الدرس الثالث

سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

إحصائية السلسلة

19040 10
الدرس الثالث

شرح الأصول الثلاثة

{بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين..
قال الشيخ رحمه الله تعالى:
(اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ، أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. وَبِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ، وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. وَمَعْنَى ﴿يَعْبُدُونِ﴾: يُوَحِّدُونِ، وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحيِدُ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ. وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْه الشِّركُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرِهِ مَعَهُ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئ﴾ [النساء: 35])}

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ وسلمْ وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ أشرف الأنبياء وأشرف المرسلين، وعلى آله وعلى صحابته أجمعين، وعلى التابعين، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد..
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الأصول الثلاثة:
(اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ، أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ).
اعلم، أولًا دعا له بالرَّحمة، ثم الآن قال: (اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ)، دعا له بالرشاد، فإن الله إذا أرشد عبده وهداه السبيل المستقيم، فلن يضله أحدٌ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
(أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ)، دعاءً للطالب ونصيحةً له، وتقريبًا له، وتهيئته لقبول الحق، فإن المعلم إذا تعامل مع تلاميذه بحسن التعامل، بحسن الأخلاق، صبر عليهم، وحلم عليهم، ووجههم التوجيه السليم، ورغبهم في الخير، وكان قدوةً لهم في ذلك، فإن هذا علامة خيرٍ وتوفيقٍ، إذن إذا رأى الطالب من أستاذه نفرةً أو غلظةً أو قسوةً أو تأنيبًا، ونحو ذلك، لم يصغ للعلم إصغاءً كاملًا، لأن هذه الطباع السيئة تنفره من طلابه، بل حتى تنفره من أولاده، فصاحب الغضب والحماقة الزائدة، لا يعيش معه زوجةٌ ولا أولاد ولا غيره، لأنهم يرون فيه الحماقة والسرعة وقلة المروءة، وعدم الصبر، ولهذا قال الشيخ: (أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ)، تلطفٌ ودعاءٌ وتقريبٌ وتهيئةٌ للطلاب؛ لأن يصغوا لما يُقال.
(اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ)؛ لأنَّ الله إذا أرشدك إلى الطاعة هداك، ومَنَّ عليك، وأنار قلبك، فعرفت الحق من الباطل، والباطل من الحق، وقمتَ بهذه الشريعة خير قيامٍ، إرشاد الله للطاعة، أن يهديك سواء السبيل، وأن يجنبك طريق المغضوب عليهم والضالين، ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22].
(أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ)، الحنيف، المائل عن الشرك إلى التوحيد قصدًا، هذا الحنيف، من مال وانحرف عن طريقة المشركين إلى الطريقة المحمدية السليمة التي هي عبادة الله وحده لا شريك له، وإخلاص الدين لله.

(أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ)، قال جلَّ وعلَا: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفً﴾ [النحل: 123]، وقال: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162، 163]، وقال جلَّ وعلَا: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة: 4].
هذه ملة إبراهيم، وهي البراءة من الشرك والبُعد عن الشرك قَلِيلِه وَكَثِيرِه، والتمسك بهذه العقيدة السَّليمة، التي هي مِلة الخليل عليه السلام، قال جلَّ وعلَا: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ [الأنعام: 90].
وملة إبراهيم عليه السلام توحيد الله، وإخلاص الدين له، وجميع الرسل على هذا المنوال، لكن الخليل عليه السَّلام قام بهذا الأمر العظيم خير قيامٍ، قال الله جلَّ وعلَا عنه: ﴿وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) فَمَا ظَنُّكُم برَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الصافات: 83- 87].
ولهذا قال الله جلَّ وعلَا: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الزخرف: 26- 28].
فملة إبراهيم هي دين الأنبياء كلهم، من نوحٍ عليه السلام إلى محمدٍ صلى الله عليه وسلم، هي دين الله الذي ارتضاه لنا، وأتم به علينا النعمة، ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينً﴾ [المائدة: 3].

