الدرس السادس

فضيلة الشيخ أ.د. سليمان بن عبدالعزيز العيوني

إحصائية السلسلة

7867 11
الدرس السادس

ملحة الإعراب (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وحياكم الله وبياكم في هذه الليلة، ليلة الثلاثاء، الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، من سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائةٍ وألفٍ، لنعقد فيها بحمد الله وتوفيقه، الدرس السابع عشر من دُرُوسِ شَرحِ "مُلْحَةِ الإِعرابِ"، للحريري البصري -عليه رحمة الله؛ لنعقد هذا الدَّرس في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، في مدينة الرياض.

كنا في الدرس الماضي قد انتهينا من باب الفاعل، وفي هذا الدرس بمشيئة الله -تعالى- سنشرح باب "نائب الفاعل"، الذي سماه الحريري: "المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله".

نبدأ هذا الدرس مُستعينين بالله، متوكلين عليه، بقراءة الأبيات التي قالها الحريري في هذا الباب، فتفضل يا أخي.

{بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وللحاضرين والمشاهدين, والمسلمين أجمعين.

قال الحريري -رحمه الله: "باب ما لم يُسمَّ فاعله:

واقضِ قضاءً لا يُردُّ قائله
 

 

بالرَّفعِ في ما لم يُسمَّ فاعله
 

من بعد ضمِ أول الأفعالِ
 

 

كقولهم: يُكتبُ عهدُ الوالي
 

وإن يكن ثاني الثلاثي ألف
 

 

فاكسره حين تبتدي ولا تقف
 

تقول بيع الثوب والغلام
 

 

وكيل زيت الشام والطعامُ}
 

هذا الباب سماه الحريري كما سمعتم "باب ما لم يُسمَّ فاعله" ويُعرف أيضًا بـ "نائب الفاعل".

يمكن أن نعرِّف "نائب الفاعل"، فنقول: إنَّ نائب الفاعل: هو المفعول به بعد حذف الفاعل، وبناء الفعل للمجهول.

إذن نائب الفاعل في الأصل هو المفعول به، لكن متى؟ بعد حذف الفاعل، وبناء الفعل قَبلَه للمجهول.

وذلك أنَّ العربَ قَد تحذِفَ الفَاعِلَ، فإذا حَذفتْ الفاعل، فإنها تعمل حينئذٍ عملين:

  • عملًا بعد الفاعل المحذوف.
  • وعملًا قبل الفاعل المحذوف.

فإذا قلنا مثلًا: "قرأ المسلم القرآن"، فالفعل "قرأ" فاعله هنا مذكورٌ، وهو "المسلم"، فـ "القرآن": مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة، فإذا أردنا أن نحذف الفاعل، وهو "المسلم"، فإنَّ العربي يعمل حينئذٍ عملين: عملًا بعد الفاعل، وعملًا قبل الفاعل.

فالعمل الذي تعمله بعد الفاعل المحذوف، هو أن تأتي بالمفعول به، وهو: "القرآن" في هذا المثال، وتضعه مَوضع الفاعل، وتعطيه حكم الفاعل وهو الرفع، فتقول: "القرآنُ" بالرفع.

وأمَّا العمل الذي قبل الفاعل المحذوف، فهو أن تأتي إلى الفعل، وتقلبه مِن فِعلٍ مبنيٍّ للمعلوم، يعني: على وزن "فَعَلَ"، أو "فَعِلَ"، أو "فَعُلَ"، تقلبه إلى فعلٍ مبنيٍّ للمجهول، يعني على وزن: "فُعِلَ"، يعني: أنها -أي: العرب- ستقلب الفعل "قرأ" من "قَرَأَ" إلى "قُرِئَ"، فالنتيجة النِّهائية أنَّ العَربَ تقول بعد حذف الفاعل، والقيام بهذين العملين: "قُرِأَ القرآنُ"، الفعل "قُرِئَ" هل الفاعل الذي فعله مذكورٌ؟ أم غير مذكورٍ هنا؟

غير مذكورٍ، هل "القرآن" هو الفاعل الذي فعل القراءة؟ لا، هل "القرآن" هو المفعول به؟ أيضًا، لا؛ لأن المفعول به منصوبٌ، وهذا مرفوعٌ، إذن فلا يُسمَّى فاعلًا، ولا يُسمَّى مفعولًا به، فسماه النحويون: نائب الفاعل.

ويُسمَّيه كثيرٌ من النحويون المتقدمين: "المفعول به، الذي لم يُسمَّ فاعله"، كما فعل الحريري هنا، فتسميتُه المفعول به الذي لم يُسمَّ فاعله؛ لأنه في الحقيقة هو المفعول به، لكن متى؟ إذا لم يُذكر فاعله، يعني: لم يُسمَّ فاعله، فيُسمَّونه: المفعول به الذي لم يُسمَّ فاعله.

