتمكَّنُ من تلاوته بنسقه؛ فحينئذٍ يُستحبُّ له أن يضطج، فكانَّه لمَّا كان عسرًا النُّطق به لتعب الإنسان أصبح بمثابة الكلام الأعجمي، ولذا قال: «فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنَ عَلَى لِسَانِهِ».
قال: « فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ»، أي: لم يكن يتمعَّن في معاني القرآن ويتدبَّر في ألفاظه.
قال: «فَلْيَضْطَجِعْ»، أي: ليرقد من أجل أن يكون هذا من أسباب رجوع نفسه إليه وراحة باله، وبالتَّالي يتمكَّن من فهم القرآن.
وفي هذا دلالة على أنَّ القراءة التي تكون بتدبُّرٍ وفهمٍ للمعاني أعظمُ أجرًا من القراءة التي لا تكون كذلك.
ويُفهم منه أنَّ بعض الوسائل التي تُتَّخذ للمقاصد قد تكون أولى من ذات المقصد، من أجل أن تلك الوسيلة تحقق المقصد على أعلى درجاته، فقراءة القرآن وقيام الليل مقصود للشَّاع، وراحة البدن وسيلة لذلك، فإذا لم يُمكن أن يؤدِّي الإنسان المقصد على أكمل وجوهه إلَّا بأداء الوسيلة؛ كان أداء الوسيلة مقدَّمًا كما في هذا الخبر.
وأمَّا الحديث الثَّاني: فقال: «إِذا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ»، أي: إذا قام للصَّلاة.
قال: «فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ»، صلاة الليل عمل عظيمٌ فيه ثوابٌ جزيلٌ، وقد قال -جلَّ وعلا- في وصف المؤمنين: ﴿تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة:16]، وقال تعالى في وصف المتقين: ﴿كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات:17].
وكان من شأن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يقومَ من الليل، ومَن لم يستطع أن يقومَ آخر الليل فيُستحبُّ له أن يؤدِّيَ صلاة الليل من أوَّلِ ليله، ليكونَ بذلك حائزًا على الأجر والثَّواب؛ لأنَّ قوله: «إِذا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ» لم يُفرِّق فيه بين أوَّل الليلِ وآخره.
قال: «فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ»، فيه استحباب تقديم ركعتين خفيفتين قبل صلاة الليل، وهذا بمثابة تهيئة النَّفس لأداء هذه الصَّلاة، ولطرد العدو الشيطان الرَّجيم.
والحديث فيه دلالة على استحباب تطويل الصَّلاة بعدَ هاتين الرَّكعتين، وليس التطويل مستحبًّا دائمًا؛ بل يُطوَّل فيما جاء الشَّرعُ فيه بالتَّطويل، ويُخفَّف فيما جاء الشَّرعُ بالتَّخفيف.
وأمَّا الحديث الثَّالث: حديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»، وهذا القرب يؤدِّي إلى أن يسمع الله -جلَّ وعلا- منه ويستجيب دعواته، ولذا قال: «فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ»، يعني: في أثناء السجود.
وفي الحديث: أنَّ السجود موطنٌ فاضل، وأنَّه من مواطن إجابة الدَّعوات، وفيه التَّرغيب في كثرة الدُّعاء.
{قال -رَحِمَهُ اللهُ: (وَعَنِ النَّوَاسِ بنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ»)}.
قوله: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ)، كأنَّ السؤل عن خصال البرِّ والإثمِ؛ فإنَّ النُّصوص قد جاءت بالتَّرغيب في البرِّ والنَّهي عن الإثم، كما قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة:2]، وقال تعالى: ﴿ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ [البقرة:177]، الآية. فالبرُّ أمرٌ محمودٌ، ولذا قال في آخر هذه الآيات ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة:177].
وضده الإثم، ولذا قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:33].
