{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرحبُ بكم إخواني وأخواتي المشاهدين الأعزاء في حلقةٍ جديدةٍ من حلقات البناء
العلمي، وأرحبُ بفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد العزيز بن محمد السدحان. فأهلًا وسهلًا
بكم فضيلة الشيخ}.
حيَّاكم الله وبياكم، وحيا الله من حضر ومن يشاهد ومن يسمع، ومن يبلغه.
{ما زال حديثنا عن الآداب والأخلاق مع فضيلة الشيخ، وسيتحدث فضيلة الشيخ في هذه
الحلقة -بإذن الله- عن كيفية التعامل مع المصائب، فهل من توطئةٍ -فضيلة الشيخ- عن
المصائب وأسبابها وما يتعلق بذلك؟}.
الحمدُ لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعدُ؛ هذه الدنيا كما قال الله تعالى عنها: ﴿لَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ [البلد: 4]، فالإنسان يُكابد نفسه
ويُكابدُ أهل بيته، ويُكابدُ أصحابه، ويُكابد من يتعامل معه، وهكذا تستمر الحياة
والناس في إقبال وإدبار، وارتفاع وانخفاض، وجهاد لبعضهم بعضًا، وهلمَّ جرَّا.
ولا تصفو الحياة لأحدٍ، ومَن يرى في حياة الناس أو في حياته شخصيًّا تمرُّ عليه
ساعات أتراح وساعات أفراح، وساعات آلام وساعات آمال، وسبحان الله! فهذا من حكمة
الله تعالى، ولو كانت الحياة على سَننٍ واحدة فلن تصفو لأحد؛ ولأنَّ الإنسان لن
يعرف الراحة إلا إذا سمع عن الخوف، ولا يعرف طعم الصحة إلا إذا رأى من ابتُلي،
وهلمَّ جرَّا.
ولكن في الجنة هناك الحياة الأبديَّة السَّرمديَّة لها وضعٌ وشأنٌ آخر، جعلنا الله
والجميع من أهلها.
شاهد القول: أنَّ للمصائب أسباب، وبعض الناس يفتقد الرَّبط بين المصيبة والسبب، أو
يفتقد أن المصائب لها أسباب، يظن إذا جاءت المصيبة أنه ليس لعمله القلبي ولا
الجوارح أي تعلق بها، وهذا خلاف الصحيح.
السبب الأول من أسباب وقوع المصائب: قد تكون المصيبة عُقوبة مُعجَّلة، قال تعالى:
﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ
مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾
[آل عمران: 165]، ونفهم من هذه الآية ومن مثيلاتها أنَّ المصيبة قد تكون بسبب
المصاب بنفسه.
السبب الثاني من أسباب وقوع المصائب: أن تكون المصيبة كفَّارة لذنوبٍ سالفة قد
ينساها العبد، ولكن الله لا ينساها، قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ:
«ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى
ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن
خَطَايَاهُ»[85]، فهذه المصيبة قد تكون كفارة للعبد، وجاء في الحديث:
«عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ
إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ
أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له»[86]، ومن الخيرية: تكفير
الذنوب التي نسيها العبد.
السبب الثالث: أن تكون المصيبة رفعةً للعبد، وبعض الناس يقول كلمة لا تصح عقديًّا،
فإذا أُصيب شخص بمرض يقول: "والله ليس من حقه، ولا يستحق هذا الشيء"! لأنهم ربطوا
أن المصيبة لا تكون إلا عقوبة!
والصواب أنَّ المصيبة قد تكون رفعة لصاحبها، قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ:
«إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ
مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي
مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ قَالَ أَبُو دَاوُد زَادَ ابْنُ نُفَيْلٍ ثُمَّ
صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اتَّفَقَا حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي
سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى»[87]، فهذه المصيبة قد تكون سببًا
لترقية العبد إلى منزلة في الجنة لا يبلغها بعمله، فسلط الله عليه المصيبة حكمةً
ورحمةً حتى يفوز بهذا المقعد، ولهذا قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ:
«إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ»[88].