وأما المتأخرون والمعاصرون، فإنهم يُسمَّونه نائب الفاعل، سموه بذلك؛ لأنه المفعول به، الذي ناب عن الفاعل، الذي ناب عن الفاعل في ماذا؟

الذي ناب عن الفاعل في العُمدية، ما معنى في العُمدية؟ وسؤالٌ أعمق من ذلك: يسأل الطالب فيقول: لماذا الفاعل إذا حُذف له نائبٌ، نائب فاعلٍ؟

طيب والمفعول به يُحذف وليس له نائبٌ، وغيره يُحذف وليس له نائبٌ، لماذا الفاعل هو الذي إذا حُذف لابد له من نائبٍ؟

فالجواب عن ذلك: لأن الفاعل هو عمدة الجملة الفعلية، ليس هناك فعلٌ إلا بفاعلٍ، فالفاعل هو العمدة في الجملة الفعلية، فلو حُذف الفاعل في الجملة الفعلية، فإن الجملة الفعلية ستسقط، وتُلغى، وتذهب، فكان لابد من الإتيان بنائبٍ عن هذا الفاعل، ينوب عنه في إقامة الجملة الفعلية، يعني: يكون هو مرفوع الفعل، فينوب عن الفاعل بإقامة الجملة الفعلية، بحيث تكون الجملة الفعلية متكونةً من فعلٍ ومرفوعه.

وهذا الأمر متصورٌ عقلًا، فكثيرٌ من الأحياء، تجد فيها عُمدةً، نحن عندنا في السعودية نسميه العمدة، له أعمالٌ، يعرِّف بالناس، ويقوم بأعمالٍ كثيرةٍ، هذا العمدة إذا أراد أن يسافر من الحي، ماذا يفعل؟

لابد أن ينيب عنه شخصًا آخرًا، طيب ينيب عنه شخصًا آخرًا، ولا يعطيه أعماله؟ ما فيه فائدةٌ، بل لابد أن ينيب عنه شخصًا آخرًا، ويعطيه هذه الأعمال، يعطيه الختم، ويعطيه بقية الأعمال، لكي يقوم بأعمال العمدة وهو مسافرٌ، وأما عامة الناس، إذا أرادوا أن يسافروا، يركبون السيارة، ويتوكلون على الله، ما يحتاجون إلى أحدٍ ينوب عنهم؛ لأنهم ليسوا بمهمين في هذا الحي، قد يكونون مهمين في أشياء أخرى، لكن في هذا الحي أقصد.

فكذلك الجملة الفعلية، إذا حذفنا الفاعل، لابد أن ننيب شيئًا منابه، وهو المفعول به، فإذا أنبنا المفعول به مناب الفاعل، فلا تصح النيابة حتى نعطي المفعول به حكم الفاعل، فنرفعه، فلهذا تقول العرب: "قُرِئَ القرآنُ".

ولو أخذنا جملةً أخرى: "فتح الحارثُ البابَ" فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ به، احذف الفاعل، نحذف "الحارث"، ماذا سنفعل؟

سنضع المفعول به موضع الفاعل، ونرفعه، ونقلب الفعل "فتح" من مبنيٍّ للمعلوم إلى مبنيٍّ للمجهول، فنقول: "فُتِحَ"، فتكون الجملة: "فُتِحَ البابُ"، "البابُ" فاعلٌ؟ لا، مفعولٌ به؟ لا، إعرابه عند النحويين "نائب فاعل"ٍ.

وكذلك في ما سوى ذلك، فلهذا قلنا في تعريف نائب الفاعل: إنه المفعول به، متى؟ إذا حُذف الفاعل، أو بعد حذف الفاعل، وبناء الفعل قبله للمجهول.

دعونا نُعرب هذه الجملة إعرابًا كاملًا: "قُرِئَ القرآنُ".

"قُرِئَ": هذا فعلٌ ماضٍ، إذًا سنعربه إعراب الفعل الماضي، وقد درسنا وعرفنا إعرابه في باب المعرب والمبني، وأن إعرابه ثابتٌ في جميع الأفعال الماضية.

ماذا نقول عن الفعل الماضي؟

"قُرِئَ": فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، هذا إعراب جميع الأفعال الماضية، إلا أنهم مع الأفعال المبنية للمجهول، يزيدون عبارة: "مبنيٌّ للمجهول"، فيقولون: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهول، مبنيٌّ على الفتح لا محل له من الإعراب.