فَمِلَّةُ الخليل إبراهيم هي إفراد الله بالعبادة، وأنها حقٌ واجبٌ، والكفر بكل ما عُبد من دون الله، من عبد أحدًا من دون الله، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ [الزخرف: 26، 27]، فاستثنى من المعبود ربه، ﴿فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَ﴾ أي: هذه الكلمة، البراءة من الشرك وأهله، وإخلاص الدين لله، ﴿كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ وهي لا إله إلا الله، التي تقتضي إفراد بالعبادة، والإعراض عما سوى الله.
{(اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ، أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. وَبِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ)}
(وَبِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ)، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 21]، هذا أمرٌ عامٌ، ولكل الخلق؛ لأنه لأجله خلق الله الخلق، ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، أي: لأجل أن يعبدوني ولا يعبدون سواي، ما خلقهم الله ليستعز بهم من ذلٍ، ولا يستكثر من قلةٍ، ولا ليستغني من فاقةٍ، بل خلقهم لعبادته، وعمت رسالة الأنبياء جميع الأمم بذلك، ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].

وأخبر الله عن الرسل جميعهم أنهم قالوا لقولهم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، إذن فالرسل جميعًا دعوا إلى "لا إله إلا الله"، وإلى إفراد الله بالعبادة، ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [المؤمنون: 23]، ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 65]، ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 73]، وهكذا جميع الرسل، بدأوا الدعوة بلا إله إلا الله، وختموها بذلك، فإنها أصل الإسلام وأساسه.
{(وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. وَمَعْنَى ﴿يَعْبُدُونِ﴾: يُوَحِّدُونِ، وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحيِدُ)}
ومعنى يعبدون، أي: يوحدون، فإن العبادة تقتضي توحيد المعبود، فالمسلم عابدٌ لله، موحد العبادة لله، لا يشرك معه غيره، والوثني عابدٌ لله وعابدٌ لغيره، ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ﴾ [البقرة: 165]، الآيات.
فالمهم أنَّ العبادة هي التوحيد، اعبدوا أي: وحدوا، يوحدوا الله جلَّ وعلَا، بأن تكون العبادة لله وحده، دعاؤكم ورجاؤكم والتجاؤكم وآمالكم وتعلق آمالكم بالله، وأن الرزق بيد الله، والأمر بيد الله، لا راد لما قضى الله وقدر، فإن هذا هو الواجب علينا جميعًا، عبادة الله وحده لا شريك له، فأعظم واجبٍ على العباد التوحيد، هو أعظم الواجبات، وأساس الملة، من لقي الله به فإنه يرجى له دخول الجنة، حتى وإن عُذب على ما ارتكب من بعض الذنوب والخطايا، ومن لقي الله مشركًا به، فالنار مقره ومأواه، ﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾ [المائدة: 72].
فأعظم الواجبات التوحيد، التوحيد هو أعظم الواجبات، وهو أصل الدين وأساسه، ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: 65، 66].

{(وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْه الشِّركُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرِهِ مَعَهُ)}
قوله: (وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْه الشِّركُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرِهِ مَعَهُ)، المشركون لم يتركوا عبادة الله، يعبدون الله، لكن يقولون: نعبد هؤلاء الشفعاء؛ ليقربونا إلى الله زلفى، وليرفعوا إلى الله حاجاتنا وضرورياتنا، فندعوهم ونذبح لهم، ونستغيث بهم ولو كانوا أمواتًا منذ قرونٍ، يقولون: لا، هؤلاء صالحون نصرف لهم حق العبادة ليؤهلونا ويقربونا لربنا، وكل هذا من الضلال، فإن الله جلَّ وعلَا أعلم بحال عباده، لا يخفى شيءٌ من أمرهم، وهو جلَّ وعلَا الذي خلق الجميع، فأمرنا جميعا بعبادته، وحذرنا أن نشرك بالله.
وإذ قال الله جلَّ وعلَا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمً﴾ [النساء: 48]، وفي آية أخرى: ﴿فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدً﴾ [النساء: 116].
فأعظم ما نهى الله عنه الشرك، فإن النبي بقي في مكة عشر سنين يكرسها للتوحيد، والدعوة والتأصيل في النفوس، والتحذير من الشرك، وفرضت الصلوات الخمس قبل الهجرة بسنواتٍ، ولكنها ركعتين فقط، وإنما أكملت شروطها وأركانها، وأتم عددها عندما هاجر إلى المدينة، وباقي شرائع الإسلام من الصوم والزكاة والحج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والآذان إنما شُرع بالمدينة، أما مكة فكانت للدعوة إلى التوحيد، ومناظرة المشركين، ومجالدتهم والرد على الشبه وتعلق القلوب بغير الله.