ونرى في بيوتنا مسنِّينَ ومسنَّات لا يفتر لسانهم عن ذكر الله تعالى، ويحمدون الله
على كل حال، ومع ذلك تجدهم من مرضٍ إلى مرضٍ، فيُقال من باب الظَّن الحسن
والتَّفاؤل لهم: إنَّ هذه البلايا المتنوِّعة لهؤلاء -ولغيرهم- إنَّما هي رفعة
لمنازلهم في جنات النَّعيم.
وهذه المصائب التي تقع على آحاد الناس أو على جماعاتهم يختلف الناس في طرق
التَّعامل معها، مثل الامتحان الدراسي، أو المرض، شخص عند إجراء عمليَّة؛ تجد الناس
في قلق وفي فزع وخوف وإحباط وقنوط، وكل ما كُلِّم أغلق الباب، كل ما يطلب منه أحد
أن يتفاءل تجده يتشاءم؛ فهذا في الحقيقة لو كان مرضه صغير قد يتضاعف المرض بالحالة
النفسية، بينما آخرون قد يكون عندم مرض خطير ومُقرَّر لهم عملية وتجد عندهم من
التفاؤل وحسن الظن وكثرة الدعاء يختلف اختلافًا جذريًا عن سابقهم، وهذا يؤثر
تأثيرًا نفسيًا وتأثيرًا جَوَارِحيًّا، فهذا قد نُعنون له بعنوان: "كيفية التعامل
مع المصائب"، ونقسم هذا التعامل إلى قسمين:
- تارة يكون التعامل مع المصيبة مُخفِّفًا لها مع عظيم أجر صاحبها.
- وتارة يكون التعامل مع المصيبة مثقِّلًا لها ومضاعفًا لها مع عظيم وزر صاحبها.
وقيَّدتُّ بعض النقاط في كيفية تعامل الإنسان مع المصيبة حتى يُخفف هذا المصاب
ويحصل الأجر له:
الأمر الأول: حسن الظَّن بالله تعالى، قال تعالى في الخبر القدسي:
«أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ خَيرًا فَلَه وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا
فَلَه»[89]، ولو جعل المصاب نصبَ عينيه هذا الحديث مع قوله تعالى:
﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾
[الشورى: 19]، وحديث: «لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه
بوَلَدِهَ»[90] تخفف عليه كثير من المصائب.
الأمر الثاني: أن يتذكر هذا المريض أو هذا المصاب أو هذا المبتلى أنَّ الله تعالى
أرحم به من أمه وأبيه، ومن صاحبته وأخيه، ومن فصيلته التي يؤوي، ومن في الأرض
جميعًا، كل هؤلاء الخلق لو اجتمعت رحماتهم فالله تعالى أرحم بهذا العبد من جميع
الخلائق به، فهذا يُخفف المصيبة، فإذا علم أنَّ الله قادرٌ وأحسنَ ظنَّه بالله،
وتخيل سعة رحمة الله، وتذكر قول الله -جَلَّ وَعَلَا:
﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 156]، وقوله -صَلَّى اللهُ
عَلَيْه وَسَلَّمَ: «جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِئَةَ
جُزْءٍ، فأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وتِسْعِينَ جُزْءًا، وأَنْزَلَ في الأرْضِ
جُزْءًا واحِدًا، فَمِنْ ذلكَ الجُزْءِ يَتَراحَمُ الخَلْقُ، حتَّى تَرْفَعَ
الفَرَسُ حافِرَها عن ولَدِها، خَشْيَةَ أنْ تُصِيبَهُ»[91]، فإذا تذكر هذا
زاد يقينه بالله.
{كيف يكون حسن الظن بالله واقعيًّا، وما هي أساليبه العملية؟}
مثال: شخص رُشِّح لوظيفةٍ، أو أخفق في هذه الوظيفة، أو أراد الزواج من بيت معيَّنٍ
فاعتذروا منه، أو اجتاز امتحانًا وأخفق؛ فيُقال له: أحسن ظنَّك بالله، فربما صرفك
الله إلى خيرٍ.
ومن حسن الظَّن أن تعلم أن الله تعالى حكيم، لا يختار للعبد إلا الخير، حتى قيل: لو
وُضعت الأقدار كالأعواد وقيل للعبد اختر، فقد يختار شيئًا لا يصلحه، فالله تعالى لا
يختار للعبد إلا أحسن الأقدار، وحسن الظن بالله أن تعتقد أن الله ما صرفك إلا رحمة
بك، فتزداد حبًّا لله وطواعيةً وتسليمًا لقضاء الله وقدره.
