{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرحبُ بكم إخواني وأخواتي المشاهدين الأعزاء في حلقةٍ جديدةٍ من حلقات البناء
العلمي، وأرحبُ بفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد العزيز بن محمد السدحان. فأهلًا وسهلًا
بكم فضيلة الشيخ}.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حيَّا الله مَن حضرَ ومَن يشاهد ومَن يسمع.
{ما زلنا في سلسلة حلقات الآداب والأخلاق، وفي هذه الحلقة -بإذن الله- يتحدث فضيلة
الشيخ عن قواعد وآداب في التعامل مع الأصحاب}.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسول الله.
الإسلام دينُ كمالٍ، ما ترك حُسنًا إلَّا دلَّ الناس عليه وحثَّهم عليهم ورتَّب
عليه الأجر والثواب، ولا من سوءٍ إلا حذر منه ورتب عليه الوزر والعقاب إجمالًا،
ويدخل في الإجمال التفاصيل الكثيرة.
ومما عُني به الإسلام: العلاقات الاجتماعيَّة، وجاءت النصوص الكثيرة والأحاديث
النبوية الكثيرة وصنَّف أهل العلم مُصنفات خاصَّة فيما يتعلق بعلاقة الإنسان مع
والديه، مع أهله، مع أولاده، مع أصحابه، وهذا مما يحتاجه كثيرٌ منَّا، وهو معرفة ما
يتعلق بالتعامل مع الأصحاب، وهو حديث هذا المجلس -إن شاء الله تعالى.
ومن المعلوم أنَّ لكل إنسانٍ أصحابًا، وكما ذكر الماوردي وغيره المسألة اللطيفة في
علاقة الأصحاب: هل الأفضل للإنسان أن يتكثَّر من الأصحاب أو أن يتقلل؟
فذهب أهل العلم إلى مذاهب ثلاثة:
الأول: أن يتكثَّر؛ لأن في الكثرة مصالح من قضاء الحوائج، وما يتبع ذلك في هذا
الفلك.
الثاني: الأفضل أن يتقلل، حتى لا تكثر التبعات والمسؤوليات والمعاتبات.
الثالث وهو المذهب الوسط والصحيح: أن يتكثَّر بشرط أن ينتقي، فالإنسان يفرح أن يكون
له أصحاب فيهم من الخلق والفضائل والآداب، كلما كثروا كلما كان أحسن، واحتجَّ أرباب
هذا القول بأن الكثرة المنتقاة فيها فوائد، منها:
· الذب عن عرضه إذا قُدح فيه بغير حق.
· تذكيره إذا نسي.
· أنهم يشفعون له عند الله -جَلَّ وَعَلَا.
· قضاء الحوائج.
· كثرة الدعاء له.
ومن هذا القبيل يتبيَّن أن الأفضل هو كثرة الأصحاب بشرط الانتقاء، كما قال -صَلَّى
اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: «لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا،
وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ[40]»، وفي الحديث
«إِنَّمَا مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ،
وَنَافِخِ الْكِيرِ»[41]، فإذا كان جلساؤك من الصالحين؛ فكأنَّك تجالس أصحاب
مسك كُثُر، يحضرون برائحتهم الطيبة، يحضرون بيتك أو طريقك.
{هلَّا ذكرتم لنا بعض القواعد في ذلك}.
أنا قيَّدتُّ قواعد -أو آداب- بإذن الله تعالج ما يقع بين الأصحاب من الخلل وتُغلق
-بفضل الله- مداخل الشيطان:
القاعدة الأولى: لا تظنَّ سوءًا بأحدٍ بمجرد خبرٍ سمعته، فبعض الفضلاء يسمع خبرًا
عن أحد أصحابه فيصدقه؛ فالأصل في المسلمين عُمومًا العدالة، والصاحب له حق
الصُّحبة، فلو كل مَن سمع في صاحبه خبرَ سوء صدَّقه ما بقي لأحد صاحب، ولكن قضية
التثبت مطلوبة، والمحمل الحسن مطلوب، ودائمًا كلما وضع الإنسان نفسه في الموضع يعرف
مرارة التَّصرُّف الخاطئ، ويعرف أثر التَّصرُّف الحسن.
فمثلًا: لو أن فلانًا بلغه عنك مجرد إشاعة قدح فيك وهجركَ ونفر منكَ عندما يقابلك؛
فلا شكَّ أن هذا سيؤثر في النفس، فينبغي للأخ إذا سمع خبرًا عن أخيه أن يتثبَّت من
صحته؛ فإن تثبتَ فهناك المحمل الحسن إن كان له وجه، ثم تأتي بعد ذلك المناصحة وما
شاكلَ ذلك.
