الدرس السابع

فضيلة الشيخ د. سليمان بن عبدالعزيز العيوني

إحصائية السلسلة

5248 11
الدرس السابع

ملحة الإعراب (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وحياكم الله وبياكم في هذه الليلة، ليلة الثلاثاء، التاسع والعشرين من جمادى الآخرة، من سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائةٍ وألفٍ، لنعقد فيها بحمد الله، الدرس الثامن عشر من دروس شرح ملحة الإعراب، للحريري البصري -عليه رحمة الله تعالى، في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وهذا الدرس يُعقد في مدينة الرياض.

في الدرس الماضي، كنا تكلمنا على "نائب الفاعل"، وفي هذا الدرس سيتكلم الحريري -رحمه الله تعالى- على باب "المفعول به"، وما بعده من المفاعيل.

نبدأ الدرس -كالعادة- بقراءة ما قاله الحريري -رحمه الله تعالى- في هذا الباب، باب المفعول به. تفضل يا أخي.

{بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وللحاضرين والمشاهدين.

قال المصنف -رحمه الله-: "باب المفعول به:

والنصب للمفعول حكمٌ وجبَ
 

 

كقولهم: صاد الأمير أرنباَ
 

ربَّما أُخِّرَ عنه الفاعلُ
 

 

نحو قد استوفى الخراجَ العاملُ
 

وإن تقل كلمَّ موسى يعلى
 

 

فقدِّم الفاعل فهو أولى}
 

الجملة الفعلية لها ركنان، وهما: الفعل ومرفوعه.

الفعل إمَّا أن يكون مبنيًّا للمعلوم، وإمَّا أن يكون مبنيًّا للمجهول.

ومرفوع الفعل إمَّا أن يكون فاعلًا، إذا كان الفعل مبنيًّا للمعلوم، أو يكون نائب فاعلٍ إذا كان الفعل مبنيًّا للمجهول.

وأمَّا الجملة الاسمية، فلها أيضًا ركنان، وهما: المبتدأ والخبر.

هذه الأركان، أي: أركان الجملتين، درسناها كلها من قبل في هذا الكتاب "ملحة الإعراب"، درسنا الفاعل، ودرسنا نائب الفاعل، ودرسنا المبتدأ، ودرسنا الخبر.

ما سوى هذه الأركان يُسمَّى في النحو "المكملات"، فالأركان تُسمَّى الأركان، ويسميها المتقدمون "العُمد"، والمفرد عمدةٌ، وما سوى الأركان يسميه النحويون: المكملات، والمتقدمون يُسمون المكملات بالفضلات، والجمع فضلةٌ. فالأركان كما رأيتم درسناها كلها.

الآن سيبدأ الحريري بالكلام على المكملات، مكملات الجملتين، الاسمية والفعلية، والمكملات كثيرةٌ، هناك مكملاتٌ منصوبةٌ، وهناك مكملاتٌ مجرورةٌ، وهناك التوابع. هذه المكملات التي تأتي بعد أركان الجملتين.

إذا قلتَ مثلًا: "ذهب محمدٌ" فهذه جملةٌ فعليةٌ قد استوفت ركنيها، إِلَّا أنَّ الفعل فيها كما ترون مُطلقٌ، "ذهب محمدٌ" يعني: لم يقيِّد بشيءٍ من القيود، ثم إنَّ العربي قد يقصد في كلامه إلى أن يقيِّد هذا الفعل بشيءٍ من القيود، وأن يكمِّل الجملة لأداء معنى لا يُؤديه إلا هذا المكمِّل.

مثلًا: في "ذهب محمدٌ"، قد يريد العربي أن يُبين زمان الذهاب، فيقول: "ذهب محمدٌ صباحًا، أو: ليلًا، أو يوم الخميس"، فقولنا: "ذهب محمدٌ ليلًا" ليلًا من حيث التركيب اللفظي، نقول: مكملٌ؛ لأنه ليس من أركان الجملة، لكن هذا المكمل له فائدةٌ لا يؤديها إلا هذا المكمل، ليس معنى أنه مكملٌ، أو كما يقول المتقدمون: فضلةٌ، يعني أنه لا حاجة إليه، أو جوده كعدمه، لاحظ أنَّ الزائد الذي وجوده كعدمه، لا يؤدي معنى زائدًا، أما المكمل أو الفضلة، يعني: ليس من أركان الجملتين، وإن كان يؤدي معنًى، وقد يكون هذا المعنى هو المقصود أصلًا بالجملة، أو ربما يُبين مكان الفعل، كأن تقول: "جلس محمدٌ أمام الأستاذ"، أو يبين سبب الفعل، أي: لماذا حدث الفعل "ذهب محمدٌ خوفًا منك"، أو ربما يبين حالة محمدٍ وقت الذهاب، "ذهب محمدٌ مُسرعًا، أو خائفًا"، أو ربما تكمل الجملة بجارٍّ ومجرورٍ "ذهب محمدٌ إلى المسجدِ"، أو ربما تكمل الجملة بتابعٍ، إما تابع يبيِّن صفةً من صفات الفاعل "ذهب محمدٌ الكريمُ" أو تعطف عليه آخر "ذهب محمدٌ وخالدٌ" وغير ذلك.

