الدرس التاسع

فضيلة الشيخ أ.د. سليمان بن عبدالعزيز العيوني

إحصائية السلسلة

7950 11
الدرس التاسع

ملحة الإعراب (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أمَّا بَعد.

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وحياكم الله وبيَّاكم في هذه الليلة، ليلة الثلاثاء، الرابع عشر من شهر رجبٍ، من سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائةٍ وألفٍ، من هجرة الحبيب المصطفى -عليه الصلاة والسلام، ونحن في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة؛ لنعقد في مدينة الرياض، الدَّرسَ المُتم للعشرين، مِن دروس شرح "مُلْحَةِ الإِعرَابِ"، للحريري البصري -عليه رحمة الله تعالى.

في الدرس الماضي كنا قد تكلمنا على باب "ظننتُ وأخواتها"، في هَذا الدَّرس -إنَّ شاء الله- سنتكلم على "إعمال اسم الفاعل"، وكنا في آخر الدرس الماضي قد قرأنا أبيات هذا الباب، فنقرأها مرةً أخرى في مُفتتح هذا الدرس. تفضل.

{بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وللحاضرين وللمشاهدين والمسلمين أجمعين.

قال الناظم -رحمه الله-: (باب عمل اسم الفاعل المنوَّن:

وإنْ ذَكَرْتَ فاعلًا مُنوَّنَا

 

فَهْوَ كما لو كانَ فِعلًا بَيِّنَا

فارفَعْ بهِ في لازمِ الأفعالِ

 

وانصِبْ إذا عُدّي بكلّ حَالِ

تقولُ زيدٌ مُستوٍ أبوهُ

 

بالرّفعِ مثلُ يستَوي أخوهُ

وقُلْ سعيدٌ مُكرِمٌ عثمانَا

 

بالنصبِ مثلُ يُكرِمُ الضِّيفَانَا)}

قلنا: إن الحريري -رحمه الله تعالى- تكلَّم في هذا الباب على "إعمال اسم الفاعل"، أي أن: اسم الفاعل قد يعمل عمل فِعله، فينصب المفعول به، فلهذا ذكره بعد باب المفعول به، وبعد باب "ظننت وأخواتها".

مثال ذلك أن تقول: "محمدٌ شاربٌ العصيرَ"، تعني: محمدٌ يشربُ العصيرَ، فالعصير في المثالين "شاربٌ العصيرَ"، و"يشربُ العصيرَ" مفعولٌ به، فلهذا ذكر هذا الباب بعد الكلام على المفعول به، فكان عمله مناسبًا أن يذكر هذا الباب بعد المفعول به؛ لكي يبين أن المفعول به قد ينصبه الفعل، وهذا شرحه في البابين السابقين، وقد ينصبه اسم الفاعل، وهذا سيبينه في هذا الباب.

في هذا الباب ينبغي أن نشرح بعض المصطلحات التي سنحتاج إليها من مصطلحات النحو، وهي: التفريق بين الفعل، واسم الفاعل، والمصدر.

فالفعل في مصطلح النحويين: كل كلمةٍ دلَّت على حدثٍ وزمانه، وهو ثلاثة أنواعٍ معروفةٌ مشهورةٌ، ماضٍ، كـ "شربَ"، ومضارعٌ كـ "يشربُ"، وأمرٌ كـ "اشربْ".

فإذا قلتَ: "شربَ" فهذه الكلمة دلت على الحدث، ما الحدث؟

الحدث بالمعنى اللغوي، يعني: العمل، الفعل "شرب" ماذا عمل؟ ماذا فعل؟ ما العمل والحدث الذي حُدث وفُعل؟

الشرب، إذن فالحدث هو الشرب، فإذا قلت: "شرب" كلمة "شرب" تدل على عمل وحدوث الشرب في الزمن الماضي، إذن، دلت على الحدث، وهو الشرب، وزمانه، وهو الماضي.

وإذا قلتَ: "يشربُ"، في نحو قولك: "محمد يشرب العصير الآن"، كلمة "يشرب" تدل على الحدث، وهو الشرب، وعلى زمانه، وهو الحال، يعني زمن التكلُّم.

وفي قولك: "محمدٌ سوف يشرب العصير"، "يشرب" دلت على الحدث، وهو الشرب، وعلى زمانه، وهو الاستقبال.

وفي قوله: "اشربْ" دلت على الحدث، وهو الشرب، اشرب يعني ماذا تفعل؟ الشرب، إذن، فدلت على الحدث، وهو الشرب، وزمانه، وهو الاستقبال. فهذا هو الفعل في اصطلاح النحويين.