القاعدة الثانية: لا تكن أذناكَ وعاءً لكل خبرٍ، ولا يكن لسانك مِغرافًا لكل ما
تسمع، فبعض الناس يفقد أصحابه الواحد ثم الآخر بمجرد أنه يسمع أخبارًا عنهم أو عن
قرابتهم، فيبدأ في نثر هذه الأخبار في المجالس، أو في وسائل التواصل الاجتماعي؛
فينفر منه الكثير، ويبغضه الكثير، ويكون مذمومًا إذا حضر، يُفرَح إذا غاب ويُكره
إذا حضر، وهذا من كثرة الكلام ونقل الأخبار، قال الله -جَلَّ وَعَلَا:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُو﴾
[الحجرات: 6]، وقال الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ:
«كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ»[42]، وقال
-صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: «بِئْسَ مَطيَّةُ
الرَّجُلِ زعَمو»[43]، زعم فلان، زعم زيد، زعم عمرو...، ثم يبدأ بنقل هذه
الأخبار التي تفكك روابط الأخوة والمحبة.
{أحسن الله إليكم شيخنا.
أحيانًا بعض الناس يكون من أصحابه مَن تحوم الشُّكوك حوله، إمَّا في أمور ماليَّة،
أو في غيرها من الأمر، فيقول: أنا لا أجزم بهذا الخبر، ولكن التوقع الحذر منه. فما
توجيهكم؟}.
الإنسان إذا سمع عن أخيه خبرًا، فإذا كان هذا الخبر مادحًا فيفرح، وإذا كان قادحًا
يتثبَّت، فإن كان الخبر ثابتًا في حق أخيه وهو يقدح في عدالته وأمانته فهنا يُقال:
هل لك قدرة ولك أسلوب ولك قبول عنده في مناصحته ومفاتحته في الخبر؟
فبعض الأحايين تعرف أن أخاك على خطأ، لكنَّك تعرف من نفسك أنَّه ينفر منك، أو أنَّ
في أسلوبك انفعال أو حدَّة فتزيد جرحه ألَمًا، ولكن إذا عرفت أن هذا الشخص له أسلوب
طيب، وله حجج مقنعة، والشخص الآخر يقبله، فمن باب تغيير المنكر أن أسعى إلى تغييره
من طريق فيه مصلحة وتحقق منفعة.
القاعدة الثالثة: إذا بلغك شحناء بين صاحبيك فبادر بالصلح بينهما.
وللشيطان مسلك خفي، فقد يكون لبعض الأفاضل صاحبان يذهبان سويًّا ويسافران سويًّا،
ويجتمعان سويًّا؛ كأنَّه ظل لصاحبه، فيقع بين الاثنين نوع من سوء الفهم فيتنافران،
فالمسلك الشيطاني الخفي أن هذا المرجع للطرفين يأنس بهذا الشيء، يقول: الاثنان
يحبونني، كل واحد يتصل بي؛ فيفرح أن بين الاثنين جفوة!
فهذا من مسالك الشيطان، وهذا مما لا ينبغي أن يكون في خلق المسلم؛ بل عليه أن
يتألَّم لتنافر أخويه، وأن يُسارع بالصُّلح بينهما.
مرَّة كنت مع الشيخ ابن باز -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- في سيارته، وكان من ضمن ما
سألته عن أسباب محبة الناس لك يا شيخ؛ فقال: لا أعلم بين اثنين شحناء إلا سارعت إلى
الصُّلح بينهما.
فهذا بين من لا يعرفهم، فكيف بأصحابه!
فمن تلبيس إبليس ومن سوء العلاقة بالأصحاب، ومما يرضي الشيطان ويسخط الرحمن: أن
يفرح الإنسان بتنافر أخويه؛ لأنهما اتفقا على محبته، وشعر أنه مرضي عند الطرفين،
والأولى أن يتألم لألمهما، وأن يؤمل بأملهما، فيسارع للصلح حتى لو دعت الحاجة إلى
الكذب، يقول: أخوكَ متألم ويتمنى تعود العلاقة والمودَّة، ويقول للثاني نفس الكلام؛
فكما جاء في الحديث: «لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ
بيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرً»[44]، فالشرع رخص في الكذب للإصلاح بين
الناس، من باب أنه يقرب القلوب والأبدان.
{في هذه المناسبة؛ هل من نصيحة توجهها لمن كانوا إخوة في الله وحصل بينهما شحناء؟}.