و"القرآنُ": نائب فاعلٍ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة.

سؤالٌ: لماذا يزيدون عبارة "مبنيٌّ للمجهول" في إعراب الفعل الماضي المبني للمجهول؟

يعني: لو أردنا أن نُعرب "قرأَ المسلمُ القرآنَ"، ماذا نقول في إعراب "قرأَ"؟

نقول: قرأ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، ما نقول فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ للمعلوم، مع أنه مبنيٌّ للمعلوم، أم ليس مبنيًا للمعلوم؟ مبنيٌّ للمعلوم، نقول: مع "قرأَ" لا داعي أن تقول: مبنيٌّ للمعلوم، لكن مع "قُرِئَ" ينبغي أن تقول في الإعراب: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهول.

السبب في ذلك: أن القاعدة في الإعراب تقول: "إذا خرج الشيء عن أصله فينبغي أن يُذكر ذلك في إعرابه".

وما الأصل في الفعل؟ أن يكون مبنيًّا للمعلوم؟ أم مبنيًّا للمجهول؟

الأصل أن يكون مبنيًّا للمعلوم، فلهذا المبني للمعلوم لا يجب أن تقول في إعرابه: مبنيٌّ للمعلوم، ولو قلت في إعرابه: مبنيٌّ للمعلوم، لكان صوابًا، لكن هذا ليس من عادة المعربين، أما المبني للمجهول، فقد خرج عن الأصل، فينبغي أن تذكر ذلك في إعرابه.

من تطبيقات هذه القاعدة الإعرابية: أن الفعل قد يكون تامًّا، وقد يكون ناقصًا، ناسخًا، فالتام مثل: "ذهب"، و"جلس".

والناسخ، مثل: "كان"، و"ليس"، طيب في الناسخ، كإعراب "كان"، أو "ليس"، تُعربه إعراب الفعل الماضي، فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، لكن تزيد في إعرابه، فتقول: ناقصٌ أو ناسخٌ، فعلٌ ماضٍ ناقصٌ، مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، وأما الفعل التام كـ"ذهب"، و"جلس" تقول: فعلٌ ماضٍ، مبنيٌّ على الفتح، لا محل له من الإعراب، ولا تقل تامٌّ، ولو قلت تامٌّ، لكان صوابًا؛ لأنه جاء على أصله، وأما الناسخ الناقص، فقد خرج عن أصله، فيقال في إعرابه ذلك.

وَمِن التطبيقات على هذه القاعدة الإعرابية: أنَّ علامة الإعراب إذا كانت ظاهرةً، كـ "جاء محمدٌ" فلا تذكر ذلك في الإعراب، تقول: "محمدٌ" فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة، ولو قلت: علامة رفعه الضمة الظاهرة فصوابٌ، لكن إذا خرجت العلامة الإعرابية من الظهور إلى التقدير، مثل "جاءَ الفتى"، لا، هذا ينبغي أن تذكره في الإعراب، فتقول: "الفتى" فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة، لا يكفي، حتى تقول: المقدرة، لخروجها عن الأصل، ولهذه القاعدة تطبيقاتٌ كثيرةٌ.

إذن فعرفنا كيف يُعرف أسلوب المبني للمجهول.

فإن قلت: عرفنا أنَّ الفاعل يُحذف، فينوب عنه المفعول به، السؤال: لماذا يُحذف الفاعل مع أنه عمدةٌ؟ فلماذا تحذفه العرب؟

الجواب: أن العرب قد تحذف الفاعل لأغراضٍ كثيرةٍ، لأسبابٍ متعددةٍ، منها:

  • الجهل به، خرجتَ فوجدتَ السيارة مَسروقةً، لا تعرف من الذي سرقها، فتقول: "سُرقتْ السيارة"، فتبني للمجهول، "سُرقتْ السيارة".
  • من الأسباب: الخوف على الفاعل، من أن يؤذى، أنت تعرف من الذي عمل هذا العمل، لكن لو صرَّحت باسمه تخاف عليه أن يُؤذى، تعرف الذي كسر الزجاج، لكنك لا تريد أن تذكر اسمه، لكن تريد أن تذكر هذا الفعل الذي حدث، فماذا تفعل؟ تستعمل أسلوب المبني للمجهول، فتقول: "كُسرت الزجاجةُ".
  • ومن الأسباب: الخوف منه، ليس الخوف عليه، الخوف منه أن يؤذيك، كالمثال السابق، إذا كنتَ تخاف من الفاعل، إنسانٌ قويٌّ، وأنت ضعيفٌ، فتخاف أن يؤذيك.
  • ومن الأسباب: احتقاره، ربما ترى أن الفاعل أحقر من أن تصرِّح باسمه، لكن تريد أن تذكر الفعل الذي حدث.
  • ومن الأسباب: تعظيمه، أن الفاعل عظيمٌ معلومٌ، جدُّ معلومٌ، من شدة عظمته وعلمه، صار حذفه كذكره، كما في قوله تعالى بعد أن ذكر ما حدث لنوحٍ وقومه، وكيف أمر -سبحانه وتعالى- السماء أن تُمطر، والأرض أن تتفجر، ثم قال: ﴿وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ﴾ [هود: 44]، "وقُضي الأمر" مبنيٌّ للمجهول، من الفاعل الذي قضى الأمر؟
  • معلومٌ أنه الله -عزَّ وجلَّ-، وهو فاعل كل الأفعال السابقة، هنا بُني للمجهول لشدة عظمته وعلمه، يعني كونه معلومًا علمًا لا لبس فيه.

