بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ.
الحمدُ لله رَبِّ العَالمين، والصَّلاةُ والسَّلام على قائدِ الغرِّ المحجَّلين
نبيِّنا محمدٍ وعلى آَله وصحبِه أجمعين.
مرحبًا بكم أيُّها الإخوة والأخوات في دَرسٍ مِن دُروس ِ"آداب المشي إلى الصَّلاة"،
ضيفُ هذا اللِّقاءِ -كالمعتاد- هو سماحة العلَّامة صالح بن فوزان الفوزان، عضو
هيئةِ كبارِ العلماء، وعضو اللَّجنة الدَّائمة للإفتاء، وهو يشرح هذه الدُّروس
المهمَّة والمفيدة للإخوة والأخوات. فأهلًا ومرحبًا بكم شيخ صالح}.
حيَّاكم الله وباركَ فيكم.
{في الدُّروسِ السَّابقة بعثَ بعضُ الإخوة ببعضِ الأسئلةِ المتعلِّقة بما قرأناه
على سماحتكم.
هذا يقول: قول "اللَّهُمَّ أعنِّي عَلَى ذِكرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عِبَادَتِك" هل
تُقال قبل السَّلام أم بعده؟}
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلمَّ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه
وأصحابِه أجمعين.
وردَ أنَّ هذا الذِّكر يُقال دُبر كلِّ صلاةٍ، والدُّبر: مؤخرةُ الشَّيء، فيحتملُ
أن يكونَ قبلَ السَّلامِ، ويحتملُ أن يكون بعدَ السَّلام، وكونه قبلَ السَّلامِ
يكونُ أفضل، لأنَّه يكون في الصَّلاة، والدُّعاءُ في الصَّلاة أفضل مِن الدُّعاءِ
خارج الصَّلاة، وعلى كل حالٍ فالأمر فيه سهلٌ إن قدَّمه قبل السَّلامِ أو أخَّره
بعدَ السَّلامِ.
{هل زيادة كلمة "وبركاته" في التَّسليمِ ثابتةٌ؟}
هي واردة، والثُّبوتُ يحتاج إلى نظرٍ، وإذا جاء بها لا بأس، ولكن كونه يتمشَّى على
ما عليه العملُ في البلدِ يكونُ هذا أفضل وأبعد عن التَّشويشِ، والعملُ جارٍ على
تركِ الزِّيادة هذه، فيقول: "السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ اللهِ" دون هذه
الزِّيادة.
{هل يُجزئه قولُ "السَّلامُ عَلَيكُم" فقط؟}.
نعم هذا هو المجزئ، فإذا زاد "وَرَحمَة اللهِ وَبَرَكَاتُه" فهذا أفضل.
{مَا حُكمُ الاقتصار على تسليمةٍ واحدةٍ في السَّلامِ؟}.
هذا هو الرُّكنُ، فإذا أتَى بتسليمةٍ واحدةٍ على اليمينِ فتكفِي، ولكن الأفضل أن
يَأتيَ بتسليمتينِ.
{مَا حُكمُ رفعِ اليدِ مع التَّسليمِ؟}.
هذا لا أصلَ لَه، ونَهَى عنه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم.
{بمَ تُدرَكُ الجماعة؟ وما حكمُ صلاةِ الفردِ خلفَ الصَّفِّ؟}.
تُدرَك الجماعةُ بإدراكِ ركعةٍ كاملةٍ، فإذا رفعَ الإمامُ رأسَه مِن الرَّكعة
الأخيرةِ فقد فاتت صلاة الجماعَة، لكنَّه يدخل معهم للمُتَابَعةِ، إلا إن كان يغلبُ
على ظنِّهِ أنَّه سيأتي أناسٌ يصلِّي معهم، فالأفضل ألا يدخلَ مع الإمامِ وينتظر
حتى يأتيَ مَن يُصلِّي معه.
{مَا حكمُ صلاةِ الفَردِ خلفَ الصِّفِّ؟}.