إذا علم الإنسان أنَّ الشحناء من الشيطان، وأنها قد تكون سببًا في عدم رفع العمل
إلى السماء، وأنها مع التقادم تزيد من تمكُّن العداوة، وأن الإنسان في هذا قد أرضى
الشيطان وخالف طاعة الرحمن؛ فيُقال: هذه الصحبة التي بينك وبين أخيك صحبة سنوات لا
يفرقها الشيطان بخلاف لحظات، وكما يُقال: الصاحب لا يُشتَرى ولا يُلتَقط، وإنما
الصاحب الطيب هبة من الله، فحافظ عليه، وتحمل تبعته، وسترى منه قبولًا.
القاعدة الرابعة: أن يتسع صدرك لمن خالف رأيك إذا كان في الأمر احتمال -أو
احتمالات.
فمما يفرق بين الأصحاب أن يرى أحدهما رأيًا، ويرى الآخر رأيًا يُخالف رأيه، وقد
اعتاد الأول -وخاصة لو كان أكبر سنًّا- أنَّ الثاني يتبعه في جميع مرئياته، ولكن
هذا خالف رأيه، ولم يتفق معه في هذا الرأي، وبيَّن خللًا في رأيه، فينبغي للآخر أن
يفتح صدره قبل بيته، حتى لو كان الرأي الذي سمعه مَرجوحًا، فيبقى أن يرى رأي صاحبه
رأيًا راجحًا.
فمن سوء علاقة الأخوة والخلل في الترابط الأخوي أن يجد الإنسان حاجة في نفسه على
أخيه لمجرد أنه خالف رأيه.
ومما يسبب زيادة المحبة والتوافق: أن يعرف الأخ أنه إذا خالف أخاه أن صدورهم رحبة،
وأنَّ هذا لا يعكِّر الأخوة، وإنما هي وجهة نظر -كما يُقال.
{يقول بعضهم: المسائل الخلافية إذا كانت تسبب فرقة فالأولى تركها حتى لو كانت مسائل
شرعية}.
الخلاف على قسمين:
الأول: خلاف له حظٌّ من النَّظر.
وليس كل خلاف جاء معتبر *** إلا خلاف له حظ من النظر.
فمثلًا: هذا يرى الصلاة خلف الصف مُنفردًا لا حرج إذا امتلأ الصف، والثاني يقول:
لا، لو كان الصف مليئًا ينتظر أحد، أو هل السترة واجبة أو غير واجبة؛ فهذه مسائل
خلافية، ولكن لو كانت المسائل محسومة مثل المسائل العقدية المتفق عليها؛ فإذا رأى
الأخ من أخيه خللًا فيها فعليه أن يتعامل معها التعامل الشرعي، بالمناصحة أو إن دعت
الحاجة إلى العتاب والزَّجر؛ فهذه كلها ضوابط ضرعية.
فمثلًا: كان عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أحب الناس إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْه
وَسَلَّمَ- بعد الصدِّيق -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ومع ذلك في موقف وفاة النبي -صَلَّى
اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- كان عمر مكذبًا لهول الخبر، فأتى الصديق أمام الناس وقال:
اجلس يا عمر اجلس يا عمر؛ فلمَّا أصر عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- على رأيه تركه
الصديق، وذكر الآية والحديث أمام الناس، والله تعالى يعلم محبة الشيخين، فلمَّا رأى
عمر أن الصديق تكلم بالنُّصوص الشرعية، ففتح الله قلبه للحق وتقبل الخبر، وما زاد
ذلك عند الصديق إلا محبة وتوقيرًا وتعظيمًا له.
القاعدة الخامسة: بعض الإخوة يفهم بعض معاني الأخوَّة فهمًا خاطئًا.
مثلًا تقول: إن صاحبك وأخاك يقع في معصية ويغتاب، فيقول: أنا أتركه يتكلم، فإذا
انتهى المجلس وخلونا أنبهه.
فهذا من الخلل، الأولى أنه إذا تكلم بالغيبة أن تتلطَّف في صرف الحديث إلى مجرى
آخر.
فمثلًا: أنا جالس مع شخص، وهذا الشخص اغتاب، فلو قلتُ له: هذه غيبة محرمة، فقد
يؤزُّه الشيطان، لكن لو قلت: يا فلان، ما خبر والدك مع فلان...، ما خبر السفر الذي
ذكره فيه والدك بعض الطرائف واللطائف...، هو سيفهم أن مرادي من هذه المداخلة هو صرف
الحديث عن مجراه.
القاعدة السادس: بعض الإخوان يرى من أخيه جفاءً لا يعلم سببه، وهذا يقع دائمًا،
فبعض الناس -كما يُقال- عنده حساسية زائدة، يتأثَّر بأي فعل وأي قول، حتى لو كان
الفاعل أو القائل ما أرادَ أذيَّته.
وأذكر في بعض المجالس أن أحد الأفاضل يقول: عندنا كلمة في مجتمعنا دارجة، ولكنها
تُعاب عند الأخ الآخر، فخاطبته بها من باب الدعابة فتأثر، فيحمل منه أخوه!
