بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدُ لله ربِّ العَالمين، والصَّلاة والسَّلام على قائد الغُرِّ المحجَّلين،
نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
مرحبًا بحضراتكم أيُّها الإخوة والأخوات في درسٍ من دُروس "آداب المشي إلى
الصَّلاة"، ضيف هذا اللقاء هو سماحة العَلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو
هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، والذي سيقوم بشرح ما وقفنا عنده
في هذا الباب.
أهلًا ومرحبًا بكم سماحة الشيخ صالح}.
حيَّاكمُ الله وبارك فيكم.
{وقف بنا الحديث في كتاب "آداب المشي إلى الصلاة" عند الدُّعاء، يقول المُؤَلِّف
-رَحِمَهُ اللهُ: (وَمِنْهُ: «لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ،
لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الْحَمْدُ
لِلهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلا
حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ»)}.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
من أنواع الدُّعاء الذي يُقال بعد الصَّلاة: «لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا
شَرِيكَ لَهُ»، هذا أفضل الدُّعاء، فهو ذِكرٌ وَدُعاءٌ، كما قال -صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا
قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ»[38]، فقوله: «لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»، أي: لا معبود بحقٍّ إلا الله
-سبحانه وتعالى.
قوله: «وَحْدَهُ» هذا تأكيد لقوله: «لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ».
«لا شَرِيكَ لَهُ»، هذا تأكيد لمعنى «لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»، معناها: نفي الإلهية
عمَّا سوى الله -سبحانه وتعالى- وإثباتها لله -جل وعلا.
«الْحَمْدُ لِلهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ
أَكْبَرُ».
«الْحَمْدُ لِلهِ»، هذا ثناءٌ على الله -سبحانه وتعالى- بما أنعَمَ به على عباده،
فهو الذي يُحمَد -سبحانه- على ما أنعم، ولهذا افتتح الله به القرآن الكريم في سورة
الفاتحة، فقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، ﴿رَبِّ﴾:
أي: مُربيهم بنعَمِهِ، وخالقهم، والمُنْعِم عليهم بِنعَمِه الظَّاهرة والبَاطنة.
و ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ أي: له الثناء الكامل على نِعَمِه وفضله وإحسانه.
﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، العَالمين: جمع عالَم، فكل ما في الكون هو عوالم مختلفة،
مثل:
عالم الجن، وعالم الإنس، وعالم الملائكة، وعالم العرب، وعالم العجم، وعالم الفُرس،
عوالم مُتعددة، وَرَبُّها واحد وهو الله، فهو الذي خلقها، وهو الذي يُدبُّرها، وهو
الذي تجب عليهم عبادته وحده لا شريك له.
«وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ».
«وَسُبْحَانَ اللهِ»، هذا تنزيه، التسبيح هو التنزيه، أي: أُنزِّهُ الله -سبحانه
وتعالى- عمَّا لا يليق به.
«وَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»، سبق معناها: لا معبود بحق إلا الله -سبحانه وتعالى.
«وَاللهُ أَكْبَرُ»، أي: الله أكبر من كل شيء، فله الكبرياء في السَّماوات والأرض
وهو العزيز الحكيم، فهو أكبر من كل شيءٍ -سبحانه وتعالى- فكل شيء هو عبد لله، وهو
حقيرٌ وصغيرٌ أمام عظمة الله -سُبْحَانَه وتَعَالَى.
«وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ»، أي: لا تحوُّل ولا قوة على ذلك إلا
بالله، أي: بتوفيق الله -سُبْحَانَه وتَعَالَى- وهذه الكلمة كما ثبت عن النَّبي
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّها من كنوز الجنَّة.
{«ثُمَّ إِنْ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ لَهُ»}.
ثم إن قال بعد هذا: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»، أي: طلب المغفرة من الله، والمغفرة
هي الستر، والغَفْرُ هو: السِّتر.
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»، أي: استر عيوبي وسيئاتي بعفوك وَمَنِّكَ وكرمِكَ.
{«فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ»}.
فإن توضَّأ بعد ذلك وصلَّى صلاة نافلة قُبِلَت صلاته.
وقوله: «صَلَّى»، يعني: صلاة الوضوء، فالوضوء يُستحب له الصَّلاة بعده.
{«ثُمَّ يَقُولُ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَانِي بَعْدَمَا أَمَاتَنِي
وَإِلَيْهِ النُّشُورِ»}.
ثم يقول بعد ذلك: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَانِي»، يعني: أيقطني مِنَ النَّوم؛
لأنَّ النَّومَ موتٌ.