معنى ذلك: أنَّ أركان الجملتين قد يأتي بعدهما مكملاتٌ، وهذه المكملات كثيرةٌ، بعضها منصوبٌ، وبعضها مجرورٌ، وبعضها توابع.

فالمكملات المنصوبات تسعةٌ، وهي:

المفاعيل الخمسة:

1- المفعول به.

2- والمفعول فيه، أي ظرف الزمان وظرف المكان.

3- والمفعول له، أي المفعول من أجله، أو المفعول لأجله.

4- المفعول معه.

5- المفعول المطلق.

6- الحال.

7- التمييز.

8- المستثنى.

9- المنادى.

فهذه تسعة مكملاتٍ منصوباتٍ، لم يذكر الحريري -رحمه الله تعالى- شيئًا منها إلى الآن، الآن سيبدأ بذكر بعضها.

وأما المكملات المجرورات، فهي شيئان:

1- الاسم المجرور بحرف الجر.

2- الاسم المجرور بالإضافة.

وهذان ذكرهما الحريري من قبل، وشرحناهما، ذكرهما قبل المرفوعات، عرفنا أنه ذكر المجرورات قبل المرفوعات، يعني: ذكر المكملات المجرورات وشرحناها.

وأما المكملات التوابع، فهي أربعةٌ:

1-النعت.

2- المعطوف.

3- التوكيد.

4- البدل.

ولم يذكرها، وسيذكرها -إن شاء الله- في آخر المُلحة.

فعرفنا الآن لماذا سيبدأ بالكلام عن المفعول به بعد أن انتهى من الأركان، سيبدأ الآن بذكر هذه المكملات، إلا أنه -رحمه الله- لم يتقن الترتيب جيدًا، فالحريري يُعَدُّ من النحويين المتقدمين، وقد ترتب النحو بعده بطريقةٍ أوضح، وأكثر دقةً، فسنجد الآن أنه سيذكر هذه المكملات المنصوبات، وهي: "المفاعيل به، والحال، والتمييز، والمستثنى، والمنادى، وسيُدخل بينها نواسخ الابتداء، وسيُدخل بينها بعض الأساليب كالتعجب، وسيُدخل بينها بعض أبواب الصرف، وأيضًا ذكر المجرورات قبل المرفوعات، فهذا بيانٌ لترتيب المكملات"، ونحن سنسير على ترتيب الحريري -رحمه الله تعالى.

سيذكر المفعول به، وسيذكر بعده باب "ظننتُ وأخواتها"، وهو مناسبٌ بعد المفعول به؛ لأننا سنعرف أنَّ "ظننتُ وأخواتها" تنصب مفعوليْن، مفعولًا أولًا، ومفعولًا ثانيًا، فكان مناسبًا أن يذكرها بعد باب المفعول به، ثم سيذكر باب اسم الفاعل وعمله، ولا بأس، مناسبٌ؛ لأنه سيذكر اسم الفاعل، وأنه يعمل عمل الفعل فيرفع الفاعل وينصب المفعول به، فذكره بعد المفعول به، فأكمل الكلام على المفعول به بذلك، ثم سيذكر بقية المفاعيل، وسيذكر بينها الحال والتمييز.

إذن، سنبدأ الكلام عن المفاعيل الخمسة، ما المفاعيل الخمسة؟

1- المفعول به.

2- المفعول معه.

3- المفعول فيه، ظرف الزمان, وظرف المكان.

4- المفعول له، من أجله.

5- المفعول المطلق.

تُسمَّى المفاعيل الخمسة.

المفاعيل الخمسة كلها -كما سيأتي- حكمها النصب، وفائدتها متقاربةٌ، فكل المفاعيل فائدتها: تقييد الفعل بقيدٍ من قيوده، يعني المتكلم العربي، إما أن يطلق الفعل، أي: إما أن يجعل الفعل مطلقًا، كما قلنا قبل قليلٍ: "ذهب محمدٌ"، "سافر الرجلُ"، "جلس زيدٌ"، يعني: فقط يُسند الفعل إلى الفاعل إسنادًا مُطلقًا، وقد يحتاج أن يقيده بشيءٍ من قيوده، أي: أن يقيد الفعل بشيءٍ من قيوده، وقيوده كثيرةٌ.