فلو أنَّ الإنسان ابتُليَ بمرضٍ فجأة فعليه أن يحسن الظَّن بالله، هل ظلمك الله؟
معاذ الله!
ربما ابتلاك بهذا المرض ليصرفك عمَّا هو أعظم، وربمَّا ابتلاك ليُضاعف أجرك، وإذا
أحسن العبدُ الظَّنَّ بالله أصبح يُناجي الله بلذَّةٍ وحلاوةٍ لا يعلمها إلَّا مَن
ذاقها أو رأى مَن ذاقها.
الأمر الثالث: أن يصبر ويحتسب، قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ:
«عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ»، قال: "كله" ولم
يقل: "بعضه"، ولكن بشرط: «إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ،
فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له»، ثم
جاء التأكيد مرَّة أخرى بقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ:
«وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ»؛ لأنه يعرف أن هذا من قضاء الله،
ويحسن الظن بالله، وأنها من حكمة الله؛ فيزداد لله شكرًا عند المسرَّات، ويزداد لله
صبرًا واحتسابًا عند المكروهات والمصائب.
الأمر الرابع: استعمال الألفاظ الشرعية عندها، والابتعاد عمَّا جاء به التَّحذير من
الألفاظ الأخرى، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة:
156]، فبعض الناس يلهج لسانه بهذه العبارة عند المصيبة، عظُمَت أو دقَّت، يلهج
لسانه في كل حال.
وجاء التَّخصيص بألفاظ يُقاس عليها ما شاكلها، كما جاء في الحديث:
«فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ
وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»[92]، فـ "لو"
مفتاح صغير لباب من الشر كبير، فدائمًا نقول: "اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في
مُصِيبَتِي"، "إنا لله وإنا إليه راجعون"، أو دعاء عام "اللهم ثبت قلبي، اللهم
صبرني، اللهم أعني".
فائدة: كلمة "لو" بعض الناس يمنعها على إطلاقها، وهذا ليس بصحيح، وإنما "لو" تنقسم
إلى أقسامٍ أربعة:
الأول: يأثم صاحبها: إذا اعترض على قضاء الله، كان يقول: لو أنِّي ما سافرتُ لما
وقع الحادث.
الثاني: يأثم صاحبها عند تمنِّي فعل الشر، كأن يقول: لو أني عندي مال لطبعتُ كتبًا
تحارب السنَّة والتوحيد.
الثالث: إذا تمنَّى فعل الخير، كأن يقول: لو أنِّي عندي مالًا لبنيتُ مسجدًا، أو
لأطعمتُ الفقراء والمساكين.
الرابع: لا أجر فيها ولا وزر، كأن تقول لصاحبك: المسجد من ها هنا، ولو أتيت من
الطريق الثاني لكان أقرب، فهذه لي فيها اعتراض ولا فيها تمني فعل الشر أو الخير.
الأمر الخامس: تذكر كثرة نعم الله عليك.
يُقال: إنَّ أحد الناس كان كريمًا قد فتح بابه ومدَّ بساطه، والفقراء وأصحاب الحاجة
كانوا يأتون إلى بيته، فأُصيبَ في ولده ومات، فأغلق الباب، ومنع مد الموائد، فأحد
العلماء في البلد أراد أن يعزي هذا الشخص، فاصطحب هذا العالم تلميذًا له، وقال له:
إذا جلسنا عند هذا الرجل المصاب فسلْني عن قوله تعالى:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ [العاديات: 6]، وسأمتنع عن
الجواب، ثم ألح عليَّ.
طبعًا هذا الرجل الكريم أغلق بابه من الضيق والهم، فيقل له: فلان العالم بالباب.
فقال: أدخله. فلما دخلنا إذا بهذا الشخص مُكتئب، فلما عزَّى الشيخُ هذا الرجل، سألَ
التلميذُ الشيخ وقال له: يا إمام، ما تفسير قوله ﴿إِنَّ
الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ [العاديات: 6]؟
فقال الشيخ: أخِّرها الآن. فقال التلميذ: بل حتَّى نستفيد.
