الدرس التاسع

سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

إحصائية السلسلة

7431 11
الدرس التاسع

كتاب لمعة الاعتقاد

{الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
مرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات في درسٍ من دروس العقيدة وهو شرح "لمعة الاعتقاد" للإمام الموفق ابن قدامة رحمه الله تعالى.
ومع شرح سماحة شيخنا عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله تعالى.
مرحبًا بكم سماحة الشيخ.}
حيَّاكم الله.
 
{هنا بعض الأسئلة أحسن الله إليكم..
هذا سائلٌ يقول: ما معنى قولكم: إن الله في السماء؟
وهل يفهم منه أنَّ السَّماء محيطةٌ بالله تعالى؟}
 
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين، وعلى آله وعلى صحابته أجمعين، وبعد.
قولنا: إن الله في السماء، بمعنى: أن الله فوق السماء، عالٍ على عرشه، ليس معناه أنه في داخل السماء، لا، السماء خلقٌ من مخلوقاته، فهو عالٍ على عرشه، والعرش فوق الكرسي، والكرسي فوق السموات، فمعنى أنَّ الله جلَّ وعلَا في السماء، أي: فوق السماء، لا أنه داخل السماء، ولا أنه يحتاج إليها، حتى العرش لما خلقه واستوى عليه، فالله ليس محتاجًا للعرش أيضًا.
{مما يدل على إحصائكم، قوله تعالى: ﴿وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ [طه: 71]}
معروفٌ أن معناه فوق جذوع النخل، وعليها، وليس بداخلها.
 
{أحسن الله إليكم.. هذا سائلٌ يقول: قال المؤلف: "وفيما نُقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الكتب المتقدمة أنهم يسجدون بالأرض، ويزعمون أن إلههم في السماء، يفهم منه أن هذا خاصٌّ بأمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك، فكيف الجمع؟}
نقول أولاً: هذا كلامٌ إسرائيلي، وحديثه ضعيفٌ، وكل أعداء الرسل في الأرض، فالرسل وأعداؤهم كلهم في الأرض، وكلٌّ يتجه إلى الله جلَّ وعلَا؛ لأنَّ الخلاف بين الرسل وأممهم إنما هو في توحيد الألوهية، فأمَّا الربوبية فجميع أعداء الرسل مُقرون بها، فكفار قريش ومن قبلهم، يعلمون أن الله فوق السماء، قال فرعون لموسى: ﴿يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى﴾[غافر: 36، 37].
فالفطرة تقتضي أنَّ الله فوق السماء، وهذا أمرٌ متفقٌ عليه بينهم كلهم، والحديث السابق ضعيفٌ، وإن صحّ فإنما هو في المعنى ضعيف، لا في الإسناد، ولا يصح الاعتضاد به لا للإسناد، فعندنا نصوصٌ قطعيةٌ دالةٌ على أن الله فوق السماء، عالٍ على عرشه، والخلق كلهم في الأرض، بني آدم في الأرض يعملون، منهم المطيع ومنهم العاصي، وكلهم يعلم أن الله فوق السموات.
 
{أحسن الله إليكم.. هذه الآثار -التي تأتي- الإسرائيلية، ما موقفنا منها أحسن الله إليكم}
الأصل أننا عندنا قاعدةٌ: أن أخبار من قبلنا أقسامٌ ثلاثةٌ:
إما موافقٌ لشرعنا فنقبله.
وإما مخالفٌ نرده.
وإما بين هذا وهذا فنتوقف عنه، ولهذا قال: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم»، فعندنا الأصل الكتاب والسنة، وهما المصدر الوحيد في إثبات أسماء الله وصفاته، أما الآثار الإسرائيلية للاعتضاد، لا أصل لها، وهذا الحديث سنده ضعيفٌ، لكن مع هذا كله، فالواقع أن كل بني آدم في الأرض، والرسل في الأرض، والرسل يدعون إلى الله، وأقوام الرسل منهم من أطاعهم، ومنهم من عصاهم.
 