من قيوده، هذه المفاعيل، فالمفعول به يُبين الشيء الذي وقع الفعل عليه، كما سيأتي في شرحه، والمفعول فيه ظرف الزمان، وظرف المكان، يبين الزمان والمكان الذي وقع الفعل فيه، والمفعول له، أو من أجله، يُبين السبب الذي وقع الفعل له، يعني من أجله، وهكذا، فكلها تقيد الفعل بشيءٍ من قيوده، لكي نستوعب هذا الأمر، دعونا ننظر في هذا المثال، مثال نحاول أن نجمع فيه هذه المفاعيل.

نقول: "أكرمَ الطالبُ الأستاذَ اليومَ أمامَ المسجدِ احترامًا له إكرامًا شديدًا"، الجملة تبدأ بالفعل "أكرم"، يقولون: الفعل هو ملك جملته، فلهذا كل الأسماء ستدور في فلك الفعل، فلهذا يقال في الإعراب: إذا أردتَ أن ينكشف إعراب الاسم، فاعرف علاقته بالفعل، إذا جاءك فعلٌ، فالأسماء التي بعده ينكشف إعرابها بمعرفة علاقتها بالفعل، الفعل الذي عندنا "أكرم" يعني: الإكرام.

"أكرمَ الطالبُ الأستاذَ" ما علاقة الطالب بالإكرام؟

الجواب: فاعله، إذن نقول: الطالب فاعلٌ.

ما علاقة الأستاذ بالإكرام؟

هو الذي وقع الإكرام عليه، فنقول: مفعولٌ به؛ لأن المفعول به: هو الاسم الذي يبين الشيء الذي وقع الفعل عليه.

"أكرمَ الطالبُ الأستاذَ اليومَ" ما علاقة "اليومَ" بالإكرام؟

الجواب: زمانه، يعني: "اليوم" مفعولٌ الإكرام فيه، أي: في زمانه، فنقول: مفعولٌ فيه، والأدق: مفعولٌ في زمانه، والأدق: ظرف زمانٍ.

"أكرمَ الطالبُ الأستاذَ اليومَ أمامَ المسجدِ" هذا المكان: "أمامَ المسجد" ما علاقته بالإكرام؟ مكان الإكرام، يعني: هذا المكان مفعولٌ الإكرام فيه، في مكانه، نقول: مفعولٌ فيه، أو مفعولٌ في مكانه، أو ظرف مكانٍ.

"أكرمَ الطالبُ الأستاذَ اليومَ أمامَ المسجدِ احترامًا له" ما العلاقة بين الإكرام والاحترام؟

الاحترام: مفعولٌ الإكرام عليه؟ لا، فيه؟ لا، من أجله؟ نعم، إذن "الاحترام" مفعولٌ من أجله، قديمًا كان يُقال: "الاحترام" مفعولٌ، "الإكرام" من أجله، ثم اختصروا، فقالوا: مفعول من أجله، أو له، أو لأجله.

ثم قال: "إكرامًا شديدًا"، "أكرمَ الطالبُ الأستاذَ إكرامًا شديدًا"، هل هناك علاقةٌ بين "إكرامًا" والفعل "أكرم"؟ أم ليس بينهما علاقةٌ؟

الجواب: بينهما علاقةٌ، ما نوع هذه العلاقة؟ هل هي علاقةٌ مقيدةٌ بحرف جرٍّ؟ يعني: هل الإكرام مفعول الإكرام عليه؟

هل الإكرام مفعول الإكرام فيه؟

هل الإكرام مفعول الإكرام من أجله؟ لا.

هل الإكرام هو الإكرام؟ نعم، الإكرام هو مفعول أكرم، والعلاقة بينهما علاقةٌ مطلقةٌ غير مقيدةٍ بحرف جرٍّ، يعني: ليس مفعولًا لأكرم، ليس الإكرام مفعولًا فيه، أو مفعولًا عليه، أو مفعول لأجله، لا، الإكرام هو مفعول أكرم، يقول: هو المفعول الحقيقي، أو المفعول المطلق، يعني: إذا قلت لكم: "جلستُ" تفهمون أني فعلت الجلوس، "جلستُ" يعني: جلستُ جلوسًا.

"قمت" يعني: فعلتُ القيام، يعني: قمت قيامًا.