فيُقال لهذا الحامل: احمل كلام مَن كلَّمكَ على الخير؛ لأنه ما يعرف أن هذه الكلمة
تخدش الحياء عندكم.
والإشكال أني أرى من صاحبي جفاءً، فهو ليس بصاحبي الذي أعرفه والذي كنتُ إذا جالسته
سرَّ واستبشر؛ ولكن أجد فيه فتور، قبل يومين كنت أتكلم معه كلامًا وأجده يداخلني
وهو مسرور، ثم الآن أجده ساكتًا، أتفاعل معه ما أجد منه تفاعل! إذن؛ هناك سبب!
وهنا لابدَّ أن تستوضح، تقول له: يا فلان، لستَ بصاحبي الذي أعرفه، وأنا ما أعرف
شيئًا فعلته، إذا كنتُ قلتُ شيئًا لك أو فعلت شيئًا، فمن واجب الديانة وأحقيَّة
الأخوَة أن تبيِّن لي.
يقول أحد الأفاضل يقول: كان فيه شخص يحبني ويفرح بزيارتي، فزرته مرة فخرج من الدار
وركب سيارته ولم يكلمني! فقلت لنفسي: أنا في حلم أو علم! هذا صاحبي!
فصارحته؛ فقال لي: كنتُ مرَّة في المسجد بجوار بيتك، وأنت مررت بجانبي ولم تعرض
عليا القهوة في بيتك!
فمثل هذا الموقف يُبين أن هذا الشخص عنده حساسية زائدة. كيف تعالجه؟
أعانَ الله مَن كان من أصحابه هذا النّوع! ولكن مع ذلك يبقى حق الأخوة، وحق المحبة،
ولكن لابدَّ أن تفاتحه، تقول له: يا فلان، أنا لاحظت فيك جفاء، ما السبب؟ فإن
أخبركَ فلك وله، وإن أصرَّ على صمته وعبوسه وإعراضه فلك وعليه، فإذا استمر فكما قال
ابن الجوزي: "كَانَ لَنَا أَصْدَقَاءُ وَإِخْوَانٌ أَعْتَدُّ بِهِمْ، فَرَأَيْتُ
مِنْهُمُ الْجَفَاءَ، وَتَرْكَ شُرُوطِ الصَّدَاقَةِ وَالْأُخُوَّةِ عَجَائِبَ،
فَأَخَذْتُ أَعْتِبُ، ثُمَّ انْتَبَهْتُ لِنَفْسِي فَقُلْتُ: وَمَا يَنْفَعُ
الْعِتَابُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ صَلَحُوا فَلِلْعِتَابِ لَا لِلصَّفَاءِ!!
فَهَمَمْتُ بِمُقَاطَعَتِهِمْ، ثُمَّ تَفَكَّرْتُ؛ فَرَأَيْتُ النَّاسَ بَيْنَ
مَعَارِفَ وَأَصْدِقَاءَ فِي الظَّاهِرِ وَإِخْوَةً مُبَاطِنِينَ، فَقُلْتُ: لَا
تَصْلُحُ مُقَاطَعَتُهُمْ، إِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ تَنْقُلَهُمْ مِنْ دِيوَانِ
الْإِخْوَةِ، إِلَى دِيوَانِ الصَّدَاقَةِ الظَّاهِرَةِ. فَإِنْ لَمْ يَصْلُحُوا
لَهَا؛ نَقَلْتَهُمْ إِلَى جُمْلَةِ الْمَعَارِفِ، وَعَامَلَتْهُمْ مُعَامَلَةَ
الْمَعَارِفِ، وَمِنَ الْغَلَطِ أَنْ تُعَاتِبَهُمْ". (صيد
الخاطر)
فله حق المسلم، كأن تسلم عليه...، لكن صحبته وملازمته قد تؤثر على النفس.
{بعض الناس يقول: إذا تغير عليَّ أخي، ثم سألته فلم أجد سببًا يقنعني؛ أتـركه}.
نعم، أتركه ولكن يبقى حق الإسلام العام، ولو أت معتذرًا أفتح صدري له قبل بيتي،
ولكن قد يكون من راحتك انت ومن راحته عدم التواصل معه، لأنه ما عنده تحمل، هذا
صعبٌ، والتعامل معه كأنك تمشي على الزجاج، فالطريقة الصحيحة مع النوعية هذه ان لهم
حق الإسلام العام، لا مداعبة، ولكن سلم عليه وأعطه حق الإسلام، فالتوغُّل قد يُفضي
إلى ما لا تُحمَد عقباه.