وأما اسم الفاعل في اصطلاح النحويين: فهو كل كلمةٍ دلت على حدثٍ وفاعله، - وفاعل هذا الحدث، كقولك: "شارب"، إذا قلنا: "محمدٌ شاربٌ العصير"، فـ "شاربٌ" هنا دلَّت على الحدث، وهو الجلوس، الذهاب، الشرب، شاربٌ دلت على الحدث، ودلَّت على علاقته بالحدث وهو فاعله، الشارب هو فاعل الشرب، إذن فـ "شارب" دلت على الحدث، أي: الشرب، وعلى أنَّ الشارب هو فاعله، فكلمة "شارب" دلت على الحدث وفاعله.

واسم الفاعل له قاعدةٌ مضطردةٌ في صياغته، كيف يُصاغ من الفعل؟ له قاعدةٌ مُضطردةٌ.

فمن الثلاثي يكون على وزن فاعل، فاسم الفاعل من شَرب "شَارب"، ومن ضرب "ضارب"، ومن جلس "جالس"، ومن ذهب "ذاهب"، ومن كتب "كاتب"، وهكذا.

واسم الفاعل من غير الثلاثي، من الرباعي، من الخماسي، من السداسي، يكون على صيغة الفعل المضارع، مع قلب حرف المضارعة ميمًا مَضمومةً، وكسر ما قبل الآخر، فإذا قلت مثلًا: "أكرمَ" هذا الفعل أربعة أحرفٍ، ما اسم الفاعل من أكرم؟ المضارع: "يُكرم"، ثم تقلب الياء ميمًا مضمومةً، وتكسر ما قبل الآخر "مُكرِم". "انطلق، ينطلق، مُنطلِق"، "استخرج، يستخرج، مُستخرِج"، فاسم الفاعل له قاعدةٌ في صياغته مضطردةٌ.

ومع ذلك، مع أن له قاعدةً مضطردةً، هناك ضابطٌ يسيرٌ، يستخرجون به اسم الفاعل، يعني: طريقةٌ سريعةٌ تستخرج به اسم الفاعل، اسم الفاعل يأخذونه بقولك: "فَعِلَ، يَفعَل، فهو فاعلٌ"، هات الفعل وضعه على "فعلَ، يفعلُ، فهو فاعلٌ"، تقول:

"جلس، يجلس، فهو جالس"، و"ضرب، يضرب، فهو ضارب" و"أكرم، يكرم، فهو مُكرِم"، و"استغفر، يستغفر، فهو مُستغفِر"، "افتتح، يفتتح، فهو مُفتتِح"، "خرج، يخرج، فهو خارج"، "خرَّج، يخرِّج، فهو مُخرِّج"، "تخرَّج، يتخرَّج، فهو مُتخرِّج"، "استخرج يستخرج، فهو مُستخرِج"، إن شئت أن تخرج اسم الفاعل بقاعدته المضطردة، فقد عرفناها، أو تُخرجه بسرعةٍ، بهذه الطريقة إذا أتقنتها، وهي مع المهارة، وكثرة المِران، ستجد أنها سهلةٌ.

فهذا اسم الفاعل، كل كلمةٍ دلَّت على حدثٍ وفاعله.

بقي المصدر، ما المراد بالمصدر؟

المصدر: كل كلمةٍ دلَّت على مجرَّد الحدث.

ما معنى دلَّت على مجرَّد الحدث؟ يعني: لم تدل إلا على حدثٍ، دون دلالةٍ على زمانه، ولا فاعله، كقولك: "شُرْب"، إذا قلت: "شُرب، الشُّرب"، دلت على الحدث، وهو "الشُّرب"، كلمة "شُرب" أو "الشُّرب" هل دلت على زمانه، متى؟ في الماضي أو في الحال أو في الاستقبال؟ كلمة "شُرب" ما فيها دلالة على زمانٍ، وكلمة "شُرب" لا تدل على الفاعل، يعني كلمة "شُرب" لا تُطلق على من فعل هذا الحدث، فنقول: كلمة "شُرب" مصدرٌ، لماذا مصدر؟ لأنها تخلو من الدلالة على فاعل الحدث أو زمانه.

لو مثلًا أخذنا "نام"، ما الفعل من "نام"؟

الماضي "نام"، والمضارع "ينام"، والأمر "نم"، هذه الأفعال.

طيب واسم الفاعل؟ نام، ينام، فهو نائم، نائم اسم الفاعل، دلَّت على الحدث النوم، وعلى فاعله، طيب والمصدر؟ النوم، يعني الحدث، الذي حدث، وهو النوم، لكن كلمة النوم ما دلت على زمانٍ، ولا دلت على فاعله، فنقول: إن كلمة "نوم" مصدرٌ؛ لأنها كلمةٌ دلت على مجرد الحدث.