وهناك أسبابٌ كثيرةٌ لحذف الفاعل، هناك أسبابٌ لفظيةٌ، يعني: لمجرد اللفظ، مثلًا الشاعر ينظم قصيدةً آخرها مرفوعٌ، ثم أنه لو صرَّح بالفاعل، لجاءت الكلمة التي في آخر البيت منصوبةً، مفعولٌ به منصوبٌ، يجعلها مرفوعةً، فيبني للمجهول، فتكون حينئذٍ مرفوعةً، مثلًا كقول الشاعر:

وما المال والأهلون إلا ودائعٌ
 

 

ولابد يومًا أن تُرَدَّ الودائعُ
 

لو قال: "ولابد أن نردَّ الودائعَ"، أو: "أن يردَّ الإنسان الودائعَ" لصار منصوبًا، وهكذا، فهذه من أسباب وأغراض حذف الفاعل، وهي كثيرةٌ كما قلنا قبل قليلٍ.

عرفنا مما سبق حكم نائب الفاعل الإعرابي، ما حكم نائب الفاعل الإعرابي؟ حكمه الرفع، فنقول عنه مرفوعٌ؟ أم نقول عنه في محل رفعٍ؟

هذا درسناه في باب المعرب والمبني، فننتبه.

  • إذا كان نائب الفاعل اسمًا مُعربًا نقول عنه: نائب فاعلٍ مرفوعٌ.
  • وإذا كان نائب الفاعل اسمًا مبنيًّا، فنقول عنه: نائب فاعلٍ في محل رفعٍ.

فلو قلتَ: "قُرئَ القرآنُ"، أو "فُتحَ البابُ"، أو "كُتِبَ الواجبُ"، أو "سُرقتْ السيارةُ"، فهذا نائب فاعلٍ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة، لكن لو قلتَ: "سُرقتُ"، نائب الفاعل تاء المتكلم، أو قلت: "سُرق هذا"، نائب الفاعل اسم الإشارة، أو "سُرق الذي بجواري"، نائب الفاعل الاسم الموصول، قال -سبحانه وتعالى: ﴿أُخِذُوا وَقُتِّلُوا﴾ [الأحزاب: 61] "أُخِذَ" مبنيٌّ للمجهول، فما إعراب واو الجماعة؟ "أُخِذُوا"، وكذلك واو الجماعة في "قُتِّلوا"، ما إعراب واو الجماعة هنا؟ نائب فاعلٍ في محل رفعٍ؛ لأنه اسمٌ مبنيٌّ.

ثم أيضًا ننتبه إلى ما ذكرناه من قبل، من علامات الإعراب، فإذا قلت:

"أُكرم المهندسُ" فنائب فاعلٍ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة.

"أُكرم المهندسون"؟ المهندسون: مرفوعٌ وعلامة رفعه الواو.

طيب وفي المثنى ماذا نقول؟

"أُكرم المهندسان" نائب فاعلٍ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الألف، وهكذا، ننتبه لما درسناه في علامات الترقيم.

كون الحكم الإعرابي لنائب الفاعل هو الرفع، هو ما ذكره الحريري في البيت الأول، من هذا الباب، إذ قال:

واقضِ قضاءً لا يُردُّ قائله
 

 

بالرَّفعِ في ما لم يُسمَّ فاعله
 

بيَّن أن حكمه الرَّفع.

فإن قلت: إذا حذفنا الفاعل، فإننا نُنِيبُ المفعول به منابه، ونعطيه إعرابه فنرفعه، ونأتي إلى الفعل قبله، فنقلبه من مبنيٍّ للمعلوم، إلى مبنيٍّ للمجهول.