{نعم، أحسن الله إليكم..
هذا سائلٌ يقول: بعضهم فسر الاستواء على العرش، بأن العرش معناه العلم فيكون معنى ﴿اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ﴾ [الحديد: 4] أي: حاز العلم وكمل له العلم، فكيف الرد عليهم}
هذا كله كذبٌ وافتراءٌ، ﴿اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ﴾ استوى إلى السماء، فسواهن سبع سموات، فاستوى تأتي في مواضع من القرآن، بمعنى: علا وارتفع، العلم من صفات الذات، فهو مع استوائه فهو يعلم خلقه كلهم، ويعلم أحوالهم قبل أن يخلقهم، وكتب هذا العلم قبل الخليقة بخمسين ألف سنة، فالعلم صفةٌ ذاتيةٌ لربنا -جلَّ وعلَا، والاستواء صفةٌ فعليةٌ لربنا جلَّ وعلَا.
 
{وهذا التأويل أحسن الله إليكم فيه نسبة الله -عزَّ وجلَّ تعالى الله عن قولهم- إلى الجهل، أي: أنه لم يكن يعلم ثم حاز العلم}
إذا قيل: الاستواء يساوي الاستيلاء، كأن معناه أنه سبقه من هو قبله، فأخذه من هو أقوى، والله هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو بكل شيءٍ عليمٌ.
 
{الحمد لله رب العالمين، أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ.
كنا قد توقفنا أحسن الله إليكم عند قول المصنف رحمه الله تعالى:
سُئل الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- فقيل: يا أبا عبد الله ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: 5] كيف استوى؟
فقال: الاستواء غير مجهولٍ، والكيف غير معقولٍ، والإيمان به واجبٌ، والسؤال عنه بدعةٌ، ثم أمر بالرجل فأُخرج}
الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، عالمٌ مشهورٌ، وإمامٌ مُقتدى به، ورجلٌ له فَضله ومكانته، مِن حُفَّاظِ السُّنة، من المحافظين عليها، من العاملين بها، من المدافعين عنها، فله مكانةٌ علميةٌ، وله مكانةٌ بين  المسلمين، وكلامه مكتوبٌ، وأقواله معتبرٌ بها؛ لأنه ذو علمٍ وفضلٍ، ممن مَنّ الله عليه بحفظ السنة، والإحاطة بها، والعلم بها وبمعناها، وله -رحمه الله سابق- فضلٍ وعلمٍ، ولهذا وفق في كلامه، فقال لما سئل عن الاستواء -وقد أصابته الرهبة، وأصابه العرق الشديد- فلما انتبه قال للقائل: الاستواء معلومٌ، أي: أنه معلومٌ بالفطرة، علا وارتفع، والكيف غير مَعقولٍ، أي: لا نستطيع أن نكيف كيف استوائه على عرشه، فإن هذا أمر محجوبٌ عنا، فنعلم معنى الاستواء، ولكن لا ندري كيفية الاستواء، وإنما نعتقد أنه استواءٌ حقيقيٌّ كما يليق بالله، إلا أن (كيف استوى) نجهله.
والإيمان به واجبٌ؛ لأن الله أخبر بذلك، والسؤال عنه بدعةٌ.
ومن قال: إن الاستواء كيف يكون، فهو مبتدعٌ؛ لأن هذا السؤال يصل إلى جاهلٍ، أو مبتدعٍ ضالٍّ، يريد أن يفسر الشريعة بغير ما دلت عليه، فأهل السنة لم يدخلوا مع هؤلاء، بل بينوا الحق؛ ولذا أمر مالك بهذا الرجل فأخرج من مجلسه عقوبةً له، وتنبيهًا للناس على أن لا يسألوا مثل هذه الأسئلة التي لا خير فيها، والتي لا علم للعباد فيها.
 