لا يجوز، وقد نَهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: «لَا صَلَاةَ لفَذٍّ
خَلْفَ الصَّفِّ» ، ورَأَى رجلًا يُصلِّي وحده خلفَ الصَّفِّ فأمرَه أن يُعيد.
{إِذا دَخَلَ رَجلٌ إلى المسجدِ والإمامُ في التَّشهدِ الأخير، مَا الأفضل في
حقِّه؟}.
إن كان يَغلبُ على ظنِّه أو يعلم أنَّه سيأتي مَن يُصلِّي مَعه فإنَّه ينتظر ولا
يَدخل معَ الإمامِ مِن أجلِ أن يُصلُّوا جماعة ثانية بعدَ فواتِ الجماعة الأولى،
أمَّا إذا كان لا يغلبُ على ظنِّهِ أنَّه سيأتي أحدٌ فإنَّه يَدخل معَ الإمامِ.
{مَا مُنَاسبة الاستغفارِ بعدَ السَّلامِ؟}.
الاستغفارُ بعدَ كلِّ عبادةٍ، وبعدِ ختامِ الأعمالِ؛ لأنَّ العملَ وإن كان اجتهدَ
فيه صاحبُه فهو عُرضةٌ للنَّقصِ، والاستغفار يجبرُ هذا النَّقصَ.
{مَا حُكمُ التزامِ صيغة "أستغفرُ اللهَ العَظِيمَ الجَليلَ الكَرِيمَ التَّوابَ
الرَّحِيمَ"؟}
لا بأسَ بذلك، فكلُّ هذه صفاتٌ لله -عزَّ وجلَّ.
{قال الإمام -رحمه الله- في هذا الكتاب: (وَيَنْحَرِفُ الإِمَامُ إِلَى
الْمَأْمُومِينَ عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ)}.
بعد السَّلام يَنحرفُ الإمامُ ولا يَبقى مُتوجِّهًا إلى القبلةِ، لِئلا يُظنَّ أنَّ
الصَّلاة لم تنتهِ، فإذا انحرف عرَفَ النَّاسُ أنَّ الصَّلاةَ قد انتهت، فالسُّنَّة
أن ينحرفَ وأن يستقبلَ المأمومين بوجهِهِ كما كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
يفعل ذلك، أمَّا كونه ينحرف عن يمينِه أو عن شمالِه فالأمرُ في هذا واسعٌ، والعملُ
الكثيرُ على اليمين.
{(وَلاَ يُطِيلُ الإِمَامُ الْجُلُوسَ بَعْدَ السَّلام مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ)}.
هذا خلافُ السُّنَّة، ويُظنُّ منه أنَّ الصَّلاة لم تنتهِ إذا بقيَ مستقبلًا
للقبلةِ، فينحرف ويستقبل المأمومينَ حتى تعلم الجماعةُ أنَّ الصَّلاةَ قد انتهت.
{(وَلاَ يَنْصَرِفُ الْمَأْمُومُ قَبْلَهُ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنِّي إِمَامُكُمْ؛ فَلاَ تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ وَلاَ
بِالسُّجُودِ وَلاَ بِالانْصِرَافِ»)}.
لا ينصرف المأمومُ بعدَ السَّلامِ مُباشرةً قبلَ الإمامِ؛ لأنَّه ربَّما يَطرأ طارئ
ٌيتعلَّق بالصَّلاة، فيبقى المأمومُ في مكانِه حتى يَنصَرفَ الإمامُ، ثمَّ ينصرف
بعده، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي إِمَامُكُمْ؛ فَلاَ تَسْبِقُونِي
بِالرُّكُوعِ وَلاَ بِالسُّجُودِ وَلاَ بِالانْصِرَافِ» .
{(فَإِنْ صَلَّى مَعَهُمْ نِسَاءٌ انْصَرَفَتِ النِّسَاءُ، وَثَبَتَ الرِّجَالُ
قَلِيل)}.