هذا تعريف المصدر، هناك ضابطٌ يستخرجون به المصدر، ضابطٌ سريعٌ سهلٌ يستخرجون به المصدر، وهو: أن المصدر هو التصريف الثالث للفعل، إذا أردت أن تعرف المصدر، فصرِّف الفعل ثلاثة تصريفاتٍ، فالتصريف الأول سيكون الفعل الماضي، والثاني الفعل المضارع، والثالث المصدر، كقوله: "ضرب، يضرب، ضربًا"، ضرب: ماضٍ، يضرب: مضارعٌ، ضربًا: هذا المصدر، إذن كلمة "ضرْب" أو "الضرْب" طبعًا "ضرب" نكرةٌ، و"الضرب" معرفةٌ، ما لنا علاقةٌ بالتعريف والتنكير الآن، لكن كلمة "ضرْب" أو "الضرْب" هذا مصدر؛ لأنها لا تدل على زمان، ولا تدل على فاعل.

طيب "جلس، يجلس، جلوسًا"، و"ذهب، يذهب، ذهابًا"، و"شرب، يشرب" شُربًا"، و"أكل، يأكل، أَكلًا"، انظر، المصدر يأتي على أوزانٍ كثيرةٍ مختلفةٍ، كلها تعود إلى السماع في مصادر الفعل الثلاثي، مصادر الفعل الثلاثي يعني أغلبها سماعيةٌ، أما غير الثلاثية، فمقيسةٌ، وليس الكلام في ذلك، لكن الذي أريد أن أقوله الآن: هو أن السليقة العربية مازالت تأتي بالمصادر غالبًا على الصواب، فلهذا نقول: "شرب، يشرب، شُربًا"، ما نقول: "شَرْبًا"، و"أكل، يأكل، أكلًا"، ما نقول: "أُكْلًا"، هذا من السليقة، وأما "ذهب، يذهب، ذهابًا"، ما نقول: "ذهوبًا"، مثل "جلوسًا"، و"جلس، يجلس، جلوسًا"، ما نقول: "جلاسًا" مثل "ذهابًا"، هذه سليقةٌ، وإذا قلنا: "خرج، يخرج، خروجًا"، و"خرَّج، يخرِّج، تخريجًا"، و"تخرَّج، يتخرَّج، تخرُّجًا" و"استخرج، يستخرج، استخراجًا"، وهكذا.

فإن قلت لي: كيف تقول: إن السليقة العربية اليوم تأتي بالمصادر غالبًا على الصواب، ومع ذلك يقولون: إن السليقة العربية اليوم فاسدةٌ؟

فالجواب عن ذلك: أن معنى قولهم: إن السليقة العربية فاسدةٌ، يعني دخلها فسادٌ، وليس المعنى أنها منعدمةٌ، يعني فاسدةٌ مائةٌ بالمائة كما يقولون؛ لأن السليقة العربية لا تكاد تنعدم عند العربي، ولكنها تقوى تقوى تقوى، وقد تضعف تضعف تضعف، لكنها لا تكاد تنعدم، مادام العربي يعيش في بيئةٍ عربيةٍ، قد تنعدم لو عاش في بيئةٍ أعجميةٍ منذ الصغر، قد تضعف جدًّا وتنعدم، لكن مادام في بيئةٍ عربيةٍ، فلا تكاد تنعدم، يدخلها فسادٌ بأشكالٍ وأنواعٍ، ولكن لا تجد عربيًّا الآن يقول: "أكلتُ تفاحةً أحمر"، أو "اشتريتُ قلمًا حمراء"، هذا من السليقة يعرفها، لكن الأعجمي، أو الذي عاش في بيئةٍ أعجميةٍ منذ الصغر، قد يقع في مثل هذه الأخطاء؛ لضعف السليقة عنده، فنقول: إن السليقة قد تقوى، تقوى، تقوى، وذلك بكثرة السماع والحفظ والتأمل للفصيح، أي للكلام الفصيح من القرآن الكريم، من الحديث الشريف، من كلام العرب العالي، شعرًا ونثرًا وخطابةً ومقامةً ومقالةً، إلى آخره.

وقد تضعف السليقة، تضعف، تضعف جدًّا، حتى يكاد يكون العربي شبيهًا بالأعجمي، وذلك إذا قلَّ عنده الاستماع والكلام بالفصيح، وكثر عنده في المقابل الاستماع والكلام بغير الفصيح، يعني بالأعجمي، أو بالعامي، ولهذا أُوصي إخواني بكثرة الاستماع للفصيح، والتأمل فيه، وحفظ ما استطاع الإنسان من عيونه، وفي رأس ذلك كلِّه، كلام الله -جلَّ وعلَا، مجرَّد الاستماع والقراءة، إذا لم يصاحبهما تأملٌ، ومعنًى، ومحاولة محاكاةٍ، لا تكاد تفيد كثيرًا، فكثيرٌ من الطلاب الآن تجده يستمع بكثرةٍ للقرآن الكريم، يستمع يوميًّا إلى القرآن الكريم، وهو أعلى الكلام العربي، وربما يستمع، ويحفظ كثيرًا من الكلام العربي، ومع ذلك لم يستفد منه في لسانه، ولا في كلامه، ولا في خطابته، ولا في كتابته؛ لأنه لا يتأمل.