ثم ذكر بعدَ ذلك خصال البرِّ فقال: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُق»، المراد بالخُلُق: التَّعامُل، وحُسنه أن يؤدِّيه الإنسان على أفضل صوره، وقد يكون هذا في تعامل الإنسان مع الله -جلَّ وعلا-، وقد يكون في تعامله مع عباد الله؛ فكلُّ ما كان حسنًا من الأخلاقِ وما كان محمودًا فاضلًا من التَّصرُّفات فإنَّه برٌّ محمودٌ عليه.
ثم قال: «وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ»، حاكَ أي: لجلجَ وتردَّدتَّ فيه، وخشيتَ من أن يكون عليكَ إثمٌ في مزاولته، وفي هذا التَّرغيب في أن يكون الإنسان على حالٍ بعيدًا فيها عن الشُّبهات التي قد تشتبه على حالِ الإنسان.
قال: «وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ»، أي: أنَّ الإنسانَ إذا أدَّى عملًا يخاف من اطلاع الآخرين عليه فهذا فيه إشارة إلى ما فيه من إثمٍ.
{قال -رَحِمَهُ اللهُ: (وَعَنْ سعيدِ بنِ عبدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بن يَزِيدَ، عَنْ أَبي إِدْرِيسَ الْخَولَانِيِّ، عَن أَبي ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- -فِيمَا يَرْويهِ عَنِ اللهِ تبَاركَ وَتَعَالَى- أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُم، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُم، يَا عِبَادي، إِنَّكُم تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُم، يَا عِبَادِي، إِنَّكُم لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادي، لَو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُم، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي، لَو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم، وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُم، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُم أُحْصِيْهَا لَكُم، ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ». قَالَ سَعيدٌ: كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَولَانِيُّ إِذا حَدَّثَ بِهَذَا الحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ)}.
هذا الحديث عظيمَ النَّفعِ كثيرَ الفوائد، وخلاصته: ترغيب العبد في أن يُكثر الاتِّصال بالله -عزَّ وجلَّ- في جميع أحواله.
وهذا الحديث من الأحاديث القدسيَّة، ولذا قال: (فِيمَا يَرْويهِ عَنِ اللهِ تبَاركَ وَتَعَالَى- أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي...»)، ناداهم بهذا الاسم الذي هو من أعظم الأسماء مزيَّة، والذي فيه مقام العبوديَّة، وقد كان من شأنِ الآيات القرآنيَّة عندَ ذكر النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المواطن الشَّريفة أن يُذكر بوصف العبوديَّة، فقال: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾ [الإسراء:1].
قوله: «إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ»، المراد بالظُّلم: عدم أداء الحقوق لأصحابها، وأخذُ مالِ الآخرين منهم.
قال: «إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي»، أي: امتنعتُ من ذلك، وهذا من كمالِ عدلِ الله -جلَّ وعلا- فإنَّ نفيَ صفةٍ مذمومةٍ بحقِّ الله -جلَّ وعلا- إنَّما هو من أ"جلِ إثبات كمالِ ذدِّها، فالله -جلَّ وعلا- أعدل مَن يكون، وأعدل مَن حكمَ.
قوله: «وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمً»، الأوَّل حرمه على نفسه، وجعل الظُّلمَ محرَّمًا بينَ العباد.
والمراد بالمحرَّم: ما نهى الله عنه نهيًا جازمًا، ويترتَّبُ على فعله الإثم.
قال: «فَلَا تَظَالَمُو»، أي: لا يظلم بعضُكُم بعضَكم الآخر.
قال: «يَا عِبَادي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ»، فمَن لم يكن عنده دليلٌ من الشَّرع يهتدي به فهو ضالٌّ، وفيه إثبات أنَّ الهداية فضلٌ من الله -جلَّ وعلا- ولذا طلبَ منهم أن يدعوا الله بها، فقال: «فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ»، أي: اطلبوا من الله الهداية، فإنَّ من طلب الهداية من الله فإن الله سيهديه.
قوله: «يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ،»، فيه أنَّ التَّفضُّل بالأرزاق منَّةٌ من الله -جلَّ وعلا- على عباده.
وقوله: «فَاسْتَطْعِمُونِي»، أي: اُطلبوا منِّي الطَّعام.