القاعدة السادسة: إذا لم يقبل صاحبك نصحًا فيما نصحته به فتريَّث؛ فقد يكون الحق
معه، فلا يلزم أن يكون الناصح مُصيبًا، قد يكون الناصح مخطئًا والمنصوح مُصيبًا،
وفي السنَّة ما يدل على ذلك، فالرجل الذي نصح أخاه في الحياء، مرَّ بهما النبي
-صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- وهو يعظ أخاه في الحياء، فالرسول -صَلَّى اللهُ
عَلَيْه وَسَلَّمَ- خاطب الناصح وقال: «الحَياءُ لا يَأْتي
إلَّا بخَيْرٍ»[45]، فخطَّأ الناصح وصوَّبَ المنصوح، فلا كل من نصح مصيب،
ولا كل من نُصِحَ مخطئ.
فيُقال: إذا نصحتَ أخاك في أمرٍ، والأمر يحتمل رأيك ويحتمل رأيه؛ فلا تحمل عليه إذا
ما قبل نصحك، فقد يكون مصيبًا؛ ويبقى البحث فيمن هو أعلم وأمكَن، وله أثر على
الطرفين في علمه، فيُستشار ليرى الصواب مع أي الطرفين.
القاعدة السابعة: إذا رأيت خللًا في صاحبي، كأن يبلغني خبر عقوقه مع والده، أو خبر
مع أولاده أو أهله أو جيرانه، أو أي شخص محسوب عليَّ وأنا محسوب عليه، ويعرف الناس
أني أُجالسه ويُجالسني، وأعرف أن هذا الخلل فيه؛ فمن الديانة وحق الأخوة النصح،
وإخباره بما فيه، ولكن -كما قلت- أنت تعرف من إخوانك وأصدقائك أن هذا يتأثر بسرعة،
وهذا يحتاج إلى شخص آخر، وهذا يحتاج إلى لين، وهلم جرا...
فالواجب الشرعي والمروءة والديانة تقتضي بأنك تتلطف في إخباره، إلا إذا عرفت بنفسك
أنَّك إن قسوت عليه فهو يعلم أن قسوتك هذه محبة له.
فقسا ليزدجروا ومن يكُ حازما ... فليقْسُ أحيانا على من يرحم
القاعدة الثامنة: بعض الأصحاب يتثاقل أصحابه حضوره، ويأنسون إذا
غابَ؛ لأنه إذا حضر استأثر بالمجلس، يُقاطع هذا ويُداخل هذا، ويأخذ أكثر الوقت، قد
تكون الجلسة قصيرة فيستأثر بالحديث، فإن تحدث غيره داخله وقاطعه، وهذا في الحقيقة
لا يليق، ويُستَثْقَل صاحبها، ويُكره حضوره؛ بل إذا ما حضر قد يُقال: ارتحنا اليوم
في مجلسنا وتبادلنا الحديث.
وأنا أقول: إن بعض المذيعين عندما تستمع لهم تستمتع باللقاء بينه وبين شخصية الضيف،
ولكن بعض المذيعين تتمنَّى أن يكون فقط أن يصب الشاهي للضيف ويسكت ولا يتكلم،
يسترسل الضيف في الحديث فتستمتع، ثم يُداخله المذيع!
وبعض المذيعين -مع الأسف- يحب أن يظهر شخصيته أو شكله أو ألفاظه أمام الناس؛ فيحرم
المستمعين من الضيف، وإذا تابعتَ بعض اللقاء على يوتيوب؛ تتضجر لما تقرأ التعليقات
من السب والشتم.
فبعض الحاضرين إذا حضروا المجلس ضجر الحاضرون من كلامه ومن حضوره، يستأثر بالحديث
ويُقاطع، وأحيانًا يُلقي نكتة فيها سخف وتهكم؛ فيكون حضوره خلل وتشويه سمعي وبصري
للمجلس.
ومن الآداب التي تتعلق بالمجلس: بعض الناس تجده يأسرك بحديثه، تجد بعض الحاضرين في
مجلسٍ يتحدّث إلى جهةٍ واحدة للحضور ويتكلم معهم، ويكون فيهم شخص يعطيه النَّظر
الأكثر، بينما البقيَّة كلهم لا يعيرهم الانتباه بنظره!
وأنا أرى أن هذا فيه نوع من عدم التقدير وإن لم يكن مُتعمدًّا، ولكن سيتأثرون، فلا
تتحدث إلى شخصٍ واحدٍ والبقيَّة ليس لهم حظ حتى ببدنك!
وأذكر أني قرأتُ أثرًا عن عمرو بن العاص -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنه لَمَّا أسلم
قال: لم أفرح بمجلس بعد إسلامي إلا يوم أن رأيت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْه
وَسَلَّمَ- يخصني بالنظر أكثر من غيري.