«بَعْدَمَا أَمَاتَنِي»، يعني: بالنَّوم، فالنَّومُ موتٌ، قال تعالى: ﴿وَهُوَ
الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ
يَبْعَثُكُمْ فِيهِ﴾ [الأنعام: 60].
{«لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ»}.
«لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ»، أي: لا معبود بحقٍّ سواك.
{«أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي»}.
أي: أطلبُ منكَ المغفرة لذنبي، وهو ستره والعفو عنه.
{«وَأَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ»}.
رحمة الله -عز وجل- واسعة، فهو الرحمن الرحيم.
الرحمن: رحمةٌ عامَّةٌ.
الرحيم: رحمة خاصة بالمؤمنين، كما قال -جل وعلا: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَحِيمً﴾ [الأحزاب: 43].
{«اللَّهُمَّ زِدْنِي عِلْمً»}.
لأنَّ الإنسان لا يعلم إلا ما علمه الله، حتى الملائكة قالوا: ﴿سُبْحَانَكَ لَا
عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَ﴾ [البقرة: 32]، فالحمد لله على ما علمنا.
{«وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي»}.
يعني: لا تُزِغ قلبي عن الهُدى. وزاغ: إذا ضلَّ وانحرفَ بعد الهُدى، فالإنسان لا
يأمن على دينه، ولا يأمن على قلبه، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، إذا أراد
أن يَقلِبَ قلبَ عبدٍ قَلَبَهُ، فالمسلم لا يأمن مِنَ الزَّيغ والانحراف والضَّلال،
فيسأل الله الثبات على دينه.
{«وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً»}.
«وَهَبْ لِي»، أي: أعطني.
«مِنْ لَدُنْكَ»، أي: من عندك.
«رَحْمَةً»، أي: رحمة من رحمتك التي وسعت كل شيء، قال تعالى: ﴿قَالَ عَذَابِي
أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا
لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا
يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: 156].
{«إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»}.
أي: إنك أنت المُعطي كثير العطاء. والوهَّاب: كثير الهِبَات، أي: كثير العطايا، فلا
يُحصَى عطاؤه -سُبْحَانَه وتَعَالَى.
{«الْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي»}.
يقول هذا الذكر بعد نومه، ومنه «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي»؛
لأنَّ رُوحه قُبِضَت عند النَّوم، ثمَّ ردَّها الله عليه عند اليقظة فقام.
{«وَعَافَانِي فِي جَسَدِي»}.
أي: عافاني من الآفات والأمراض في جسدي.
{«وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ»}.
يعني: أمرني بذكره، فالله -جل وعلا- أمرَ بذكره على كلِّ حالٍ، وفي كل وقت يُذكَر
بالتَّهليل والتَّسبيح والتَّكبير، ويُذَكر أيضًا بالصَّلاة والعبادة.
{(ثُمَّ يَسْتَاكُ)}.
يُستحبُّ بعد هذا الذِّكر أن يَستاكَ -أي: يستعمل المسواك على أسنانه؛ لأنَّ رائحة
فمه تغيَّرت بالنَّوم، فيزيلها بالسِّواك، وكان -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
أول ما يعمل أن يستاك بعد اليقظة قبل الوضوء، قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ عِنْدَ كُلِّ
صَلَاةٍ»[39].
{سؤال سماحة الشيخ/ هل هناك أشياء تقوم مقام السواك إذا لم يوجد السواك؟}.
كل ما يُنظِّف الفم ويُنقِّيه فهو يقوم مقام السِّواك.
{(فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَإِنْ شَاءَ اسْتَفْتَحَ بِاسْتِفْتَاحِ
المَكْتُوبَةِ)}.
الاستفتاحات الواردة عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كثيرة، فأي
استفتاح قاله ممَّا ورد فإنه يُجزئه، ولكن الاستفتاح المعروف هو: «سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ. تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ. وَلاَ إِلهَ
غَيْرُكَ»[40].
{(وَإِنْ شَاءَ بِغَيْرِهِ)}.
وإن شاء بغير هذا من الاستفتاحات الواردة.
{(كَقَوْلِهِ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَمَنْ فِيهِنَّ»)}.
هذا نوع من أنواع الاستفتاحات الواردة، «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ»، أي: على
نعَمِكَ وإحسانك. والحمد: هو الثناء على الله -جل وعلا- بنعمه.
{«أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ»}، أي مُنوِّر السماوات
والأرض ومَن فيهنَّ، ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [النور: 35]، كما
جاء في الآية، فالنور الذي في السَّماوات والأرض هذا من نوره -سُبْحَانَه
وتَعَالَى- ومن خلقه، خلق الظلمات والنور.