قال: «أُطْعِمْكُم»، أي: أستجيب دعواتكم.
وفيه أنَّه يُستحبُّ للإنسان أن يدعو الله بجميع حوائجه حتى ولو ما ظنَّ أنَّه من الأمور القليلة.
قوله: «يَا عِبَادِي»، تكرار لهذا اللفظ من أجل أن يكون داعيًا للخلق لأن يعودوا إلى الله -جلَّ وعلا- وفيه تذكير من الله للعباد بالعلاقة التي بينه وبينهم.
قال: «كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ»، أي: لا يجدُ لباسًا يلبسه، فنعمة اللباس هي منَّةٌ من الله -جلَّ وعلا- ولذا قال: «فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُم»، أي: أتفضّلأ بإعطائكم اللباس الذي تحتاجونَ إليه.
ثمَّ ذكَّرهم بفتحِه سبحانه لباب التَّوبةِ لمَن أخطأ من العباد فقال: «يَا عِبَادي، إِنَّكُم تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»، أي: يكون منكم تجاوز في حقِّ الله -جلَّ وعلا.
ومن أنواع التَّجاوز:
 الذنوب والمعاصي.
 وعدم شكر الله على نعمه.
 والغفلة عن طاعة الله -جلَّ وعلا- وعن ذكره، فكم من الأوقات مرَّت بنا لم نذكره -سبحانه وتعالى- وذكر الله فيه خير الدُّنيا والآخرة.
قال: «وَأَنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعً»، فهذا باب التَّوبة جعله الله -جلَّ وعلا- للعبادِ، وغفران الذُّنوب بإزالتها وإزالة آثارها.
قال: «فَاسْتَغْفِرُونِي»، أي: اُطلبوا من الله أن يغفر لكم، وفيه الحث على الاستغفار وهو طلب المغفرة.
قال: «أَغْفِرْ لَكُم»، أي: أنَّ الاستغفار من أسباب المغفرة.
قال: «يَا عِبَادِي، إِنَّكُم لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي»، أي: أنَّ الله غنيٌّ عن العباد غير محتاجٍ لهم، وغيرُ خائفٍ منهم؛ بل هو سبحانه القويُّ العزيزُ الممتنع، وهو الذي يملك مقاليد الأمورِ ويتصرَّفُ في الخلق بما يشاء -سبحانه وتعالى.
قال: «يَا عِبَادي، لَو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُم، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي»، فإنَّ الله -جلَّ وعلا- هو المتصرِّف في الكون، وهو المالك للخلق أجمعين.
قال: «لَو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم، وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئً»، فالله -جلَّ وعلا- لا ينتفع بطاعة الطَّائعين، ولا يتضرَّر من معصية العاصينَ لكمال ملكه ونفاذ أمره -سبحانه وتعالى.
ثم قال: «يَا عِبَادِي، لَو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُم، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي»، أي: طلبوا حوائجهم كلها.
قال: «فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذا أُدْخِلَ الْبَحْرَ»، المخيط: آلة الخياطة، وهي دقيقةٌ صغيرةٌ إذا أُدخِلَت في البحر فلن تأخذ من البحر شيئًا تشاهده العين؛ بل هو أمرٌ يسيرٌ، فهكذا لو حُقِّقَت أماني النَّاس جميعًا، واستًجيبَ لدعواتهم كلِّها؛ فإنَّه حينئذٍ لن ينقصَ ذلك من مُلكِ الله -جلَّ وعلا- وإنَّما هو نقلُ مُلكٍ من جهةٍ إلى جهةٍ أخرى، فإنَّ العبدَ وما يملك مُلكٌ لله -جلَّ وعلا- قادرٌ على سلبه منه في لحظةٍ واحدةٍ.
ثم قال: «يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُم أُحْصِيْهَا لَكُم»، أي: هذا الجزاء الذي تُجزونَ به، وهذا الثواب أو العقاب من دخول الجنان أو النيران؛ لإنَّما هي نتيجة أفعالكم، ولذا قال: «إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُم أُحْصِيْهَا لَكُم»، أي أنَّ الله يأمر ملائكته بتسجيلها وتقييدها.