{(وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئ﴾ [النساء: 35])}
قوله: (وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ﴾ هذا أمرٌ ﴿وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئ﴾ هذا نهيٌ؛ لأنكم إن أشركتم مع الله غيره، لم تحققوا العبادة لله، إنما يحقق العبادة لله من أخلص لله دعاءه، ورجاءه، وخوفه وإنابته، وخشيته، وكانت عبادته لله، حبه ورجاءه، هذا الموحد أما الذي أشرك مع الله غيره، ؟؟؟ فعبدهم من دون الله، كان ضالًّا.
سأل النبي صلى الله عليه وسلم حُصين بن عبد الرحمن، « كم تعبد؟ » قال: أعبد سبعةً، ستةً في الأرض، وواحدًا في السماء، قال: فمن تعد لرغبتك ورهبتك »
قال: الذي في السماء، قال: «إن أسلمت لأعلمنك ما ينفعك الله به»، فلما أسلم أتى النبي، فقال له: «قل اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي»، فألهم الله حصين بن عبد الرحمن الخير، فعبد الله وحسن إسلامه.
{(فَإِن قِيلَ لَكَ: مَا الأُصُولُ الثَّلاثَةُ التِي يَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ مَعْرِفَتُهَا؟
فَقُلْ: مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينَهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
}
إِذَا قِيلَ لَكَ: مَا هي الأُصُولُ الثَّلاثَةُ التِي لا ينبغي جهلها، بل على كل مسلمٍ أن يعرفها ويستبينها، فقل ثلاثةٌ:
معرفة العبد لربه، ومعرفته لدينه، ومعرفته لنبيه صلى الله عليه وسلم، فمن عرف الله عبده، ومن عرف نبيه محمدًا اتبعه، ومن علم الإسلام عمل به، هذه أصولٌ ثلاثةٌ نعيش في الدنيا، ونسأل عنها في القبر، حينما يوضع في اللحد ويتخلى عنه أقاربه كلهم، يأتيه ملكان، فيسألاه من ربك؟ وما دينك؟ وما علمك بهذا الرجل؟ فإن قال: الله ربي، والإسلام ديني، وأعلم أنه رسول الله، آمنت به وصدقت .. الحديث.

فالسؤال عن الثلاثة أصول: ربه ودينه ونبيه، هذا أشرف العلم، وأكمل علمٍ، وأتم علمٍ، وكل علمٍ لا بد أن يكون على هذا العلم الأساسي، وكل علمٍ يكون منتقى من هذه الأصول الثلاثة، فمن عرف الله وعرف دينه وعرف نبيه صلى الله عليه وسلم، عاش بخيرٍ ومات على خيرٍ، ولقي الله على خيرٍ، جعلني الله وإياكم من الطائعين، المستقيمين، المحافظين على الأصول الثلاثة، الثابتين عليها، العابدين لله وحده، الذين يرجون رحمته ويخافون عقابه، وصلى الله وسلم وبارك على محمدٍ..

المزيد إظهار أقل
تبليــــغ

اكتب المشكلة التي تواجهك

سلاسل أخرى للشيخ