"حفظتُ" يعني: حفظت حفظًا، فمنذ أن أقول: حفظتُ، يعني فعلتُ الحفظ، فالحفظ هو المفعول الحقيقي للفعل، مهما أتيت بفعلٍ، فمفعوله الحقيقي هو مصدره؛ لأنك إذا قلت: ذهبتُ، يعني فعلت الذهاب، ذهبتُ، يعني ماذا فعلتُ؟ ما المفعول الذي فعلته؟ الذهاب، فهو مفعوله الحقيقي، أو يقولون: المفعول المطلق، يعني هو مفعوله الحقيقي، غير المقيد بحرفٍ من حروف الجر.

وإذا قلت: "تمشيتُ والشاطئَ"، الفعل "تمشَّى" والفاعل المتكلم، "تمشيتُ"، و"الشاطئَ"، كيف تعرف إعراب الشاطئ بمعرفة علاقته بالفعل؟ أو ما العلاقة بين الشاطئ والفعل؟ هل الشاطئ وقع الفعل عليه؟ أو وقع فيه؟ أو وقع من أجله؟ أو وقع بمصاحبته؟

وقع بمصاحبته، يعني: كان مُصاحبًا للفاعل، يعني: موجودًا في حضرته، في صحبته، وهو يفعل هذا الفعل، فنقول: إن الشاطئ مفعول التمشي بمعيته، بصحبته، يقولون: مفعولٌ معه، هذا المفعول معه، يعني: مفعول التمشي بمعيته.

هذه المفاعيل عمومًا، سيذكرها الحريري واحدًا واحدًا، ونشرحها بالتفصيل مع الحريري -رحمه الله تعالى.

ابتدأ -الحريري- فذكر المفعول به، قال: باب "المفعول به".

ما تعريف المفعول به؟

نستطيع أن نُعَرِّف المفعول به بأنه: هو الاسم الذي يبيِّن الشيء الذي وقع الفعل عليه، أي أنَّ: الفعل وقع على ماذا؟

وقع على شيءٍ معينٍ، لا شك، هذا الشيء المعين، ما الذي يدل عليه في الكلام؟ الاسم الذي يدل على الشيء الذي وقع الفعل عليه يُسميه النحويون: "مفعولًا به".

عندنا مثلًا: "فَتَحَ"، هذا فعلٌ.

الفَتْحُ وَقَعَ عَلَى مَاذَا؟ أو ما الاسم الذي يُبين الشيء الذي وقع الفتح عليه؟

انظر، لو قلتَ مثلًا: "فَتَحَ الطَّالبُ الكتابَ"، الفتح وقع على ماذا؟

الكتاب: مفعولٌ به.

"فَتَحَ الحَارسُ البَابَ" الفَتْحُ وقع على الباب "مفعولٌ به".

ولهذا نستطيع أن نجعل ضابطًا يُسهِّل مَعرفة المفعول به.

الضوابط تُسهِّل الأمر، ليست في قوة التعريف، لكنها تسهِّل وتقرِّب الأمر.

ضابط المفعول به، أنه جواب قَولُنا: على ماذا وقع الفعل؟

فإذا قلتَ: "فتح الحارسُ البابَ"، نقول: على ماذا وقع الفتح؟

تقول: على الباب، إذن "الباب" مفعولٌ به.

"نَصَرَ اللهُ المُسلِمِينَ"، الفعل: "نصر" على ماذا وقع الفعل "نصر"؟ يعني على ماذا وقع النصر؟

الجواب: على المسلمين، مفعولٌ به.

"قَرَأَ أَخي القُرآَن"، على ماذا وقع الفعل "قرأ"؟ يعني: القراءة وقعت على ماذا؟

وقعت على: القرآن، مفعولٌ به. ضابطٌ يسهِّل ويقرِّب المفعول به.

نستطيع أيضًا أن نُقرِّب المفعول به والفاعل بأن نسأل عن الفاعل والمفعول به من صيغة الفعل، أن نسأل عن الفاعل يعني: لفظ الفاعل، وعن لفظ المفعول به بصيغة الفعل، فإذا قلتَ: "فتح الحارسُ البابَ"، نأخذ من "فتح" فاعلٌ ومفعولٌ.

نقول: من الفاتح؟ الفاتح هو هذا الفاعل.

ما المفتوح؟ هذا المفعول به، فاعلٌ فاتحٌ، مفتوحٌ مفعولٌ، على نفس الوزن، الفاتح هو الحارس فهو الفاعل، والمفتوح، هو الباب فهو المفعول به.

"قرأ أخي القرآن"، القارئ هو: الفاعل، والمقروء هو: المفعول به، فالقارئ "أخي" هو الفاعل، والمقروء "القرآن" مفعولٌ به.