فقال الشيخ: هو الرَّجل تصيبه المصيبة فيُعدِّد النِّقم وينسى النِّعم. فتفطَّن
الثَّري وقال: فاتحوا الأبواب ومُدُّوا البساط.
بعض الناس إذا جاءتهم مصيبة كأن يفقد شيئًا من ماله فيقول: أعطاني الله بيتًا ملك،
أعطاني الله السيارة، أعطاني الله تجارة؛ هذا المال الذي ذهب هي مصيبة وقد تكون
خيرًا لي، ولكن عندي من نعم الله أخرى؛ فهذا في الغالب يُؤجر على مصيبته.
وذُكر أنَّ امرأة فقدت خمسة، بعضهم من أولادها، وبعضهم من إحفادها وأسباطها،
فعزَّيتُها، فقالت لي: أعطاني الله عشرة أخذ نصفهم وأبقى لي نصفهم، والحمد لله على
ما أخذ، والحمد لله على ما أبقى. بارك الله لها في ذريتها.
الأمر السادس: تذكر مَن هو أعظم مُصابًا منه، فإذا أصيب الإنسان في قدمه بكسر أو
جرحٍ، ثم رأى في المستشفيات مَن فقد قدميه، وهناك كتاب اسمه "دع القلق وابدأ
الحياة"، ألفه مؤلف فرنسي اسمه دايل كارنجي، والشيخ ابن السعدي هذَّبه واختصره في
كتابه "الوسائل المفيدة للحياة السعيدة"، وما في كتاب دايل كارنجي في الغالب يوافق
الفطرة، وأذكر فيما قرأت فيه أنَّه دخل مستشفى وكان قد أصيب في قدمه ويمسك عكازًا،
وكان يمشي في الحديقة كل يومٍ، وكان يتألم في مشيه من الجبس وينظر للحياة بنظرة
سوداويَّة متشائمة، فرأى في نفس الحديقة شخصًا يدفعُ شيخًا في عربة؛ لأنه قد فقد
قدميه ويضحك، فنظر له وقال: هذا يضحك وقد فقد قدميه، وأنا متشائم ومعي قدم سليمة
وقدم الثاني تُعالج! فالإنسان يتذكر من هو أعظم منه مصابًا.
وبلغني في مجلسٍ أن رجلًا مُسنًّا عصبيَّ المزاج، وكان يكره المستشفى كرهًا غير
طبيعي، ويقول لأولاده: لو أصابني ما أصابني لا أدخل المستشفى، فإذا ألحوا عليه شتمَ
وكهرَ؛ فوقع له حادث مع أحد أولاده كان يسوق به، فحدث له كسر مضاعف في الساق، فأتت
الإسعاف لتحمله، فأخذ هذا المسن يسب ويشتم ويحرج على أولاده ألا يذهب للمستشفى،
فقال المسعف: لابد من النقل للمستشفى.
وكان لهذا الرجل أربعة أولاد، ثلاثة متزوجون والرابع لم يتزوج، فقال الثلاثة لأخيهم
الرابع: اجلس عند والدك، وتحمل ما سيأتيك، وبعد يومين اتصل الولد بإخوته وقال:
الوالد يريدكم، فتوقعوا أنه سيوبخهم! فلما أتوا إذا بوجه أبيهم غير الوجه السابق،
وإذا بالرضى رغم أن رجله مجبَّسة ومعلقة بسلسلة في السرير، فرأوا والدهم قد انقلبَ
جذريًّا، فقالوا له: لا بأس يا والدنا. فقال: أنا بخير والحمد لله، انظروا مَن
بجانبي هذا، وإذا مَن بجانبه معلقةٌ يداه ورجلاه؛ فكانت هذه عبرة وعظة لهذا الرجل.
ولهذا؛ فمن رأى مَن هو أعظم منه مصابًا خفَّت عنه المصيبة، وصاحب الطاعة إذا رأى
مَن هو أعظم منه طاعة نشط وسأل الله الزيادة، فإذا رأى مَن هو أقل منه حمد الله وما
شمت، فانظر في الطاعات إلى مَن هو أعلى منك لتنشط وترتقي، وإذا رأيتَ من هو أقل منك
لا تزدريه؛ بل احمد الله، واسأل الله له التوفيق، وانشط أنتَ في عبادتك.