إذا ما تأملتَ في هذه الأساليب، لماذا هذا متقدِّمٌ، هذا متأخرٌ، لماذا نصبَ، لماذا رفعَ، لماذا قدَّم الاستفهام هنا، لماذا أخَّر الحال هنا، تتأمل في هذه المعاني، لماذا أتى هنا بالكلمة حالًا لا نعتًا، فتأملك في هذه الأمور هي التي بالفعل تجعلك تدخل في اللغة العربية، وتتذوقها، فتنطبع عندك انطباعًا، بحيث تتشرَّبها، وتستفيد منها بدون تعبٍ كثيرٍ.

أما الطالب الذي لا يحفظ، ولا يستمع بكثرةٍ إلى الفصيح، وفي المقابل يستمع بكثرةٍ لغير الفصيح، إما للأعجمي، يقرأ مثلًا كتبًا بالأعجمية، يستمع إلى مسلسلاتٍ أعجميةٍ، أو ربما إلى أغانٍ أعجميةٍ، وربما يتمتع بذلك، بمعنى أنه يتأمل في هذه الكلمات، ويحاول يتفهمها، وأن يحاكيها، هذا يؤثر به هذا التأمل والمحاكاة كثيرًا، إذا كان ضعيفًا في اللغة العربية، أما إذا كان قويًّا في اللغة العربية، قوَّى اللغة العربية عنده، بتفهمها، ومعرفة أهم قواعدها، وتأملِ كلامها الفصيح، وقويتْ عنده، إذا قويتْ اللغة العربية في نفس الإنسان، بعد ذلك يستطيع أن يهضم وأن يفهم وأن يستفيد، وأن يتعلم ما شاء من اللغات الأعجمية، ما تضره، لكن المشكلة أن بعض الطلاب يكون ضعيفًا في اللغة العربية، ضعفًا شديدًا، ثم يُكثر من اللغات الأعجمية، استماعًا ومحاكاةً، فهذا يؤثر في سليقته كثيرًا.

وكذلك العامية، الطالب الذي يُكثر من الاستماع للعامية، ويحفظ كثيرًا من العامية، الأشعار بالعامية، أو الأمثال والحِكَم بالعامية، ثم بعد ذلك تجد أن أكثر كلامه بالعامية، بالعامية القُحَّة، هذا سيؤثر في سليقته، وتَضعُف عنده السليقة.

أما الذي يحاول أن يستفيد مِنَ اللغة العربية، وأساليبها في كلامه، بحيث يطعِّم كلامه بأساليب اللغة العربية، وألفاظها، يحاول أن يصحح بنْية الكلمة عنده، ولو لم يصحح الإعراب.

يعني مثلًا يقول في المرحلة الأولى: "محمد ذهب إلى الجامعة هذا اليوم" فصَّح بنية الكلمات، وهذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا، ما يقول: "مْحَمَّدْ راح اليوم للجامعة"، سيبقى بهذه المرحلة، ولن يتجاوزها، ولن يستفيد من دراسته، ولا مما يستمع إليه، ولا مما يحفظه من الكلام العربي الفصيح، لكن لو حاول أن يرتقي، بدل من "مْحَمَّدْ"، يقول: "مُحَمَّد"، ما قال "مُحَمَّدٌ"، تقول: "مُحَمَّد ذهبَ إلى الجامعة"، بدل "راح للجامعة"، "ذهب إلى الجامعة"، وهكذا يحاول أن يفصِّح ما يستطيع، خاصةً البنية، بنية الكلمة، هذا المهم جدًّا في الطالب.

كل هذا الأمر أدخلنا إليه: أن المصدر هو التصريف الثالث للفعل، وأن السليقة العربية مازالت تأتي بأغلبه على الصواب.

إذن، هناك الفعل، وأمره واضحٌ، وهناك المصدر، وسيأتي كلامٌ عليه آخر، في الباب التالي، لهذا الباب الذي نحن فيه، وهو باب المفعول المطلق، الذي سماه الحريري ككثيرٍ من المتقدمين، بباب المصدر.

وأما اسم الفاعل، وهو: كل كلمةٍ دلَّت على حدثٍ وصاحبه، وعرفنا كيف يُصاغ، فالكلام عليه في هذا الباب، باب إعمال اسم الفاعل المنوَّن.