"نصر الله المسلمين"، هناك ناصرٌ ومنصورٌ، فالناصر هو: الله، فاعلٌ، والمنصور هم: "المسلمين" مفعولٌ به.

لو قلت: "حفظني الله"، هناك حافظٌ ومحفوظٌ، من الحافظ في هذا المثال؟ الله، فاعلٌ مؤخرٌ، والمحفوظ المتكلم، ما الذي يعود إلى المتكلم في الجملة؟ ياء المتكلم، "حفظني" إذن ياء المتكلم نقول: مفعولٌ به، لماذا؟

لأن المفعول به -كما عرفنا- هو الاسم الذي يدل على مَن يَقَع الفعل عليه.

ما الذي يدل على المتكلم هنا؟ ياء المتكلم، نقول: ياء المتكلم مفعولٌ به.

لو قلتُ: "أكرمتك" الفعل الذي عندنا الإكرام، فيه مُكرِمٌ فاعلٌ، وفيه مُكرَمٌ مفعولٌ به.

من المُكرِم؟ المتكلم، تقول: "أكرمتكَ" المتكلم هو المُكرِم، ما الذي يعود إلى المتكلم في هذا المثال؟ تاء المتكلم "أكرمتُ"، فنقول: تاء المتكلم فاعلٌ، والمُكرَم، الذي وقع الإكرام عليه؟ المخاطب، ما الذي يعود إلى المُخاطب في هذا المثال "أكرمتك"؟ الكاف، نقول: تاء المتكلم فاعلٌ، وكاف المخاطب مفعولٌ به.

فهذه ضوابط تسهِّل عليك معرفة الفاعل من المفعول به.

الحريري في الأبيات التي ذكرناها، لم يذكر تعريف المفعول به.

 ما حكم المفعول به الإعرابي؟

هو النصب. المفعول به حكمه النصب.

نقول: منصوبٌ، أم نقول: في محل نصبٍ.

{منصوبٌ}.

دائمًا؟

المفعول به حكمه الإعرابي هو النصب، الحكم هو النصب، ما المصطلح الذي نستعمله في بيان الحكم، هل نقول: منصوبٌ؟ أم في محل نصبٍ؟

{في محل نصبٍ}.

من يجيب؟ تفضل.

{يكون على حسب، إذا كان مثلًا اسمًا مبنيًّا، فنقول: في محل نصبٍ، وأما إذا كان الاسم مُعربًا، فنقول: منصوبٌ}.

أحسنتَ. هذه المسألة كررناها في باب الإعراب والبناء، وكررناها في المبتدأ والخبر، وفي الفاعل، وفي نائب الفاعل.

الحكم النصب، فإذا كان المفعول به اسمًا مُعربًا، قلنا: منصوبٌ، وإذا كان المفعول به اسمًا مبنيًّا قلنا في محل نصبٍ، فمنصوبٌ وفي محل نصبٍ، كلاهما يدل على أن الحكم الإعرابي هو النصب.

لكن منصوبٌ، يعني: حكمه النصب، وهو مُعربٌ.

وفي محل نصبٍ، يعني: حكمه النصب، وهو مبنيٌّ.

فإذا قلتَ: "أكرمتُ محمدًا"، فـ"محمدًا" ما إعرابه؟

مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة.

أو "أكرمتُ المهندسين"، مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء.

أو "أكرمتُ أباك" مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الألف، تنتبه لعلامة النصب.

وأما إذا كان المفعول به اسمًا مبنيًّا، كقولك: "أكرمتك"، الكاف مفعولٌ به، منصوبٌ أو في محل نصبٍ؟ نقول: كاف الخطاب، أو كاف المخاطب مفعولٌ به، في محل نصبٍ مبنيٌّ على الفتح.

أو "أكرمتُ هذا"، أو "أكرمتُ الذي عندك"، أو "أكرمتُ سيبويه"، أو "أكرمتُ هؤلاءِ"، في كل المبنيات نقول: مفعولٌ به في محل نصبٍ، مبني على حركة آخره.

حكم المفعول به الإعرابي وهو النصب، نصَّ عليه الحريري، فقال: "والنصب للمفعول حكمٌ وجبَ"، وفي بعض الروايات: "أوجبا".

والنصب للمفعول حكمٌ وجبَ
 

 

كقولهم: صاد الأمير أرنباَ
 

فذكر أنَّ حُكمَه النَّصب، ومثَّل له بهذا المثال اللطيف: (صاد الأمير أرنبًا).

نسأل من الذي فعل الصيد؟ وما الذي وقع عليه الصيد؟

الذي فعل الأمير، فهو الفاعل، والذي وقع عليه الصيد الأرنب، مفعولٌ به.