هناك أسباب تجعل المصيبة الصغيرة تكبُر، والوزر يعظُم، بعكس الأوَّلةِ، فالأوَّلةُ
أنَّ المصيبةَ الكبيرةَ تصغرُ مع عظيمِ الأجرِ إذا تعاملَ معها بالتَّعامل السَّابق
ذكره، وبعض النَّاس يتعامل تعاملًا مع المصيبة الصغيرة يجعلها تكبر ويحمل الوزر،
ويقل أجره أو ينعدم.
فتارة يكون التعامل مع المصائب مضاعفًا لها مع وزر صاحبها، وهذا لأسباب:
الأول: سوء الظن بالله، وما يصاحبه من جزع وتسخُّط، وكثرة التشاؤم، فهذا -نعوذ
بالله- لم يحسن الظن بالله، وما تأدَّب مع الله -جَلَّ وَعَلَا- في هذا الأمر
وتشاءم، وهذا التشاؤم قد يفتح عليه أبوابًا من الشر الحسي والمعنوي، والمصيبة
ستعظُم وأجره سيخف وقد ينقلب الأجر إلى وزر.
الثاني: الاعتراض على قضاء الله وقدره، وكما تقدَّم أنَّ الألفاظ الشرعية هي
المطلوبة، وعن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها- أنها قالت: "كان إذا رأى ما يُسَرُّ به
قالَ: «الحمدُ للَّهِ الَّذي بنعمتِهِ تتمُّ الصَّالحاتُ»،
وإذا رأى شيئًا مما يَكْرَهُه قالَ: «الحمدُ للَّهِ علَى
كلِّ حالٍ»"[93].
إذن؛ من الألفاظ التي تُقال عند المصائب:
- إنا لله وإنا إليه راجعون.
- قدَّر الله وما شاء فعل.
- الحمد لله على كل حال.
ثالثًا: التَّأخر عن الطاعات، مثلًا: شخص مُصاب بمرض في قدمه، تجده لا يصلي الفرض
إلا متأخرًا، وأولى ما يستعين به المريض بعد الله هو الطاعات والفرائض، وإذا كان
الإنسان يتأخر عن الفرائض فلا شك أنه يترك الأذكار الشرعية والدعاء والنوافل.
ويُقال: هذه المصيبة كان للشيطان فيها نصيب، فثقَّل عليك بعض الفرائض!
وبعض المرضى ينام عن الصلوات، وإن قيل له: قم صلِّ يا رجل. يقول: أنا مريض! ونقول:
هناك أناس أشد منك مرضًا وإذا شقَّ عليهم الصَّلاة في المسجد صلُّوا في البيوت،
والمرض الذي فيك لا يمنعك من القيام ولا للذهاب للمسجد، ولو فرضنا أنه يمنعه عن
الذهاب، فصلِّ في بيتك قائمًا أو قاعدًا، ولكن صلِّ الصلاة في أوقاتها، وتجد بعضهم
ما يصلي العصر إلا عند الفجر، ولا أذكار صباحيَّة ولا دعاء، فيُحبط، وهذا من تلبيس
إبليس.
رابعًا: كثرة ذكر المصيبة تشكِّيًا، وأذكر الشيخ عبد الله بن جار الله أحد مشايخي
وممن له فضل عليَّ بعد الله، رحمه الله وأسكنه الله جنَّته وباركَ في ذريَّته، وهو
من أجب ما رأيتُ من الناس، فإذا سألته عن أحواله قال: إخبارًا لا شكوى...، ثم يبدأ
بالحديث، ما تضجَّر ولا اكفهرَّ، فهذا هو الشيخ عبد الله أكبر منِّي سنًّا وأكبر
منِّي علمًا وقدرًا، ومحبَّةً عند الناس، ومع ذلك مبتلًى ومصابر ومحتسب، وهذا الشيخ
عبد الله بن جار الله له عليَّ فضل بعد الله في توجيهه ونُصحه، بل في قدوته
الفعليَّة والقوليَّة، وفي صبره وعدم تشكِّيه أمام طلابه؛ فهذا مدرسة.