قال الحريري -رحمه الله تعالى- في هذا الباب: إن اسم الفاعل يؤخذ من فعله، ولأن اسم الفاعل يؤخذ من فعله، فقد يجوز فيه أن يعمل عمل فعله.

فإن كان اسم الفاعل مأخوذًا مِن فعلٍ لازمٍ، فيكون مثله، يرفع فاعلًا، ولا يحتاج إلى مفعولٍ به.

وإن كان اسم الفاعل مأخوذًا من فعلٍ متعدٍّ؛ فيكون مثله، يرفع فاعلًا، وينصب مفعولًا به، هذا الذي أراد أن يقوله الحريري في هذا الباب.

نمهِّد لهذا الباب، بأن نقول: إن إعمال اسم الفاعل عمل فعله، له حالتان:

الحالة الأولى: أن يكون اسم الفاعل مَقرونًا بـ "ال" كقولك: "ضارب، الضارب"، "مكرم، المكرم"، "جالس، الجالس"، "شارب، الشارب".

فإذا كان اسم الفاعل مقرونًا بـ "ال" فإن إعماله عمل فعله جائزٌ مطلقًا.

نُعيد: فإن إعماله عمل فعله ماذا؟ جائزٌ أم واجبٌ؟ جائزٌ مطلقًا، يعني: بلا شروطٍ.

طيب جائزٌ، إذن يجوز وجهٌ آخر، يجوز أن يعمل عمل فعله، ويجوز أن لا يعمل، فيُضاف.

إما أن يعمل عمل فعله، يعني يرفع فاعلًا وينصب مفعولًا به، ويجوز أن لا يعمل، إذا لم يعمل، يعني: يُضاف إلى ما بعده، مضافٌ ومضافٌ إليه.

مثال ذلك: كما لو قلت مثلًا: "جاء القائم أبوه"، "جاء" فعلٌ ماضٍ.

"القائم" هذا اسم فاعلٍ كما عرفنا، اسم فاعذلٍ مأخوذٌ من ماذا؟ من "قام، يقوم"، إذن فهو يعمل، هو في المعنى والعمل كفعله، فالقائم مثل الذي قام، أو الذي يقوم، فـ "جاء القائم أبوه"، كقولك: "جاء الذي قام أبوه".

ما إعراب "أبوه" في قولك: "جاء الذي قام أبوه"؟ فاعلٌ، كذلك في "جاء القائم أبوه"، "أبوه" فاعلٌ، إلا أن "أبوه" في قوله: "جاء الذي قام أبوه" فاعلٌ للفعل "قام"، وأما "أبوه" في "جاء القائم أبوه" فـ"أبوه" فاعلٌ بماذا؟ ما الذي رفعه؟ اسم الفاعل "قائم". "قائم" هذا اسمٌ أو فعلٌ؟ اسمٌ، كيف اسمٌ يرفع فاعلًا؟ هذا الذي عُقِدَ له الباب.

يقول لك: "قائم" هذا اسم فاعلٍ، اسم الفاعل يجوز أن يعمل عمل فعله، فيرفع فاعلًا، "جاء القائم أبوه"، فهو كقولك: "جاء الذي قام أبوه"، أو "جاء الذي يقوم أبوه"، ولك أن تضيف، فتقول: "جاءَ القائمُ الأبِ". "القائم" مضافٌ، و"الأب" مضافٌ إليه.

تقول: "محمدٌ الناجحُ ولدهُ"، "محمدٌ" مبتدأٌ، "الناجحُ" خبرٌ، "ولده" فاعلٌ، فهو كقولك: "محمدٌ الذي نجح ولدهُ"، "نجح ولدهُ" فعلٌ وفاعلٌ.

"محمدٌ الناجحُ ولدهُ"، "ولدهُ" فاعلٌ، ولكن الذي رفعه، اسم الفاعل "الناجح"؛ لأنه عمل عمل فعله. ولك أن تضيف، فتقول: "محمدٌ الناجحُ الولدِ".

فهذه الحالة الأولى: أن يكون اسم الفاعل مقرونًا بـ"ال".

الحالة الثانية: أن يكون منوَّنًا، يعني: "قائمٌ،"، "جالسٌ"، "شاربٌ"، "مُكرمٌ"، "مستغفرٌ" وهكذا.

فإذا كان اسم الفاعل منوَّنًا، جاز أن يعمل إذا كان بمعنى المضارع لا بمعنى الماضي، يعني: بمعنى يفعلُ، لا بمعنى: فعلَ.