إن صلَّى النِّساءُ خلفَ الرِّجالِ؛ فإذا سلَّم الإمامُ فإنَّ النِّساءَ يبادرن
بالانصرافِ إلى بيوتهن، بينما يتريَّث الرِّجالُ قليلًا في مكانِهم حتى لا يُدركِوا
مَن انصرف مِنَ النَّساء، فيعطونهنَّ مُهلةً ليَصِلنَ إلى بيوتهنَّ.
{(وَيُسَنُّ ذِكْرُ اللهِ، وَالدُّعَاءُ، وَالاسْتِغْفَارُ عَقِبَ الصَّلاةِ)}.
يُستحبُّ ذكرُ الله بما وردَ مِن التَّهليلات والاستغفار، وذكر الله -سبحانه
وتعالى- بعد السَّلام، لقوله -سبحانه: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا
اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103] .
{(فَيَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ -ثَلاثًا- ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ
السَّلام، وَمِنْكَ السَّلام، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، لا
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ،
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، لا
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، لا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ
الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، مُخْلِصِينَ
لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»)}.
بعد السَّلامِ مباشرةً يَستغفرُ اللهَ ثلاثَ مراتٍ، والمناسبة: أنَّ الاستغفارَ
يجبر ما يحصلُ في الصَّلاة مِن نقصٍ، وهكذا جميع العبادات تُختَم بالاستغفار لهذه
الحكمة -والله أعلم.
ثم يقول: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلام، وَمِنْكَ السَّلام»، والسَّلام مِن أسماء
الله -سبحانه وتعالى- ومعناه: السَّالمُ مِن النَّقائص والعيوب، المتَّصفُ بصفاتِ
الكمال.
«وَمِنْكَ السَّلام»، فالسَّلام مِن الله -جل وعلا- فهو المُسَلِّمُ على عباده،
فكهذا يُقال في هذا الذِّكر: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلام، وَمِنْكَ السَّلام».
«تَبَارَكْتَ»: لفظة "تبارك" هذه لا تُطلَق إلا على الله -سبحانه وتعالى-
﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ [الملك: 1]، ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ
الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ﴾ [الفرقان: 1]، فهذا اللَّفظ لا يُطلَق إلا على الله،
أمَّا المخلوق فيقال فيه: أنتَ مباركٌ، أو هو عبدٌ مباركٌ.
{(«اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا
يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ»)}
«اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ» هذا كقوله
تعالى ﴿مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا
يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ﴾ [فاطر: 2] ، فهو الذي يُعطِي ويَمنع
-سبحانه- لا مَانع لِمَا أعطى، ولا مُعطي لِمَا منع.
{(ثُمَّ يُسَبِّحُ، وَيَحْمَدُ، وَيُكَبِّرُ، كُلُّ وَاحِدَةٍ ثَلاثًا
وَثَلاثِينَ)}.
يأتي بهذه الكلمات الثَّلاث، فيقول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،
والله أكبر"؛ ثلاثًا وثلاثين، ليكون الجميع تسعًا وتسعين، ثم يختم تمام المائة بـ
«لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ... »، وإن أتى بأربعِ كلماتٍ
فقالَ: "سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، ولا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ
أَكْبَرُ" فإنَّه يأتي بخمسٍ وعشرين، ثمَّ يقول تمام المائة: «لا إِلَهَ إِلاَّ
اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
{(وَيَقُولُ تَمَامَ الْمِئَةِ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ
لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»)}.
يختمُ التِّسعَ وتسعين كلمة بـ «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ... » حتى تكون مائة كلمة.
{(وَيَقُولُ بَعْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْمَغْرِبِ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَ
أَحَدًا مِنَ النَّاسِ: «اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ» سَبْعَ مَرَّاتٍ)}.
هذا وردَ في حديثٍ فيه ضعف، لكن إذا قالها فهذه زيادةُ خيرٍ، والحديثُ وإن كانَ
ضعيفًا فإنَّه يُعملُ بهِ في التَّرغيبِ والتَّرهيبِ وفي فَضائلِ الأعمالِ.
{(وَالإِسْرَارُ بِالدُّعَاءِ أَفْضَلُ)}.