قال: «ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَ»، أي: أُنيلكم ثوابها وجزاءها.
وفي هذا دلالةٌ على أنَّ الثواب والعقاب إنَّما يكون سببِ أعمالِ الإنسانِ، وليست على جهة المقابلَة فتماثلها في الجزاء؛ وإنما هي سبب لها، وقد يحصل الأمر العظيم بالسبب اليسير.
قال: «فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ»، أي: ليشكره -سبحانه- لأنَّه -جلَّ وعلا- هو الذي تفضَّلَ على العبدِ فهداه ويسَّر له سبيل الطَّاعة.
قال: «وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ»، أي وجدَ غيرَ الإحسان وغير الخير «فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»، أي لِيَرجع باللائمة والعتاب على نفسه، فهو الذي قصَّرَ في طاعة الله -جلَّ وعلا- وهو الذي لم يقم بشكر نعم الله، ولا بالصَّبرِ على قضائه.
{قال -رَحِمَهُ اللهُ: (وَعَنْ جَابرِ بنِ عبدِ اللهِ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ»)}.
هذا الحديث فيه النَّهي عن خلقين شنيعين عظيمين:
أولهما: الظَّلم، وهو التَّعدِّي على حقوق الآخرين ومنعهم مالهم، وبيَّن سوء عاقبته فقال: «فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، أي: لا يُشاهد الإنسانُ طريقَهُ ولا يستبصرُ ما يسير فيه.
ثانيهما: الشُّح، وهو إمساك نِعَمِ الله وعدم بذلها خصوصًا في الواجبات من الزَّكاة والنَّفقةِ على النَّفسِ والأقارب، أو المستحبَّات بأنواعها.
قال: «فَإِنَّ الشُّحَّ»، أي الإمساك للنَّعَمِ وعدم إنفاقها في مواطنها «أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ»، أي كان سببًا في هلاكهم، وذلك أنَّهم تشاحُّوا على النِّعَمِ فاقتتلوا من أجل ذلك، ولذا قال: «حَمَلَهُمْ» أي: الشُّح «عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ»، أي: قتل بعضُهم بعضَهم الآخر بدعوى طلب الإنسان لما يُريده وما يكون من حقِّه.
قال: «وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ»، أي: أنَّهم تناولوا المحرَّمات من المحارم ولم يتورَّعوا فيها، وما ذاك إلَّا من الشَّحِّ والظُّلم.
فهذه الأحاديث أحاديث عظيمة فيها فوائد كثيرة ومعانٍ جليلة، ينبغي بالإنسان أن يستبصرَ فيها، وفيها تذكير بسنن الله في الكون.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكركَ على حسن الترتيب والتهيئةِ، وعلى جميل القراءة، وأسأله -جلَّ وعلا- أن يهبكَ علمًا نافعًا، وعملًا صالحًا، وهكذا الدُّعاء لكم إخواني، كان الله معكم، وكان الله معينًا لكم على الخير، باركَ الله فيكم، ورضي الله عنكم، وأصلح الله أحوالكم، وجعلكم تسيرون على طاعته، كما أسأله -جلَّ وعلا- أن يوفقك ولاة أمور المسلمين، وأن يجعلهم من أسباب الخير والهُدَة والتُّقى والصَّلاح، هذا والله أعلم، وصلَّى الله على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
{وفي الختامِ نشكركم معالي الشَّيخ على ما تقدِّمونَه، أسألُ الله أن يجعلَ ذلك في موازين حسناتِكم.
هذه تحيَّةٌ عطرةٌ من فريقِ البرنامج، ومنِّي أنا محدثِّكم عبد الرحمن بن أحمد العمر، إلى ذلكم الحين نستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائِعَه، والسَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته}.

المزيد إظهار أقل
تبليــــغ

اكتب المشكلة التي تواجهك