والآن تجد من يتشكَّى ويقول: أنا كذا...، وكذا...؛ حتى أنَّ الزُّوار يتثاقلون
كلامه، فكأن ما في الدنيا مُصاب إلا هو، وكأن ما في أحد يتألَّم إلَّا هو، مع أنَّ
مُصيبته لا تستحق كثرة التَّشكِّي، وكثرة التَّشكِّي هذه تُدخل عليه القنوط واليأس
وعدم التَّفاؤل.
ويترتَّب على هذا أنَّه يحرم نفسه من الأجر ومن احتساب المصاب، والصبر وعدم
الضَّجر، فهذا لا استفاد أجرًا ولا احتسابًا؛ بل قد يُعينُ الزُّوَّار على
التَّشكِّي، ولو أنه صبر واحتسب لكان أولى، وعلى الأقل إن كان لا يستطيع الشُّكر
فيُمسك لسانه عن التَّجُّر والتَّشكِّي.
دخل الإمام أحمد وكان يأن، فقال: يا أبا عبد الله، قال طاووس: "الأنين من
الشَّكوى"؛ فتحامل على نفسه ولم يأن أو يتأوَّه؛ هذا إن صحَّ الخبر، ولكن لا حرج
على مَن تأوَّه إذا لم يكن على سبيل التَّضجُّر، وإنَّما كان ذلك من صبر الإمام
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- وكلام طاووس، فلا تفتح بابًا على النفس؛ بل جاهد نفسك
قدر ما تستطيع.
{أحسن الله إليكم شيخنا.
بعضهم يتشكَّى ليس من باب التَّضُّجر، مثل مقولة الشيخ عبد الله بن جار الله
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- "إخبارًا لا شكوى"؛ فهل فيه إشكال؟}.
نعم، الفرق بين المشاعر أثناء الكلام والعبارات المصاحبة، تجد من يقول لك: إخبارًا
لا شكوى، أنا دائمًا في نكد، وأنا دائمًا في ابتلاءات...، هذا شكوى وتضجُّر.
ولكن قول الشيخ عبد الله بن جار الله كان: إخبارًا لا شكوى، الحمد لله الألم لم
ينقطع، وآخذ علاجًا يؤثِّر عليّ، والله يعينني على الصبر، ويرزقنا الاحتساب. فأنت
تسمعه وتقول: الله يعين الشيخ عبد الله! فهنا الشيخ يذكر حاله بكل ثقة وتؤدة، ولا
ترد في عباراته عبارات تجزُّع وتسخُّط، وإنَّما تشكُّر واحتساب وصبر.
ونختم هذا الموضوع بثمار المصائب.
لله في كل شيءٍ حكمة، من القواعد التي ذكرها أهل العلم أن "ال" في أسماء الله تعالى
تفيد العموم والاستغراق، فمثلًا إذا قيل: "الحكيم" فالله تعالى حكيم في تدبيره،
حكيم في أمره الكوني، حكيم في أمره الشرعي، حكيم في خلقه، حكيم فيما يأمر، حكيم
فيما ينهى، حكيم في كل شيء.
فلله تعالى حِكَمٌ عظيمة في الابتلاء بالمصائب، فالله جعل المصائب حكمًا لمن كان له
قلب، وألقى السَّمع وهو شهيد، وتأمَّل في آيات القرآن الكريم وأخبار السنَّة
النبوية.
ومن ثمار المصائب:
أولًا: زيادة ترسُّخ عز الألوهيَّة في شأن المبتلى، فيعرف أن هذه المقادير بيد الله
تعالى، وأنه لا يستطيع أحد أن يُدبِّر أو يُؤخِّر أو يتصرف إلَّا الله -عزَّ وجل-
فهذا توحيد ألوهية وربوبيَّة.
وكما قال أهل العقيد: جميع آيات توحيد الربوبيَّة التي ذكرها الله نصها ومفهومها
ولازمها توحيد الألوهية.