السؤال: كيف نبني الفعل للمجهول؟ يعني كيف نقلبه ونحوله من صيغة المبني للمعلوم، إلى صيغة المبني للمجهول؟

فالجواب عن ذلك: أن فعل الأمر لا يُبنى للمجهول مطلقًا.

إذن ماذا بقي؟ الماضي والمضارع، الماضي إذا أردتَ أن تبنيه للمجهول، فإنك تضم الحرف الأول، وتكسر ما قبل الآخر، فماذا تقول في بناء "فَتَحَ" للمجهول "فُتِحَ" الحرف الأول " الفاء " ضمَّ، والحرف قبل الأخير " التاء " كُسِر، "فُتِحَ".

وكيف نبني "دحرج" للمجهول؟ نقول: " دُحْرِجَ "، الحرف الأول " الدال " ضُم، والحرف قبل الأخير "الراء" كُسر "دُحْرِجَ".

فلهذا تُدرك لماذا نقول: ونكسر الحرف قبل الأخير، ولا نقول: نكسر الحرف الثاني، الحرف الثاني قد يصح في الثلاثي، مثل: "فَتَحَ"، "فُتِحَ"، لكن في غير الثلاثي، الرباعي، والخماسي، والسداسي، إنما يُكسر الحرف قبل الأخير، كـ "أكرم"، "أُكرِم"، "انطلق - اُنطلِق"، "استخرج" سداسي، نضم الأول، ونكسر ما قبل الآخر "اُستخرِج".

إذن، فالماضي: نضم الأول، ونكسر ما قبل الآخر، فإن كان ما قبل الآخرِ ألفًا، كـ"قال"، و"قام"، و"صام"، و"باع"، و"انقاد"، و"اختار"، و"استشار"، و"استبان"، فماذا تفعل؟ فإنك تقلب "الألف" إلى "ياء"، فتقول في "قام": " قِيْمَ "، إذا قلبتَ "الألف" إلى "ياء"، حينئذٍ ستكسر ما قبل الياء؛ لأن الياء ماذا يناسبها الكسرة، إذن "قام": "قِيْمَ"، "صام": "صِيْمَ"، "باع": "بِيْعَ "، "قال": "قِيْلَ".

الفعل "اختار"؟ أين الألف؟ قبل الأخير، لكن الحرف الذي قبل الألف سنكسره، والحرف الأول يبقى على ضمه، فستقول في "اختار": "اُختِير" تقلب الألف إلى ياء، وتكسر ما قبل الألف، و"انقاد": "اُنقيد"، "استشار": "اُستشير" وهكذا.

وأما الفعل المضارع: فإنك تضم الحرف الأول، وتفتح ما قبل الآخر، فتقول في "يفتح" عند بنائه للمجهول: "يُفتَح"، بضم الأول، وفتح ما قبل الآخر، وفي "يُكرِم": يُكرَمُ"، وفي "يَنطلق": "يُنطلَقُ"، "يَستخرج": "يُستخرَجُ "، وهكذا.

إلا إذا كان الحرف الذي قبل الأخير "واوًا أو ياءً"، إذا كان الحرف الذي قبل الأخير "واوًا" كـ"يقول"، "يصوم"، أو كان الحرف الذي قبل الأخير "ياءً"، كـ"يبيع"، و"يستشير" و"يستبين"، فإننا عند بنائه للمجهول سنقلب الواو والياء ألفًا، يعني: عكس الماضي، الماضي نقلب الألف ياءً، وفي المضارع: الواو والياء نقلبهما ألفًا، فنقول في: "يقولُ": "يُقال"، "يبيع": "يُباعُ"، "يستشير": "يُستشارُ"، وهكذا.

الخلاصة: في بناء الفعل للمجهول إذا أردت أن تبني الفعل للمجهول: فلابد أن تضم الحرف الأول، ماضيًا كان أم مضارعًا، وهذا -ضم الأول- ذكره الحريري في منظومته، في قوله:

من بعد ضمِ أول الأفعالِ
 

 

كقولهم: يُكتبُ عهدُ الوالي
 

يقول: إن الفعل إذا أردت أن تبنيه للمجهول لابد أن تضم الحرف الأول، وَمَثَّلَ لذلك بـ "يُكتب" مبنيٌّ للمجهول من الفعل "يَكتب"، هذا مضارعٌ، ثم إذا كان ماضيًا، تكسر ما قبل الآخر، وإذا كان مُضارعًا تفتح ما قبل الآخر، وهذه المعلومة لم يذكرها الحريري، وإنما اكتفى بأن الحرف الأول يُضم.