أو نقول: من الصائد؟

الصائد هو الأمير فاعلٌ.

وما المصيد؟ المصيد الأرنب، فهو مفعولٌ به.

هناك أيضًا ضوابط تفيد في معرفة هذا الباب، باب المفعول به، سنذكر منها ضابطيْن إعرابييْن:

فمن الضوابط الإعرابية التي تفيد في باب المفعول به: معرفة إعراب ضمائر "هيك"، من يعرف ضمائر "هيك"؟

{ضمائر النَّصب المتصلة}.

الضمائر المتصلة الخاصة بالنصب والجر، ما فيه ضمائر نصبٍ متصلةٌ، الضمائر المتصلة -كما شرحنا من قبل- الضمائر المتصلة تسعةٌ، وهي:

خمسةٌ خاصةٌ بالرفع، وهي ضمائر: "تواني"، وهي: "تاء المتكلم، ألف الاثنين، واو الجماعة، ياء المخاطبة، نون النسوة"، وهذه تكلمنا عليها في باب الفاعل؛ لأن أكثر ما تكون عليه في الإعراب، أن تكون فاعلًا، وقد تكون نائب فاعلٍ، أو اسمًا للفعل الناسخ.

بقي أربعة ضمائر، فيه ثلاثة ضمائر خاصةٌ بالنصب والجر، يعني: قد تأتي نصبًا، وقد تأتي جرًّا، ولكنها لا تأتي رفعًا، وهي: "ياء التكلم، وكاف الخطاب، وهاء الغيبة".

ياء التكلم يشمل: ياء المتكلم، وياء المتكلمة، وكاف الخطاب يشمل: كاف المخاطب، وكاف المخاطبة، وهاء الغيبة يشمل: هاء الغائب، وهاء الغائبة.

نجمعها في "هيك"، هاء ياء كاف.

هذه الضمائر لا يخرج إعرابها عن أربعة أعاريب على كثرتها الكاثرة في الكلام، على كثرة استعمالها في كلام العرب، إعرابها ينحصر في أربعة أعاريب:

اثنين في النصب، واثنين في الجر، طبعًا لن يكون فيها رفعٌ، أليست ضمائر متصلةً؟ يعني: لابد أن تتصل بما قبلها؟

  • فإذا اتصلت بفعلٍ فهي مفعولٌ به، مثل: "أكرمك محمدٌ"، "أكرمه محمدٌ"، "أكرمني محمدٌ"، "أعطاني"، "فهَّمني"، "علَّمه"، "ضربك" وهكذا.

إذن، إذا اتصلت بفعلٍ، فهي مفعولٌ به في محل نصبٍ.

  • وإذا اتصلت بـ"إن وأخواتها"، كـ"إني"، و"إنك" و"إنه"، فهي اسمٌ لـ"إن وأخواتها" في محل نصبٍ، إذن فهذان نصبٌ لـ"هيك"، مفعول به أو اسم لـ"إن وأخواتها".
  • والجر: إذا اتصلت بحرف جرٍ، كـ"الكتاب لك" أو "له" أو "لي"، فهي حينئذٍ ضمير في محل جرٍّ.
  • والثاني: إذا اتصلت باسمٍ، كـ "كتابي" أو "كتابك" أو "كتابه"، فهي مُضافٌ إليه في محل جرٍّ.

إذن، هذه الضمائر لا يخرج إعرابها عن أربعة أعاريب: اثنين في النصب، إذا اتصلت بفعلٍ فهي مفعولٌ به في محل نصبٍ، أو اتصلت بـ"إن واخواتها" فهي اسمٌ لها في محل نصبٍ، واثنين في الجر، إذا اتصلت باسمٍ، فهي مضافٌ إليه في محل جرٍّ، أو اتصلت بحرف جرٍّ، فهي ضميرٌ في محل جرٍّ.

لذلك انحصرنا وعرفنا إعراب هذه الضمائر، قلَّما تخرج هذه الضمائر عن هذه الأعاريب، فهذا ضابطٌ مهمٌّ في هذا الباب.

إذن متى ما رأيت "هيك" مُتصلة بفعلٍ ماذا تكون؟

تكون مفعولًا به في محل نصبٍ.

هل يمكن أن تكون فاعلًا؟

لا، فإذا قلت مثلًا: "حفظني الله"، ما يمكن أن تقول: إن الله مفعولٌ به؛ لأن المفعول به ياء المتكلم، ياء المتكلم اتصلت بفعلٍ، مفعولٌ به، فكل ما اتصلت "هيك" بالفعل، هي المفعول به، والفاعل غيرها.