ثانيًا: زيادة ترسُّخ ذل العبوديَّة، فالمتكبِّر ينكسر كبره، والمتعاظم يتخاذل،
والمتفاخر ينخذل، وهلم جرَّا، فإنسان يرى نفسه أقوى الناس وأعظمهم ويتكبَّر، فإذا
أصابه المرض سقطَ على الفراش، فإن كان ممن وفَّقه عرف ضعف الإنسان وهوانه إذا تعاظم
على الله، ويعرف حقيقة نفسه أنه مهما بلغ في الجاه والمال أنه ذليل بعز الله تعالى.
ثالثًا: أنَّ المصائب قد تكون من أبواب الخير، كلجوء العبد وافتقاره إلى الله، هناك
أناسٌ كان فيهم قسوة وفيهم غلظة، ومتلوثين بالمعاصي ومظالم الناس والعقوق؛ فلما
أُصيبوا استكانوا، وكانت المصيبة طريق ممهَّد يسلكونه بعد شفائهم، فكانت خيرًا لهم.
رابعًا: كثرة التَّضرُّع لله تعالى، فبعض الناس قد لا يدعو، ولكن لمَّا مرض أصبح
لسانه لا يفتر عن الدعاء، فهذا خيرٌ له.
خامسًا: ترويض النفس على الإيمان بقضاء الله وقدره، فبعض الناس يتألَّم من القضاء
والقدر، فإذا وطَّن نفسه وعلم أن هذا المصيبة من قدر الله، وأنه لو اجتمع الإنس
والجن والملائكة وكان بعضهم لبعض ظهيرًا لم يستطيعوا تقديمه أو تأخيره، ولا كشف
الضر ولا تحويله، فهم لا يكشفون الضر ولا يُمكنهم تحويله من مكان إلى مكان إلا بإذن
الله.
سادسًا: معرفة قدر نعمة العافية، فالإنسان لا يعرف قدر النِّعمة إلَّا إذا فقدها،
أو رأى مَن فقدها -إذا وفَّقه الله.
يقول أحد الفضلاء زرته قبل أيام وقد أصيب في قدمه، فقال: والله كل مَن زارني أنظرُ
لأقدامه، وأنا عمر فوق الخمسين وما فكَّرتُ في قدمي قبل ذلك، ولكن لما أصبتُ ورأيتُ
الناس يمشون وأقدامهم سليمة سألت الله تعالى العافية، وعرفت قدر نعمة المشي.
سابعًا: تمنع وتؤدِّب صاحبها من الكبر، بعض الناس يكون فيه عجرفة وعنف مع والديه
ومع الناس، فإذا أُصيب -ووفقه الله- تتغيَّر أخلاقه، وتتهذَّب آدابه.
ثامنًا: المصائب كفارة للذنوب، فتقدَّم أن المصيبة إذا صبر صاحبها فمن ثمارها تكفير
ذنوبه كما قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: «ما يُصِيبُ
المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ،
حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ».
تاسعًا: عظيمُ ثواب المصاب في الآخرة، قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ:
«إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا
بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ
قَالَ أَبُو دَاوُد زَادَ ابْنُ نُفَيْلٍ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ
اتَّفَقَا حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ
تَعَالَى»، وأيضًا قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ:
«إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ».
عاشرًا: ثمار خفيَّة لا يدركها العبد، قد يرى بوادر التوفيق في حياته المستقبليَّة
فيقول: أنى لي هذا! أنا الآن كنتُ على وشك الخسارة أو الموت ثم نجاني الله!
فنقول: قد يكون صبرك في المصيبة واحتسابك وعدم التَّسخُّط على أقدار الله وحسن
الظَّنِّ بالله مدَّخر لك، والله تعالى يُعطي مَن يشاء بفضله، ويمنع مَن يشاء
بعدله، ولا يظلم ربك أحدًا.
الحادي عشر: محاسبة النفس، بعض الناس إذا ألمَّت به المصيبة يبدأ يُراجع نفسه، يقول
ابن القيم في كتاب الروح "من أحسن أوقات المحاسبة إذا خلي الإنسان بنفسه عند
النوم"، فإذا بدأ الإنسان عند النوم أن يسترجع ويُحاسب نفسه فيعرف أنه قصَّر في حق
فلان وفلان، فيبدأ ينوي ترقيع الخلل، وسؤال الله الزيادة من فضله.