إذا استطعت أن تحذفه، وتضع مكانه الفعل المضارع يفعل، فيجوز أن يعمل، ويجوز أن يُضاف، ما يعمل، وإذا كان بمعنى الماضي، بمعنى: "فعل"، حينئذٍ ما يجوز أن يعمل، إذن يجب فيه ألا يعمل، يعني يُضاف، كقولك: "محمدٌ شاربٌ العصيرٍ"، إذا قلت: "محمدٌ شاربٌ" فنوَّنتَ جاز لك أن تُعمله عمل الفعل، إذا كان على معنى يشرب، يعني أنه الآن يشرب، أو في المستقبل يشرب، إذا أردت أنه الآن يشرب، أو في المستقبل سيشرب، جاز لك أن تُعمله عمل الفعل فتقول: "محمدٌ شاربٌ العصيرَ"، "محمدٌ" مبتدأٌ، "شاربٌ" خبر المبتدأ، و"العصيرَ": مفعولٌ به، وأين فاعل "شاربٌ"؟ لأنه مثل فعله، يحتاج إلى فاعلٍ ومفعولٍ به؟ الفاعل مستترٌ، تقديره هو، يعود إلى "محمد"، كقولك: "محمدٌ يشربُ العصير"، فـ"يشرب" فعلٌ، و"العصير" مفعولٌ به، والفاعل ضميرٌ مستترٌ تقديره هو.

إعماله واجبٌ أو جائزٌ؟

جائز، إذن يجوز أن لا يعمل فيضاف، فماذا تقول: "محمدٌ شاربُ العصيرِ"، "محمدٌ" مبتدأٌ، "شاربُ" خبرٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة، وهو مضافٌ، و"العصيرِ" مضافٌ إليه مجرورٌ.

لو كان "شارب" بمعنى "شرب"، يعني أن محمدًا هذا شرب العصير وانتهى، فعله للشرب كان في الماضي، شرب وانتهى، حينئذٍ ماذا يجوز لك؟ هنا لا يجوز لك إلا أن تضيف، تقول: "محمدٌ شاربُ العصيرِ بالأمس" لو قلت "بالأمس"، أو إذا كان المعنى، يعني بالأمس، لو قلت بالأمس أو لم تقل، إذا شرب وانتهى، تقول: "محمدٌ شاربُ العصيرِ بالأمس"، وليس لك أن تقول: "محمدٌ شاربٌ العصيرَ بالأمس"؛ لأن الذي بمعنى الماضي لا يعمل.

لو قلت مثلًا: "أنا مقيم الصلاة" لك أن تقول: "أنا مقيمٌ الصلاةَ"، تعني: أنا أقيم الصلاةَ، معنى الفعل المضارع "أقيم"، فالصلاة مفعولٌ به، ولك أن تقول: "أنا مقيمُ الصلاةِ"، مضافٌ ومضافٌ إليه.

لو سألتك: هل أقمتَ الصلاة؟ وأردتَ أن تقول: إنني أقمت وانتهيت، فيجب أن تقول، إذا عبَّرت بالفعل، تقول: "أنا أقمتُ الصلاةَ"، لكن إذا عبَّرت باسم الفاعل، تقول: "أنا مقيمُ الصلاةِ"، ولا يجوز أن تنوِّن وتُعمِل؛ لأنه في الماضي، لكن لو قلت: "أنا مقيمٌ الصلاةَ"، إذا أردت أن تقول: "أنا أريد أن أقيم الصلاةَ"، "أنا مقيمٌ الصلاةَ"، تقول: أقمْ لا بأس، يعني سأعمل ذلك في المستقبل.

لو قلنا: "محمدٌ مُكرِمٌ أبوه الأستاذَ"، "محمدٌ" مبتدأٌ، و"مُكرِمٌ" اسم فاعلٍ بمعنى يُكرِم، فلهذا يعمل عمل فعله، كما قلت: "يكرمُ أبوهُ الأستاذَ" فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ به، تقول: "مُكْرِمٌ أبوهُ الأستاذَ" فاعلٌ ومفعولٌ به، لكن "يُكرم" انقلبت إلى "مُكرم" إلى اسمٍ، فلهذا نقول في الإعراب: "محمدٌ مُكرِمٌ"، هذا خبرٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة، و"أبوهُ" فاعلٌ، رفعه اسم الفاعل "مُكرم"، "الأستاذَ" مفعولٌ به، نصبه اسم الفاعل "مُكرم".

لو كان اسم الفاعل بمعنى الفعل المستمر، هناك من الأفعال في اللغة، ما يُسمَّى الفعل المستمر، فعلٌ لكن المراد به معنى الوصف، يعني أن صاحبه يعمله ويفعله في الماضي، وفي الحال، وسيعمله في المستقبل، لكن يُعبَّر عن ذلك بالمضارع، كقولك: "الناس يحبون المحسن"، يحبون هنا فعلٌ مضارعٌ، لكن ما زمنه؟ هل هو حاضرٌ فقط؟ يعني الآن يحبونهم؟ أو في المستقبل فقط؟ أو أنه مستمرٌّ، أنت ماذا تريد بقولك: "الناس يحبون المحسن"؟ هذه صفةٌ ثابتةٌ، لازمةٌ، دائمةٌ، يعني في الماضي يحبونهم، والآن يحبونهم، وفي المستقبل يحبونهم.