وإذا كان قبل آخر المضارع "واوًا" أو "ياءً"، فإنهما يُقلبان إلى ألفٍ، هذه المعلومة لم يذكرها الحريري، وأما إذا كان قبل آخر الماضي ألفًا، فإنه يُقبل إلى ياءٍ، هذه ذكرها الحريري في قوله:

وإن يكن ثاني الثلاثي ألف
 

 

فاكسره حين تبتدي ولا تقف
 

تقول بيع الثوب والغلام
 

 

و"كيل" زيت الشام والطعامُ
 

فـ"بيع" من البيع المبني للمعلوم "باع"، و"كيل" من الفعل المبني للمعلوم "كال"، فهذا ما يتعلق ببناء الفعل للمجهول.

هل هناك من سؤالٍ في ما سبق قبل أن نُكمل؟ تفضل.

{الأفعال مثل "استشار" حينما نأتي بالمبني للمجهول منها، تصير "اُستشير" هل يحتاج مثل هذا الفعل إلى قاعدة أن الضم صار في الأول، وفي الثالث أيضًا، أو أنه يمكن إدراجه في شيءٍ من القواعد، ولماذا جاءت مثل هذه الضمة؟}.

القاعدة التي ذكرنا هي القاعدة الأغلبية، هناك قواعد تفصيليةٌ، خاصةٌ ببعض الأفعال، هذه تُذكر في كتب النحو الكبيرة، كالفعل المبدوء بهمزة وصلٍ، كـ"انطلق، و"استشار"، كالفعل المبدوء بتاءٍ زائدةٍ، كـ"تعلَّم" و"تخرَّج"، وكالفعل المشدد، يعني المضعَّف، فهذه قواعد خاصةٌ بأفعالٍ معينةٍ، يأتي تفصيلها في الكتب الكبيرة، أما في كتب النحو المتوسطة، فيكتفون بمثل هذه القواعد الأغلبية.

{حسب ما أخذنا، أن في المجهول يكون المضارع والماضي فقط، لا يأتي منه أمر}.

قلنا في البداية: فعل الأمر لا يُبنى للمجهول.

{شكرًا}.

هنا تنبيهٌ: الفعل إذا بنيناه للمجهول، فقلنا: "فُتح" أو "يُفتح"، "قُضي" ونحو ذلك، يُسمَّيه كثيرٌ من النحويين المبني للمجهول، وبعض النحويين المتقدمين يُسمَّونه الفعل المبني لما لم يُسمَّ فاعله، وكثيرٌ من النحويين، وخاصةً المتأخرين المعاصرين، يُسمَّونه الفعل المبني للمجهول.

والمفعول به إذا ناب عن الفاعل، قلنا: إن كثيرًا من المتقدمين يُسمَّيه المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله، والمعروف عند المتأخرين المعاصرين، أنه يُسمَّى نائب الفاعل، هذا من اختلاف النحويين في المصطلحات، وكما قيل: لا مُشاحة في الاصطلاح، إذا فُهم المراد منه، هذا مصطلحٌ وضعه هؤلاء، ويريدون به هذا الشيء، فنحن نستعمله على ما أرادوا، فلا مُشاحة في الاصطلاح، لكن ينبغي أن نفهم ما معنى هذا المصطلح عندهم، فما معنى مبنيٌّ للمجهول عند النحويين؟

المبني للمجهول عند النحويين يعني: الذي لم يُذكر فاعله، أو كما يقولون: لم يُسمَّ فاعله، لماذا لم يُذكر فاعله؟ قلنا قبل قليلٍ: إما للجهل به، أو الخوف عليه، أو منه، أو احتقاره، أو تعظيمه، أسبابٌ كثيرةٌ، فقد يكون مجهولًا، وقد يكون معلومًا، ولكن لا يُذكر لسببٍ، كالخوف عليه، أو منه، إلى آخره.

إذن، فليس معنى قولهم: المبني للمجهول أن فاعله دائمًا مجهولٌ، وغير معلومٍ، فلهذا تجد بعض غير المتخصصين عندما يدرسون هذا العلم، يأخذون المصطلحات بمعانيها اللغوية، لا بمعانيها الاصطلاحية، فيعترضون، فيقولون: كيف نقول: مبنيٌّ للمجهول في قوله تعالى: ﴿قُضِيَ الْأَمْرُ﴾ [يوسف: 41] والفاعل معلومٌ؟

فنقول: هذا مصطلحٌ، وليست كلمةً لغويةً، معناها: الفعل الذي لم يُذكر فاعله، والفاعل في ﴿قُضِيَ الْأَمْرُ﴾، مذكورٌ أو غير مذكورٍ؟ غير مذكورٍ، إذن يُسمَّى مبنيًّا للمجهول، وليس معنى المبني للمجهول أن الفاعل مجهولٌ.