الثاني عشر: بعض المرضى يُفيد غيره حتى في مرضه، كما قال تعالى:
﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ﴾ [مريم: 31]، يأني أناس
يعودونه، فيرون من صبره واحتسابه ورضاه وبشاشته ما يُعطيهم دروسًا لهم في مستقبل
حياته إذا أُصيب بمصيبة، أو كان أحد الزُّوار عنده مصيبة فيقول: هذا على فراش المرض
وعنده مرض خطير، ومع ذلك تجد عند الصبر والاحتساب والتَّشكُّر لله -جَلَّ وَعَلَا-
وعد التَّضجُّر؛ فيُخفِّف على الزَّوَّار والعُوَّاد مصابهم دون أن يشعر هو، وهذا
بعكس بعض المرضى إذا دخلت عليه تجد فيه -والعياذ بالله- يأسًا وقنوطًا وإحباطًا
يزيد الزُّوَّار ألمًا.
الثالث عشر: أجر العفو على مَن تسبب في مصيبة، شخص صدم واحدًا بالسيارة، أو أخطأ
عليه فضربه، فهذا المصاب قد يعفو عمن اعتدى عليه مع أن له حق، قال تعالى:
﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾
[الشورى: 41]، فله حق الانتصار، ولكن من عفا وصفح فأجره على الله، وهو بذلك يستفيد
أجر المصاب، ومن اعتدى عليه قد يتأثَّر بعفوه فيزداد سلوكًا من منهج الصواب. والله
تعالى أعلم.
{أحسن الله إليكم شيخنا.
بعض الناس يقول: أدرك أنَّ المصائب يجب فيها الصبر، والرضا له أجر عظيم، ولكن أريد
وسائل واقعيَّة تجعلني أصبر وأتعامل مع المصائب بهذا الأسلوب بشكل مناسب لي}.
يُقال: هناك أمور ثلاثة:
الأول: قراءة أخبار النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- وما أصيب به من الأقدار
المؤلمة، وكذلك الصحابة، فسترى عجب العجاب، حادثة الإفك لأمنا عائشة، والنبي
-صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- ابتُليَ وأُخرِج.
الثاني: أن تُجالس كبار السن، فكبار السن هؤلاء مدارس يا شيخ، ومع الأسف فصولها
فارغة، فعندهم من الخبرات من معترك الحياة وخبرة السنين الشَّيء العجيب.
الثالث: أن تزور المرضى في المستشفيات، وترى بنفسك وبعين البصر والبصيرة المرضى،
وتعودهم وتتحدَّث مهم وسترى عجبًا، ترى شخصًا له يومان في المستشفى ومحبط، وآخر له
أشهر ومع ذلك في صبرٍ واحتسابٍ فتستفيد منهم.
وقبل ذلك تستفيد من كبار السن، وقبلهم مما جاء في الأخبار والأحاديث المأثورة
وأخبار الصحابة.
{أحسن الله إليكم.
{شكر الله لكم فضيلة الشيخ على ما تقدِّمونه، أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين
حسناتكم.
وفي الختام هذه تحيَّةٌ عطرةٌ من فريق البرنامج، ومنِّي أنا محدثكم عبد الرحمن بن
أحمد العمر. إلى ذلكم الحين نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته}.
---------------------
[85] صحيح البخاري (5641).
[86] صحيح مسلم (9222).
[87] أخرجه أبو داود (3090)، وأحمد
(22392) واللفظ له، صححه الألباني.
[88] صحيح الجامع للألباني (2160)، وأخرجه البخاري
(1787)، ومسلم (1211) بلفظ وَلَكِنَّهَا علَى
قَدْرِ نَصَبِكِ".
[89] أخرجه أحمد (16016)، والدارمي
(2731)، وابن حبان (641) واللفظ له.
[90] أخرجه البخاري (5999)، ومسلم
(2754).
[91] أخرجه البخاري (6000) واللفظ له، ومسلم
(2752).
[92] صحيح مسلم (2664).
[93] أخرجه ابن ماجه (3803)، والطبراني في
((الأوسط)) (1/677)،
والحاكم (6/375)
باختلاف يسير، صححه الألباني في صحيح الجامع (4640).