تقول: "الإسلام يُكرم الإنسانَ"، الفعل هنا زمانه ليس بحالٍ، ولا استقبالٍ، وإنما زمنه مستمرٌّ، تريد أن تقول: "الإسلام مُكْرِمٌ" عن صفةٍ فيه ثابتةٍ، في الماضي والحال والاستقبال، هذا يُسمَّى الفعل المستمر.

هذا الفعل المستمر، لو أخذتَ منه اسم فاعلٍ، هل ستُعمله لأنه بمعنى يفعل؟ أم لا تُعمله لأن مما يدل عليه المضيُّ؟ أم يجوز فيه الوجهان؟ يجوز فيه الوجهان، بحسب المعنى الذي تريده في الكلام، مثال ذلك قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾([1]).

"مَالِكِ يَوْمِ"، "مَالِكِ" هذا اسم فاعلٍ، ملك يملك فهو مالكٌ، مالك، هل بمعنى ملك، أو بمعنى يملك؟ أم ملكه، ويملكه، وسيملكه؟ فعلٌ مستمرٌّ، يعني يملك يوم الدين، ويملك هنا بمعنى أنه ملك في الماضي، ويملك، وسيملك، هذا فعلٌ مستمرٌّ، فلك في ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ هنا أن تقول: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، أو أن تقول في اللغة: "مَالِكٍ يَوْمَ الدِّينِ"، على معنى الحال والاستقبال، أن "مَالِكِ" هنا مأخوذٌ من الفعل الدال على الاستمرار، فلك أن تجعله بمعنى الماضي، ولك أن تجعله بمعنى المضارع.

الحريري -رحمه الله- لم يذكر اسم الفاعل المقرون بـ"ال"، هذه الحالة الأولى، وإنما ذكر اسم الفاعل المنوَّن، وهذه الحالة الثانية، فقال:

وإنْ ذَكَرْتَ فاعلًا مُنوَّنَا

 

فَهْوَ كما لو كانَ فِعلًا بَيِّنَا

يريد أن يقول: أن اسم الفاعل المنوَّن لك أن تُعمله عمل فعله، فكأنك ذكرت الفعل فلهذا تجد أن الذي بعده، إما فاعلٌ له، أو فاعلٌ ومفعولٌ به، فهو كالفعل، يعني في العمل، وإلا لاشك أن اسم الفاعل اسمٌ، والفعل فعلٌ.

ثم شرح ذلك، في البيت التالي فقال:

فارفَعْ بهِ في لازمِ الأفعالِ

 

وانصِبْ إذا عُدّي بكلّ حَالِ

يقول: إذا كان اسم الفاعل مأخوذًا من فعلٍ لازمٍ، فهو مثله، يرفع فاعلًا، ولا ينصب مفعولًا به، وإذا كان مأخوذًا من فعلٍ متعدٍّ، فهو مثله، يرفع فاعلًا، وينصب مفعولًا به.

ثم مثَّل لاسم الفاعل اللازم، واسم الفاعل المتعدي، فقال:

تقولُ زيدٌ مُستوٍ أبوهُ

 

بالرّفعِ مثلُ يستَوي أخوهُ

هذا مثالٌ لاسم الفاعل اللازم، فـ"مُستوٍ" اسم فاعلٌ، من الفعل "استوى، يستوي"، فهو "مُستوٍ"، أصله "مستوي"، فلهذا لو أثبت "ال" تثبت الياء، "المستوي"، ولأنه اسمٌ منقوصٌ، فإن ياءه تُحذف إذا حذفت "ال" ونوَّنتْ، "مُستوٍ"، فهو اسم فاعلٍ من "استوى، يستوي، فهو مُستوٍ"، فلهذا يعمل عمل فعله "يستوي"، فيقال: "زيدٌ يستوي على الكرسي"، و"زيدٌ مُستوٍ على الكرسي"، فـ"يستوي" مثل "مُستوٍ". فـ"يستوي" فعلٌ مضارعٌ، وفاعله مستترٌ فيه، و"مُستوٍ" هذا اسم فاعلٍ، وفاعله مستترٌ فيه.

ولو قلت: "زيدٌ يستوي أخوهُ على الكرسي"، تقول: "زيدٌ مُستوٍ أخوه على الكرسي" كذلك، فـ"أخوه" فاعلٌ في المثالين، إلا أنه في الأول فاعل للفعل "يستوي"، وفي الثاني فاعلٌ لاسم الفاعل "مُستوٍ".