{أحسن الله إليك، سؤالي هو: في كلمة "قُتِلَ"، هل هو من كلمة "قاتل"، أو "قتل"؟}.

"قُتِلَ" ثلاثيٌّ من "قَتَلَ" الثلاثي، عدد الحروف ما يتغير.

{مثلًا قلنا: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾ [البروج: 4]}.

يعني: قتلهم أعداؤهم، يعني: قتل أعداءُ الأخدود، أصحابَ الأخدود، "قَتَلَ"، ثم حذفناه، نقول: "قُتِلَ"، أما "قاتَلَ" لو أردنا أن نبنيه للمجهول، لقلنا: "قُوتِل"، "قَاتل محمدٌ العدو"، "قُوتِلَ العدو".

الخلاصة: أن هذه المصطلحات مبنيٌّ للمجهول، أو مبنيٌّ لما لم يُسمَّ فاعله، أو نائب فاعلٍ، أو مفعولٌ لم يُسمَّ فاعله، كل هذه مصطلحاتٌ صحيحةٌ، ولا مُشاحة في الاصطلاح، إلا أن المشهور اليوم في الاستعمال: هو نائب الفاعل، والمبني للمجهول.

هنا تنبيهٌ، وهو: أن نائب الفاعل، كما عرفنا، المفعول به بعد حذف الفاعل، وبناء الفعل للمجهول، والمفعول به لا يكون في الأصل من الأسماء، فلهذا نقول في نائب الفاعل: إن نائب الفاعل قد يكون اسمًا ظاهرًا، وقد يكون ضميرًا بارزًا، وقد يكون ضميرًا مستترًا، فهو في ذلك كالفاعل الذي شرحنا فيه هذا الأمر في الدرس الماضي، فيكون نائب الفاعل اسمًا ظاهرًا، ما معنى اسمًا ظاهرًا؟

{يعني ضد الباطن، هو واضحٌ}.

ما معنى اسمًا ظاهرًا؟

{غير الضمير}.

هذا مصطلحٌ نحويٌّ، ما فيه اجتهادٌ، الاسم الظاهر خلاف الاسم الضمير، الاسم إما ضميرٌ، وهو خمسة عشر اسمًا، شرحناها من قبلُ، وإما اسمٌ ظاهرٌ، كل اسمٍ ليس بضميرٍ فهو ظاهرٌ، كـ"محمد، الباب، القلم، الجالس، الجلوس، هذا، الذي"، فيكون نائب الفاعل، اسمًا ظاهرًا، كقولك: "فُتح الباب"، و"أُخذ المال"، و"قُرئ القرآن" و"كُتب الواجب" ونحو ذلك، ومنه: "أُكرم الذي بجواري" و"أُكرم سيبويه"، و"أُكرم هذا"، ويكون نائب الفاعل ضميرًا بارزًا، كقولك: "أُكرمتُ"، ﴿أُخِذُوا وَقُتِّلُوا﴾ [الأحزاب: 61]، ويكون نائب الفاعل ضميرًا مستترًا، كقولك: "محمدٌ أُكرمَ" أين نائب الفاعل؟

نائب الفاعل كالفاعل، قلنا: نائب الفاعل يأخذ أحكام الفاعل، إذن لابد أن يكون بعد الفعل، إذن نائب الفاعل: ضميرٌ مستترٌ، تقديره هو، يعود إلى "محمد"، أو: "هندٌ أُكرمت"، نائب الفاعل: ضميرٌ مستترٌ، تقديره هي، يعود إلى "هند".

وهنا مسألةٌ أخيرةٌ في نائب الفاعل:

قلنا: الأصل في نائب الفاعل إذا حُذف الفاعل، أن ينوب عنه المفعول به، فلهذا قلنا في التعريف: نائب الفاعل هو المفعول به، بعد حذف الفاعل، وبناء الفعل قبله للمجهول، هذا إذا كان المفعول به موجودًا في الجملة، فإن لم يكن في الجملة مفعولٌ به؟ متى لا يكون في الجملة مفعولٌ به؟ مع الفعل اللازم، أم مع الفعل المتعدي؟ مع الفعل اللازم، الفعل المتعدي هو الذي يرفع فاعلًا، وينصب مفعولًا به، كالأمثلة السابقة، وأما الفعل اللازم، فهو الذي يرفع فاعلًا، ولا يحتاج إلى مفعولٍ به، ما له إلا فاعلٌ فقط، كقولك:

"ذهب محمدٌ"، و"جلس محمدٌ"، و"نجح محمدٌ"، و"قام محمدٌ"، و"ودخل وخرج محمدٌ"، و"ومات وغرق محمدٌ".