{هذا فيه تقريرٌ -أحسن الله إليكم- أن علم معاني هذه الألفاظ معلومةٌ، لكن الكيف هو الذي يُترك}.
نعرف أن الله استوى، والاستواء له العلو والارتفاع، لكن ارتفاعه؟ كيف استواؤه؟
هذا ما نجهله، ثم هذا الأثر روي عن أم سلمة -رضي الله عنها- عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- لكن صحته عن مالك هي الأصل، وتناقلها الخلف عن السلف، وأيدوها، وحفظوها، واستدلوا بها على هذا الأمر.
{فتقريرٌ لعقيدة السلف}.
نعم.
{قال: (وَمِنْ صِفَاتِ اَللَّهِ تَعَالَى, أَنَّهُ مُتَكَلِّمٌ بِكَلَامٍ قَدِيمٍ, يَسْمَعْهُ مِنْهُ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ, سَمِعَهُ مُوسَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- مِنْهُ مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ, وَسَمِعَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ-, وَمَنْ أَذِنَ لَهُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ)}.
من صفات الله أنه متكلمٌ، والكلام صفةٌ ذاتيةٌ لله -جلَّ وعلَا، وقد تكون فعليةً، عندما تكون مجددة، فكلامه من صفاته، وهو صفةٌ ذاتيةٌ كمشيئته وقدرته، نثبت لله الكلام، وأن الله يتكلم بصوتٍ وحرفٍ، وأن كلامه يُسمعه من يشاء، كما سمعه موسى -عليه السلام، وكما سمعه النبي -صلى الله عليه وسلم- حين عُرج به إلى السماء السابعة، وهذا الكلام دل عليه الكتاب والسنة، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ﴾ [التوبة: 6]، وقال -جل وعلا: ﴿وَنادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّ﴾ [مريم: 52] الآيات، وفي السنة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربه ليس بينهما ترجمان» الحديث.
والإجماع منعقدٌ على إثبات صفة الكلام لله تعالى، كما أن الوصف بعدم الكلام نقصٌ، سواءً وصفته بالبكم أو الصم، أو ما نتكلم عنه، فمن نُفي عنه الكلام، فإنه عيبٌ ونقصٌ فيه.
 
{تعليق على لفظ: (الكلام قديمٌ)}.
والكلام قديمٌ، نقول: الأولى أنه قديم النوع، حيث إنَّ إطلاق القدم على كلام الله لا يصلح؛ لأن القديم فيه ما هو أقدم منه، ولكن نقول: إنه قديمٌ نوعه، حديثٌ آحاده، بمعنى: أنه صفةٌ ذاتيةٌ لله -جلَّ وعلَا، وهو فعليٌّ متجددٌ، لا كما يقول الأشاعرة: إنه كلامٌ نفسيٌّ، ولا كما تقول الخوارج: إنه مخلوقٌ.
 
{قال: (وَأَنَّهُ -سُبْحَانَهُ- يُكَلِّمُ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي اَلْآخِرَةِ، وَيُكَلِّمُونَهُ، وَيَأْذَنُ لَهُمْ فَيَزُورُونَهُ، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمً﴾ [النساء: 164]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي﴾ [الأعراف: 144]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ﴾ [البقرة: 253]، وقال سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الشورى: 51]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ ﴾ [طه: 11، 12]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾ [طه: 14]، وَغَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يَقُولَ هَذَا أَحَدٌ غَيْرُ اَللَّهِ)}.
هذه الآيات كلها دالةٌ على إثبات صفة الكلام لله، وأنه بحرفٍ وصوتٍ، وأنه يُكلَّم ويكلِّم، فيوم القيامة يكلم المؤمنين ويكلمونه، وينظرون إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة، وأن القرآن كلامه -جلَّ وعلَا، مُنَزَّلٌ على نبيه -صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل من رب العالمين، وبلغ به جبريل نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم، محفوظٌ بحفظ الله له، فمن ادعى أنه مخلوقٌ في الشجرة، أو مخلوقٌ في غيرها، فهذا كفرٌ وضلالٌ.
 