"فهَّمني الأستاذ"، "علَّمني أو أدَّبني أبي". وهكذا.

ضابطٌ آخر في هذا الباب، باب المفعول به: أيضًا يتعلق بإعراب ضمائر "إيَّاي" و"إيَّاك" و"إيَّاه"، هذه ضمائر النَّصب المنفصلة.

قلنا في الضمائر إنها قد تكون منفصلةً، والضمائر المنفصلة ستةٌ:

  • ثلاثةٌ للرفع، "أنا" و"أنت" و"هو وفروعها".
  • وثلاثةٌ في النصب: "إيَّاي"، و"إيَّاك"، و"إيَّاه، وفروعها".

هذه "إيَّاي"، و"إيَّاك"، و"إيَّاه" الضمائر المبدوءة بـ"إيَّا" هذه أغلب إعرابها مفعولٌ به، وقلَّما تخرج عن ذلك، فإذا رأيت "إيَّاي"، أو"إيَّاك"، أو"إيَّاه"، أو "إيَّاكم"، أو "إيَّاهنَّ"، فغالبًا تكون مفعولًا به، وهكذا "إيَّاي" في القرآن الكريم، إذا رأيت "إيَّاي"، "إيَّاك"، "إيَّاه" في القرآن الكريم مفعولٌ به، ﴿أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [يوسف: 40]، "إلا" هذا استثناءٌ مُفرَّغٌ، و"إيَّاه" مفعولٌ به. ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]، ما إعراب "إيَّاك"؟ مفعولٌ به، لكنه مُقدَّمٌ على الفعل، والمفعول به يجوز أن يتقدم، ولا يجوز أن يتأخر، والأصل -والله أعلم- "نعبدكَ، ونستعينكَ" ثم قُدِّمَ الضمير الكاف، فلما قُدِّمَ الضمير قُلِبَ إلى ضميرٍ منفصلٍ؛ لكي يستقل ويقوم بنفسه، فقيل: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ "إيَّاك" مفعولٌ به مُقدَّمٌ.

قال: ﴿بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ﴾ [الأنعام: 41]، إيَّاه مفعولٌ به مُقدَّمٌ، يعني: بل تدعونه، ثم تقدَّم المفعول به.

"إيَّاك أعني"، إيَّاك: مفعولٌ به مُقدَّم.

"ما أحب إلا إيَّاك"، إيَّاك: مفعولٌ به، وهكذا.

فهذان ضابطان مهمان مفيدان في باب المفعول به.

ننتقل إلى مسألةٍ أخيرةٍ في هذا الباب، باب المفعول به، وهي: الكلام على ترتيب المفعول به مع الفاعل، أيهما يُقدَّم، وأيهما يُؤخَّر؟

الأصل أن يتقدَّم الفاعل، وأن يتأخر المفعول به، نقول: هذا هو الأصل، كما قال ابن مالك في ألفيته:

والأصل في الفاعل أن يتصلَ
 

 

والأصل في المفعول أن ينفصلَ
 

نقول: الأصل في الفاعل أن يأتي بعد الفعل مباشرةً، يتصل به، والأصل في المفعول به أن ينفصل عن الفعل، والذي يفصل بينهما الفاعل، هذا الأصل، ثم قال: "وقد يُجاءُ بخلافِ الأصلِ".

إذن: فالأصل أن يتقدم الفاعل، وأن يتأخر المفعول به، كقولك: "فتح الحارسُ البابَ"، و"قرأ أخي القرآنَ"، و"نصر الله المسلمين"، وكقوله تعالى: ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ﴾ [آل عمران: 28].

ومع ذلك فيجوز أن نخالف هذا الأصل، فنقدِّم المفعول به على الفاعل، فيتأخر الفاعل على المفعول به، إذا لم يمنع من ذلك مانعٌ.

إذن، فالأصل في التقديم والتأخير أنه جائزٌ، إذا لم يمنع من ذلك مانعٌ.

والضابط في التقديم والتأخير إذا لم يمنع منه مانعٌ، البلاغة، يعني تقدِّم ما أنت أعنَى به، تقول: "فتحَ الحارسُ البابَ" أو "فتح البابَ الحارسُ"، "قرأ أخي القرآنَ"، أو "قرأ القرآنَ أخي"، "نصرَ اللهُ المسلمينَ" أو "نصرَ المسلمينَ اللهُ"، بحسب البلاغة التي تقتضي ذلك؛ لأنه البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال، يعني إذا كنت تعتني وتهتم بأن تبيِّن الذي فعل الفتح، من الذي فتح الباب؟ فحينئذٍ تقدِّم الفاعل، تقول: "فتحَ الحارسُ البابَ"، فإذا كنت تعرف أن الحارس فتح، لكن فتح ماذا؟ تقول: "فتحَ البابَ الحارسُ" تقدِّم ما هو أشد اعتناءً عند المُخاطب، وعند المتكلم.