هذه أفعالٌ لازمةٌ، يمكن أن تكمل بمفعولٍ به؟ ما يمكن، قد تكمل بأشياءٍ أخرى، تكمل بظرف زمانٍ، بظرف مكانٍ، بمفعولٍ مطلقٍ، بجارٍّ ومجرورٍ، تقول: "ذهبَ محمدٌ إلى المسجدِ"، "ذهبَ محمدٌ ذهابًا سريعًا"، "ذهبَ محمدٌ ليلًا"، "ذهبَ محمدٌ سريعًا"، تكمل بأي شيءٍ غير المفعول به، ما يحتاج إلى مفعولٍ به.

طيب الفعل اللازم؟

إذا بنيته للمجهول، ما الذي ينوب عن فاعله بعد حذفه؟ ليس معه مفعولٌ به، فالسؤال: ما الذي ينوب عن الفاعل إذا لم يوجد المفعول به؟

الجواب: ينوب عن الفاعل إذا لم يوجد المفعول به أحد ثلاثة أشياءٍ:

  • الجار والمجرور.
  • أو: ظرف الزمان، وظرف المكان.
  • أو: المفعول المطلق.

مثال ذلك: الفعل "جلس" لازمٌ، إذا أردت أن تبنيه للمجهول، في "جلسَ محمدٌ"، لابد أن يكون معه جارٌ ومجرورٌ، أو ظرفٌ، أو مفعولٌ مطلقٌ، لكي يصح أن تبنيه للمجهول، تقول: "جلسَ محمدٌ على الكرسي"، تبني للمجهول، تحذف الفاعل وتقول: "جُلِسَ على الكرسي"، "جُلِسَ" فعلٌ مبنيٌّ للمجهول، "على الكرسي" جارٌّ ومجرورٌ، وهو نائب الفاعل.

أو تأتي معه بظرفٍ، كأن تقول: "جَلَسَ محمدٌ اليومَ"، "جَلَسَ محمدٌ يومَ الخميسِ"، ظرف زمانٍ، تبني للمجهول فتقول: "جُلِسَ اليومُ" أو "جُلِسَ يومُ الخميسِ"، أين نائب الفاعل؟ "اليومُ" نائب فاعلٍ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة.

أو تأتي معه بمفعولٍ مطلقٍ، كقوله: "جَلَسَ محمدٌ جلوسًا طويلًا"، تبني للمجهول فتقول: "جُلِسَ جلوسٌ طويلٌ"، أين نائب الفاعل؟ "جلوسٌ"، "طويلٌ" نعتٌ، فلهذا سيتبع "جلوسٌ" في الرفع، "جلوسٌ طويلٌ" كما تبعه في النصب، في "جَلَسَ محمدٌ جلوسًا طويلًا".

فإن قلت: إذا اجتمعت هذه الثلاثة، أو اثنان منها، كأن تقول: "جَلَسَ محمدٌ على الكرسي اليومَ جلوسًا طويلًا" فما الذي ينوب عن الفاعل؟

فالجواب: ما شئتَ منها، ينوب عنه واحدٌ منها، أيَّ واحدٍ تشاء، فإذا أنبتَ الجار والمجرور ماذا تقول في هذه الجملة؟ "جُلِسَ على الكرسي" نائب الفاعل، "اليومَ" ظرف زمانٍ "جلوسًا طويلًا" مفعولٌ مطلقٌ.

إذا أنبتَ الظرف، ماذا تقول؟ "جُلِسَ على الكرسي اليومُ جلوسًا طويلًا"، وإذا أنبتَ المفعول المطلق، ماذا تقول: "جُلِسَ على الكرسي اليومَ جلوسٌ طويلٌ".

نختم ببعض الشواهد:

قال تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ﴾ [الحاقة: 13].

الفعل المبني للمجهول: "نُفِخَ"، نائب الفاعل: "نَفْخَةٌ"، ما نوعها قبل أن تكون نائب فاعل؟ مفعولٌ مطلقٌ، "نَفَخَ الْمَلَكُ نَفْخَةً".

قال تعالى: ﴿وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ﴾ [هود: 44].

الفعل المبني للمجهول: "غِيضَ"، غَاضَ اللهُ الماءَ، "غِيضَ" يعني: أنزله في أسفل الأرض. ونائب الفاعل: "الماءُ" و"قُضِيَ" مبنيٌّ للمجهول، ونائب الفاعل "الْأَمْرُ".

قضي الأمرُ، انتهى وقت هذه الحلقة قبل أن نستكمل الشواهد ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله درسًا مباركًا نافعًا، إنه على كل شيءٍ قديرٌ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المزيد إظهار أقل
تبليــــغ

اكتب المشكلة التي تواجهك