الإسرارُ بالدُّعاء أفضل مِن الجهر به، لأنَّه أقرب إلى الإخلاصِ إلى الله -عز وجل-
وأبعد عن الرِّياء.
{(وَكَذَا بِالدُّعَاءِ الْمَأْثُورِ، وَيَكُونُ بِتَأَدُّبٍ وَخُشُوعٍ وَحُضُورِ
قَلْبٍ)}.
وكذلك يدعو بالدُّعاء المأثورِ عن الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم ويكون سرًّا أفضل
مِن الجهرِ به، ويدعو لنفسِه ولوالديه وللمسلمين.
{هل وردَ أنه سُمِعَ مِن الصَّحابة بعدَ الصَّلاة أنَّ لهم دَويّ كدويِّ النَّحلِ
في الدُّعاء؟}.
أصواتهم يكون لها دويٌّ، ويكونُ لها ما يُسمع ممَّن حولهم كدويِّ النَّحل.
{(لِحَدِيثِ: «لَا يَستَجِيب دُعاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ» )}.
يدعو بحضورِ قلبٍ حتى يكون دعاؤه مستجابًا، ولا يدعو وهو غافلُ القلبِ وهو يُحرِّك
لسانه فقط؛ هذا لا يستجاب دعاؤه، فإنَّ الدَّعاءَ لا يُستجاب مِن قلبٍ غافلٍ لاهٍ.
{(وَيَتَوَسَّلُ بِالأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَالتَّوْحِيدِ)}.
يتوسَّل بأسماء الله وصفاتِه كما قال سبحانه: ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَ﴾ [الأعراف: 180]، فأنت تتقرَّب إلى اللهِ بذكرِ أسمائِه وصفاتِه
وتدعوه بها، هذا معنى التَّوسل، وهو: التَّقربُ إلى الله -سبحانه وتعالى.
{(وَيَتَحَرَّى أَوْقَاتَ الإِجَابَةِ، وَهِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ)}.
يتحرَّى أوقاتَ الإجابة، وأوقاتَ الإجابة هي:
أولًا: ثلثُ الليل الآخر، لأنَّ للَّيل ثلث أوَّل، وثلث أوسط، والثُّلث الأخير وهو
أفضلها.
{(وَبَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ)}.
هذا الموضع الثَّاني: بين الأذان والإقامة، لحديث: "لا يرد الدعاء بين الأذان
والإقامة".
{(وَأَدْبَارِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ)}.
يعني المفروضة، وهي الفَرائض الخَمس، فهذا مِن مَواطن إجابة الدُّعاء.
{وأخيرًا: (وَآخِرَ سَاعَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ)}.
ومِن مَواطنِ الإجابة: آخرُ سَاعةٍ مِن يومِ الجمعة، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«فِي الجمعةِ ساعةٌ، لا يُوافِقُها مسلمٌ قائمٌ يُصلِّي، يَسأَلُ اللهَ خيرًا إلا
أعطاهُ» ، فمَن دعا في هذه السَّاعة استجابَ الله له، مَا مِن عبدٍ مسلمٍ يُصادفُ
هذه السَّاعة وهو قائمٌ يدعو إلا استجابَ الله له، وقد أخفَى الله هذه السَّاعة في
يومِ الجمعة، وأرجح ما يقال: عندَ حضورِ الإمامِ إلى أن يَشرع في خطبةِ الجمعة.
{شكرَ اللهُ لكم سماحةَ الشَّيخ صَالح على تفضُّلكُم بشرحِ هذا الدَّرس مِن كتابِ
آدابِ المشي إلى الصَّلاةِ، باركَ اللهُ فيكم وفي عمركم، ونفعَ بكم الأمَّة
الإسلاميَّة.
أشكرُ الجميعَ مِن فريقِ العملِ الذين سجَّلوا هذا اللقاء، ويتجدَّدُ اللقاءُ -إن
شاء الله- في الدُّروسِ القادمَةِ مع سماحةَ الشَّيخ صالح الفوزان، والسَّلام عليكم
ورحمةُ اللهِ وبركاتُه}.