وهذا من السياسة النبوية الشرعية، فإذا كان الشخص وجيهًا أو يُتألَّف فيُخص
بالنَّظر، وليس معنى هذا أن يُحرَم الآخرون، ولكن يُخص أكثر من غيره، حتى يتألَّف
قلبه.
يقول بعضهم: إذا رأيتَ محدِّثك لا ينظر لك ولا يأبه لك؛ فأعرض عنه.
وهذا ليس على إطلاقه، ولكن يُقال: إن من أدب من يتحدث مع إخوانه أن يعم الجميع
بنظره، ويُنبَّه الآباء والأمهات إذا كانوا يتحدثون مع أبنائهم لا يخصون أحدًا
بالنَّظر والكلام دون غيره، فقد يقع في نفوس الآخرين نوع من الشحناء والحسد للمخصوص
بالحديث والنظر.
يقول الفقهاء في قضية العدل: ينبغي أن يعمهم في الخطاب والنَّظر.
والنَّظر معروفٌ، وأمَّا الخطاب فهو توزيع الكلام، فلا يخص أحد أولاده بكلمة "تعالَ
يا ولدي" ويقول للآخر: "تعال يا زيد"، لا؛ هذا فيه نوع من التَّأثُّر.
القاعدة التاسعة: إذا أخطأ الأخ في حق أخيه فليُبادر بالاعتذار حتَّى ولو كان أخوه
أصغر منه، ولو كان أقل رتبة، حتى لو كان المخطئ مُعلم وهذا تلميذ، أو المخطئ تاجر
وهذا فقير؛ فينبغي لمن أخطأ أن يتقرب إلى الله -عز وجل- بالاعتذار من أخيه، فهذا من
حق أخيه، فلابد من إعطاء الحقوق لأهلها.
وفي حالة عدم الاعتذار مع التقادم ينقلب الخطأ إلى شحناء، ويتولد منها أشياء كثيرة؛
بل قد يتأثر بعض الإخوة بسوء فعله وعدم اعتذاره، فالاعتذار ينسخ الخطأ نسخًا
كليًّا، فإذا أبى الاعتذار فإنَّ هذا ممَّا يجعل الحاضرين يأنفون ويكرهون السماع
لكلامه.
{بالنسب للنقطة السابق الخاصة بتوزيع النظرات؛ بعضهم يقول لو كان في المجلس وجيه
العائلة أو الجد أو الأب؛ فهل أيضًا في هذه الحالة يوزع المتحدِّث النظرات؟}.
يُقال: نعم، ولكن يخص الوجيه -أو الأب- بنظرات أكثر، ولو قيل: ابن يتكلم مع أبيه
بحضور إخوانه؛ فهذا حق آخر، أو بنت تتكلم مع أمها بحضور أخواتها، فالأم هي الأصل،
ولكن إذا نظر إلى والده ثم نظر إلى إخوانه وجعل الضمير للخطاب كأن يقول: "أنت يا
والدي وكل إخواني هؤلاء وأخواتي..."؛ فيُشركهم بالنَّظر مع الخطاب حتى يعزز وجودهم
ومكانتهم.
والإشكال أنَّ بعض الناس يلتفت بجسمه ويوجه نظره لشخص واحد، والمشكل أكثر أن يكون
في المجلس شخصان اثنان، فيخص واحدًا بالنظر والآخر مسكين، فالغالب أن المغفول عنه
يتلهَّى بجواله، أو يتلهَّى بالقراءة في كتاب أو كذا، حتى أني مرة زرت مريضًا
شابًّا أعجبني، قال: زارني فلان ورأيتُ فيه ميزة طيبة، لما جلس كان يتكلم معي وفي
أثناء الكلام يشمل الحاضرين بنظره، ثم يعود إليَّ، فشعرت أن الحاضرين أنصتوا لكلامه
بجوارحهم وآذانهم، والسبب أنه كان يلتفت إلى الحاضرين.
القاعدة العاشرة: إذا بلغك خبرٌ يُفرح ويُفخَرُ ويُفاخر به عن صاحبك، إما ترقية
وظيفية، أو ثناء من أحد المسؤولين عليه، أو عمل خيرًا ودعا له الناس؛ فأيًّا كان
هذا العمل، فإن إخباره وشكره والدعاء والثناء عليه بهذا الوصف يزيده محبةً، والنبي
-صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- من سياسته ذكر الصفات الطيبة في الشخص، قال
-صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ- لأَشَجِّ عبدِ القَيْسِ:
«إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُما اللَّهُ: الحِلْمُ والأناةُ»[46].