ثم قال الحريري:

وقُلْ سعيدٌ مُكرِمٌ عثمانَا

 

بالنصبِ مثلُ يُكرِمُ الضِّيفَانَا

هذا مثال اسم الفاعل المتعدي، فـ"مُكرم" اسم فاعلٍ، من ماذا؟ من "أكرم، يكرم"، فهو "مُكرم"، فهو يعمل مثل الفعل، يرفع فاعلًا، وينصب مفعولًا به.

يُقال: "زيدٌ يُكرمُ أباهُ"، فـ "أباهُ" مفعولٌ به، والفاعل مستترٌ في "يُكرمُ"، فهكذا تقول في اسم الفاعل منه: "زيدٌ مُكرمٌ أباهُ"، فـ"أباهُ" مفعولٌ به، نصبه "مُكرمٌ"، وفاعل "مُكرمٌ" مستترٌ فيه.

فلهذا قلنا: إن في البيت السابق روايتين: "زيدٌ مُستوٍ أبوه"، و"زيدٌ مُشترٍ أبوه"، فرواية "زيدٌ مُشترٍ أبوه" ستجعل هذا البيت مثالًا آخر لاسم الفاعل المتعدي؛ لأن "اشترى" متعدٍّ، أما إذا قلنا إنه مُستوٍ، فـ"مُستوٍ" من "استوى، يستوي" وهو فعلٌ لازمٌ، فيكون قد مثَّل للازم بمثالٍ، ومثَّل للمتعدي بمثالٍ، وهذه طريقة الحريري في مُلحته. فهذا ما يتعلق بهذه الباب.

نريد أن نقف عند بعض الشواهد من القرآن الكريم على هذا الباب، إلا إن كان هناك سؤالٌ فنستمع إليه، قبل هذه الشواهد.

{أحسن الله إليكم شيخنا، في اسم الفاعل المنوَّن، هل يمكن أن يُقال أن اسم الفاعل المنوَّن دائمًا يعمل، سواءً كان جاء معناه من الفعل الماضي، أو المضارع لأن ما كان على الماضي لا ينوَّن، يعني يُضاف، هل يمكن أن نخلص من هذا إلى القول بأن المنوَّن مطلقًا يعمل؟}.

لابد أن نعرف أولًا أن كل الكلام هنا في الحقيقة على نصب اسم الفاعل للمفعول به، أما رفعه للفاعل، فإن اسم الفاعل مطلقًا بحالتيه، المقوم بـ"ال" والمنوَّن يرفع فاعلًا، فالكلام على نصبه للمفعول به، فاسم الفاعل إذا تحقق فيه الشرط، يعني كان بمعنى يفعل، حينئذ تنوِّنه وتنصب به المفعول به، أما إذا لم يكن بمعنى المضارع يفعل، حينئذٍ ما يجوز أن تنوِّنه، بل تضيفه، والمثال واحدٌ "محمدٌ شاربٌ العصيرَ"، إن كان بمعنى يشرب، لك أن تنون "شاربٌ العصيرَ"، ولك أن تضيف "شاربُ العصيرِ"، أما إذا كان بمعنى شرب، فليس لك إلا الإضافة "شاربُ العصيرِ"، المتكلم الفصيح، إذا قال: "شاربٌ" علمنا أنه أراد يشرب، وإذا قال: "شاربُ العصيرِ" ننظر لأنه قد يريد يشرب فأضاف، وقد يريد شرب، فالتزم الإضافة، المتكلم الآن كذلك، لابد أن يأخذ بهذا الأمر.

من الشواهد على ذلك: قوله تعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾([2]).

"جَاعِلٌ" بمعنى "سأجعل"، إني سأجعل خليفةً، فنصب خليفةً بـ "يجعل".

قال: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾([3]).

"كَافٍ" اسم فاعلٍ من "كفى يكفي"، يعني أليسَ الله يكفي عبده.

﴿أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ﴾([4]).

"أَرَاغِبٌ" هذا اسم فاعلٍ بمعنى "يرغب"، يعني: أترغب أنت.

أخيرًا: قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغٌ أَمْرَهُ﴾([5])، وفي قراءةٍ: ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ يعني: إن الله يبلغ هو سبحانه أمره.

بهذا نكون قد انتهينا من هذا الباب، ونلتقي -إن شاء الله- في الدرس القادم، والله أعلم، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 


([1]) سورة الفاتحة: الآيات من 2 إلى 3.

([2]) سورة البقرة: الآية 30.

([3]) سورة الزمر: الآية 36

([4]) سورة مريم: الآية 46

([5]) سورة الطلاق: الآية 3.

 

 

المزيد إظهار أقل
تبليــــغ

اكتب المشكلة التي تواجهك