{وقول -أحسن الله إليكم- أن الله -عزَّ وجلَّ- لما يتكلم بالوحي، إنما ينفثه في روع جبريل}.
كله خطأٌ، قال الله في القرآن: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192- 195].
{فهو كلامٌ بحرفٍ وصوتٍ}.
وكما يوجه الحديث أن كلامه يوم القيامة يأتي بحرفٍ وصوتٍ.
{(وَقَالَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِذَا تَكَلَّمَ اَللَّهُ بِالْوَحْيِ، سَمِعَ صَوْتَهُ أَهْلُ اَلسَّمَاءِ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ اَلنَّبِيِّ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)}.
نعم، إذا تكلم الله بالوحي، سمع صوته أهل السماء؛ لأن أهل السماء عندهم قدرةٌ، وهيأ الله لهم قوةً لسماع كلام الله، وإنهم يُغشى عليهم من عظم كلام ربنا -جلَّ وعلَا، يصييبهم الغشي، لكن يفيقون ويبلغون جبريل بأنَّ الله أوحى بكذا وكذا.
المهم أن الملائكة يسمعون كلام الله، أُعطوا من القوة على ذلك.
{هنا -أحسن الله إليكم- سمع صوته، فيه إثبات الحرف والصوت}.
نعم.
{قال: (وَرَوَى عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ عَنْ اَلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: «يَحْشُرُ اَللَّهُ اَلْخَلَائِقَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلاً بُهْمًا فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعْهُ مَنْ بَعُدَ، كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ أَنَا اَلْمُلْكُ، أَنَا اَلدَّيَّانُ» رَوَاهُ اَلْأَئِمَّةُ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ اَلْبُخَارِيُّ)}.
صريحٌ في إثبات الحرف والصوت، ينادي بصوتٍ، ويتكلم بحرفٍ يوم القيامة.
{قال: (وَفِي بَعْضِ اَلْآثَارِ أَنَّ مُوسَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- لَيْلَةً رَأَى اَلنَّارَ, فَهَالَتْهُ فَفَزِعَ مِنْهَا, فَنَادَاهُ رَبُّهُ يَا مُوسَى, فَأَجَابَ سَرِيعًا اِسْتِئْنَاسًا بِالصَّوْتِ فَقَالَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ، أَسْمَعُ صَوْتَكَ، وَلَا أَرَى مَكَانَكَ، فَأَيْنَ أَنْتَ؟ فَقَالَ أَنَا فوقك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك فاعلم أنَّ هذه الصفة لا تنبغي إلا لله تعالى، قال: كذلك أنت يا إلهى أفكلامك أسمع أم كلام رسولك قال: بل كلامى يا موسى)}.
كل هذه أدلةٌ صريحةٌ، في أن الكلام حقٌّ لله، وصفةٌ من صفات الله -جلَّ وعلَا، بحرفٍ وصوتٍ، يُسمع كما سمع موسى عليه السلام، وسمع محمد-صلى الله عليه وسلم، وأهل الجنة يسمعون حينما يحييهم الله، يناديهم: «السلام عليكم يا أهل الجنة»، الحديث.
فمن  كلام الله القرآن الكريم، ومن كلام الله الأوامر والنواهي ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]، هذا كلام الأشاعرة أنه مخلوقٌ في الشجرة كما يقولون، والأشاعرة يقولون: كلامٌ نفسيٌّ، وليس صوتًا، ولا حرفًا، كل هذا آراءٌ باطلةٌ، سواء من الأشعرية أو المعتزلة، كلها ضالةٌ.
{نعم أحسن الله إليكم.
شَكَر الله لشيخنا ما أفاد به، وجعله في موازين حسناته، والشكر موصولٌ لكم أيها الإخوة المشاهدون، وإلى حلقةٍ قادمةٍ -إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته}.

المزيد إظهار أقل
تبليــــغ

اكتب المشكلة التي تواجهك

سلاسل أخرى للشيخ