فإذا رأيت أحد أصحابي -مثلًا- غضب عليه والده أو مسؤول، فامتصَّ غضبه وهدَّأ نفسه،
وقابل ذلك الانفعال من المسؤول -أو من الوالد- بحسن اللفظ؛ فتأثر الوالد والمسؤول،
وهذا الموقف لا ينبغي أن يذهب هكذا؛ بل يُسجَّل في سجلي، ويُقال: يا فلان شكرًا لك
على هذا الموقف، وقد نعجز نحن عنه، وشكرًا لك على هذا، وما فعلته يعد مدرسة بهذا
التصرف السليم وتشكر.
فمثل هذه الأمور الطيبة لها أثر على النفس.
القاعدة الحادية عشرة: إذا عرف الإنسان من بعض أصحابه صفات مُؤثرة أن يُلازم هذا
النوع من الناس، ولأنه كما يُقال: "الصاحب ساحب"، والإنسان يتأثر بجليسه، والأصحاب
يتفاوتون في الصفات وفي الطبائع، وبعض الأصحاب تغبطه على أمور قد يتفرَّد بها من
بين سائر الأصحاب، فمثل هذا قد يُخص بزيارة أو باتصال أكثر من غيره، وهذا لما فيه
من الصفات، ومن خلال ملازمته ومحاكاته في تصرفاته تنطبع فيك تلك الصفات الحميد،
فالمؤمن مرآة صاحبه، فبعض الناس يتأثَّر سِلبًا وبعض الاس يتأثر إيجابًا بحسب
الصحبة وطول الملازمة.
{مسألة انتقاء الأصحاب ذوي الأخلاق الحسنة، بعضهم يكون متميِّزًا في جانب الأخلاق،
ولكنه مخفق في جانب آخر. فهذا كيف نتعامل معه؟}.
هذا في الغالب هو الأصل في الناس، فالكمال لله -عز وجل- فتجد أخًا يتميز مثلًا في
قضاء الحوائج للناس وإخوانه ولا يتأخر إطلاقًا، ولا يمل ولا يكل، بل يفرح، ولكن في
جانب آخر كالتعامل مع والديه تجد نوعًا من الخلل، شخص آخر صاحب دعابة وأنس، ولكن
فيه بخل وشُح؛ فالإنسان يُحاول ترقيع الخلل في نفسه أولًا ثم في إخوانه.
فإذا عرفت أن هذا الشخص من أصحابي قضَّاءٌ لحوائج إخوانه، خدوم للناس؛ فأقول له:
تعالَ يا فلان، أنت تُغبَط على هذا وتُشكر، وإن شاء الله أنت على خير، ولكن أُلاحظ
فيك بعض الجفاء مع والدك؛ فهذا يُعكِّر عليك صفحتك البيضاء هذه، فحق الوالد أعلا من
حق الناس، وإدخال السرور على الوالد أعظم من حق الناس. وأعتقد أنه بالدعاء له وحسن
التعامل؛ يترقَّع الخلل في جملته.
القاعدة الثانية عشرة: استنصاح الصاحب، فأدرى الناس بك هو صاحبك الذي تسافر معه،
وتمشي معه، وتقابله في اليوم مرة أو مرتين، تذهبان سويًّا وتأتيان سويًّا؛ استنصح
هذا الصاحب، وسلْهُ هل ترى فيّ سلبيات أغيرها أو إيجابية ألزمها؛ ومن صدق الإخوة
وصدق الديانة أن يجب على من استنصحكَ أن تمحض النُّصح له، بل عدم نصحه قد يكون من
خيانة الأخوة، قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: «وَمَنِ
استشارهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدٍ، فَقَدْ
خَانَهُ»[47].
فإذا استنصحني أخي، وهب أن فيه خللًا بليغًا، ومع ذلك أغطِّي هذا الخلل ولا أذكره
خشية أن ينفر مني؛ فهذا من الخيانة، والواجب إذا كنت تستحي أن تنصح أخاك بمشافهته
فكاتبه، وإذا ضعفت عن هذا وهذا يبقى أن تجعل وسيطًا بينك وبينه.
وما أجمل أن ترسل لأخيك ورقة، فبعض الناس قد يخونه الأسلوب ولا يستطيع المفاتحة
هيبة منه، فأعطه ورقة، فإذا قرأها وكانت محضَ النصح؛ ففي تلك الساعة إن تقبَّل فلك
وله -يعني للمنصوح والناصح- وإن أصر على عناده وخلله وخطئه فعلى المنصوح وللناصح.
تقدَّم أنَّ الصاحب إذا علم أن صاحبه لن يتقبل منه؛ فعليه أن يلجأ إلى شخص آخر
ليتقبَّل منه، ويقول له: لاحظتُ على فلان كذا وأنت مقبول عنده، فتكرَّم مشكورًا
بإبلاغه، ويجب قبل أن يُبلغه أن يتثبَّت تثبُّتًا كليًّا أنه يستحق المناصحة.