{«وَلَكَ الْحَمْدُ»}.
يُثني على الله مرة ثانية.
{«أَنْتَ قَيَّومُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ»}.
كما في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾
[البقرة: 255]، والقيُّوم والقيَّام: القائم بأمور عباده -سُبْحَانَه وتَعَالَى-
يُدبرها ويسوقها ويُباركها.
{«وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَالِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ»}.
الملك لله وحده، قال تعالى: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ
الْقَهَّارِ﴾ [غافر: 16]، فالملك له -سبحانه- وملوك الدنيا إنما نالهم الملك بتيسير
الله -سُبْحَانَه وتَعَالَى- فهو الذي أعطاهم هذا المُلك، وهو القادر على خلعه، كما
قال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ
وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ﴾ [آل عمران: 26].
{«وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ»}.
قوله: «أَنْتَ الْحَقُّ»، يعني: أنت الحق المتيقَّن. الحق ضد الباطل، فالله هو
الحق، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن
دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: 62].
{«وَقَوْلُكَ حَقٌّ»}.
أي: الكتب التي أنزلها -سُبْحَانَه وتَعَالَى- على رسله كلها حقٌّ وحقيقة من عند
الله -عز وجل.
{«وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ»}.
أي: لقاؤك بعد الموت حقٌّ، وذلك بعدَ البعثِ.
{«وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ»}.
بمعنى أنَّه لا يُشَكُّ فيهما، فالله أخبر عن الجنة وأخبر عن النَّار، ووصف كل
منهما، فهما حقٌ لا يُشك فيه.
{«وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ»}.
النبيون جميعًا حق، فالله هو الذي أرسلهم، والله هو الذي نبأهم، فالنُّبوة حق،
والرِّسالة حق، والنَّبي أَعَمُّ مِن الرسول، والرسول أخصُّ.
{«وَالسَّاعَةُ حَقٌّ»}.
يعني: قيام الساعة حقٌّ ثابت لا ريب فيه، ولا يَشك فيه مسلم.
{«اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ»}.
يعني: انقدتُّ، الإسلام: هو الانقياد لله بالطاعة، والبراءة من الشِّرك.
{«وَبِكَ آمَنْتُ»}.
يعني: صدَّقتُ وتيقَّنتُ.
{«وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ»}.
يعني: فوضتُّ أموري إليك، والتَّوكل: هو التَّفويض، فهو المتصرف -سُبْحَانَه
وتَعَالَى- بشؤون عباده.
{«وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ»}.
يعني: رجعت، فالإنابة هي الرجوع.
والإنابة والاستغفار والتوبة بمعنًى واحد، وهو: الرجوع إلى الله من المعصية إلى
الطاعة.
{«وَبِكَ خَاصَمْتُ»}.
أي: بك خاصمتُ مَن جحَدَ وكفَرَ، فنحنُ نخاصم كل من كفر وكل من أشرك، نُخاصمه بالحق
الذي نزلت به الكتب على رسله.
{«وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ»}.
فالحكم لله -عز وجل- التَّحاكم إلى كتابه وسنَّة نبيه محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
{«فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ»}.
أي: استر عليَّ وامحُ عنِّي ما قدمتُ من الذُّنوب وما أخَّرت.
{«وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ»}.
يعني: الظاهر والباطن.
{«وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي»}.
أي: ما أنت أعلم به من شؤوني وما يصدر مني، وما في قلبي.
{«أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ»}.
يعني: أنتَ المتصرف بشؤون عبادك -سُبْحَانَه وتَعَالَى- فمن قدمه الله فقد كرَّمه،
ومَن أخَّره فقد أهانه.
{«وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ»}.
هذه الكلمة العظيمة "وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بالله" أي: لا تحوُّل من حالٍ
إلى حالٍ إلا بإعانةِ الله -سُبْحَانَه وتَعَالَى.
{جزاكم الله عنَّا وعن أمة الإسلام خير الجزاء على تفضلكم بشرحِ هذه المتون من كتاب
"آداب المشي إلى الصلاة".
شكرًا لفريق العمل الذي سجَّلَ هذا للقاء، وشكرًا لكم جميعًا على المتابعة
والمراسلة في هذا البرنامج، يتجدد اللقاء في دُروسٍ قادمةٍ مع سماحة العلامة الشيخ
صالح الفوزان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته}.
------------------
[38] رواه الترمذي (3585) وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1503)
[39] رواه الإمام أحمد (7513) والنسائي في " السنن الكبرى " (3027) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ
[40] أبوداود (776) ، والترمذي (243) عن عائشة وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في "
صحيح الجامع " .