القاعدة الخامسة عشرة: مما يُعكِّر صفو الأخوة والرابطة الأخوة وأواصر المحبَّة:
التوسع في المزاح، وبخاصَّة أمام الغرباء، فأنت تداعب أخاك بينك وبينه، فبينكما
مزاح وتوسُّع، ولكن أمام الناس فلا، لنه قد لا يتحملك أمام الناس، وقد يكون موقعه
عند الناس التَّهكُّم والتَّندُّر عليه، فيأخذون مزاحك سُبَّةً عليه، فبعض الإخوان
يُخطئ في التصرف مع إخوانه، فالعلاقة الشخصية بينهما وليس معهما أحد ليست كالعلاقة
بينهما أمام الناس؛ فلكل حادث حديث، ولكل مجلس جلساء وأسلوب يُناسب طبيعة المجلس.
ومما يخدش الأخوة ويجعلها تنقلب إلى عداء وشحناء؛ أن يقول صاحب لصاحبه أمام الناس:
كان فلان لما كنا صغارًا يفعل كذا وكذا -مما يكره أن يُقال- فالصغر فيه سفهٌ، وأقبح
من هذا أن يذكر الإنسان معايب الوالد أمام أولاده، كأن يزور الرجل صاحبًا له، وجاء
أولاده فيقول: كان أبوكم يفعل كذا وكذا! فهذا لا يليق، فهذا أبوهم وقدوتهم، فاذكر
المناقب ودعْ عنكَ المثالب.
جاء رجل إلى أحد أئمة السلف -كان فيه سفه وطيشٌ- فيُخاطب هذا العالم ويقول: تذكر
لما كنا صغارًا وكنا كذا وكذا؟
ردَّ عليه العالم وقال: حفظتَ ما لا ينفعك الله به!
فمن واجب الأخوة: عدم جرح مشاعر أخيك أمام الناس؛ بل اذكر المناقب عمومًا أمام
الناس، وخصوصًا أمام أولاده، فإذا كنت أعرف أن صاحبي هذا كان في الصغر صاحب مشاكسة،
فالآن الأمور تغيَّرت، كبُرِ ورشُدَ، فأقول أمام أولاده: هذا أبوكم كان صاحبًا لي،
وكان نعم الرجل.
{هناك صورة أخرى، ولعل فضيلتكم تعلقون عليها وتختمون بها، بعضهم إذا رأى صاحبًا له
قد نجح في أمرٍ من الأمور؛ يقول: كنَّا أنا وإياه نلعب ونلهو وكذا، والآن شقَّ
طريقه في المجال الفلاني، فيذكر هذا على سبيل التَّندُّر}.
هذه لفتة جميلة؛ فبعض الناس يُغلِّف الثناء بقدح، وهذه قلَّة مروءة وسوء أدب، وهذا
دافعه الحق والحسد، لكن لو قال: كنتُ أنا وفلان في الصِّغر كذا، ولكنه كان جادًّا
ومنضبطًا في أوقاته وذا عزيمة وهمَّةٍ ونشاط، ففتح الله عليه، فأسأل الله أن يزيده
ولا ينقصه؛ فهو حتى لو سمعك يتعاطف معك ويزداد حبًّا لك وتوافقًا معك.
{شكر الله لكم فضيلة الشيخ على ما تقدِّمونه، أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين
حسناتكم.
وفي الختام هذه تحيَّةٌ عطرةٌ من فريق البرنامج، ومنِّي أنا محدثكم عبد الرحمن بن
أحمد العمر. إلى ذلكم الحين نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته}.
--------------------------
[40] أخرجه أبو داود (4832)، والترمذي
(2395)، وأحمد (11355)، صححه الألباني.
[41] أخرجه البخاري (2101) واللفظ له، ومسلم
(2628)
[42] صحيح مسلم (5).
[43] أخرجه أبو داود (4972) واللفظ له، وأحمد
(23451)، صححه الألباني.
[44] صحيح البخاري (2692).
[45] أخرجه البخاري (6117 )، ومسلم
(37).
[46] صحيح مسلم (18).
[47] مسند أحمد (16/118)، وهو جزء من حديث أخره أخرجه
أبو داود (3657)، وابن ماجه
(34، 53)، وأحمد (8266)،
ورواه البخاري في الأدب المفرد (41)، قال الإمام
الألباني -رحمه الله: "صحيح لغيره دون زيادة: "ومن استشاره"
(السلسلة الصحيحة: 3100) وأما زيادة: "ومن استشاره" فهي ضعيفة."