قال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ﴾ [القمر: 41]، ما الذي جاء؟ النُّذُر، فاعلٌ مؤخرٌ، النذر جاءت مَن؟

جاءت "آلَ فِرْعَوْنَ"، آل فرعون: مفعولٌ به مُقدَّم، و"النُّذُر" فاعلٌ مؤخرٌ، والأصل اللغوي في غير القرآن أن يُقال: "وَلَقَدْ جَاءَتْ النُّذُرُ آلَ فِرْعَوْنُ"، ثم تقدَّم المفعول به، وأُخِّر الفاعل.

هذا الحكم، وهو جواز تقديم المفعول به على الفاعل ما لم يمنع مانعٌ، أشار إليه الحريري في قوله: "ربَّما أُخِّرَ عنه الفاعلُ" يعني عن المفعول به.

ربَّما أُخِّرَ عنه الفاعلُ
 

 

نحو قد استوفى الخراجَ العاملُ
 

فقوله: "رُبَّما" يدل على أن تقديم المفعول به على الفاعل خلاف الأصل، ولكنه جائزٌ، إذا لم يمنع منه مانعٌ، ومثَّل له بقوله: "استوفى الخراجَ العاملُ" الفعل عندنا "استوفى"، من المستوفي؟ العامل، فهو الفاعل، ما المستوفَى؟ الخراج، فهو مفعولٌ به مُقدَّمٌ.

فإذا منع مانعٌ من تقديم المفعول به؟

فحينئذٍ يجب أن نلزم الأصل، فنقدِّم الفاعل، ونؤخر المفعول به، كأن يؤدي التقديم إلى لبسٍ، لو أنك قدَّمت المفعول به، فإن هذا التقديم سيؤدي إلى لبسٍ، يعني فهم خلاف المراد، ومعلومٌ أن اللغة دائمًا تدفع اللبس، أي أمرٍ يجلب اللبس، فهو في اللغة ممنوعٌ ومدفوعٌ.

مثال ذلك: كأن تقول: "أكرم موسى عيسى"، من الفاعل المُكرِم؟ والمفعول به المُكرَم؟ "أكرم موسى عيسى"، موسى وعيسى، كلاهما علامة إعرابه مقدَّرةٌ، ما فيه علامةٌ تبين الفاعل من المفعول به، لابد أن تقدِّم الفاعل، وتؤخر المفعول به، لو قدَّمتَ المفعول به لم نعرف الفاعل من المفعول به، فالتبس، فمُنعت الجملة، أو تقول: "أكرم سيبويه هؤلاءِ"، أيضًا مبنيان، ما فيهما علامة إعرابٍ، يجب أن تقدِّم الفاعل، وتؤخر المفعول به، أو تقول: "أكرم صديقي أخي"، كلاهما علامة إعرابه مقدَّرةٌ، هنا لابد من التزام الترتيب الأصلي للجملة؛ لأن الترتيب هو الشيء الوحيد الذي يبيِّن، ويفرق بين الفاعل والمفعول به.

لو كان هناك أي دليلٍ يميِّز الفاعل من المفعول به، جازتْ هذه الأمثلة، لو قيل مثلاً: "أكل الكمثرى موسى"، الكمثرى موسى، علامات إعرابهما مقدَّرةٌ، لكن معلومٌ أن الآكل موسى، والمأكول الكمثرى، فيجوز التقديم والتأخير، أو تقول: "أرضعت الكبرى الصغرى"، أو "أرضعت الصغرى الكبرى"، من المُرضِع منهما؟ الكُبرى، والمرضَعة؟ الصغرى؟ أو تقول: "طلق سلمى الذي سافر"، من الذي طلق؟ الذي سافر، والمطلقة سلمى، أو تقول: "أكرمتْ موسى ليلى"، من الفاعل؟ ليلى وإن تأخرتْ؛ لوجود تاء التأنيث في "أكرمتْ"، وقد ذكر الحريري هذا الحكم في قوله:

وإن تقل كلمَّ موسى يعلى
 

 

فقدِّم الفاعل فهو أولى
 

مَثَّل بـ"كلَّم موسى يعلى"، كلاهما علامات إعرابه مقدَّرةٌ، فيقول: لابد أن تلتزم حينئذٍ تقديم الفاعل، وتأخير المفعول به.

قوله: "(فهو أولى)، هل يفي بالغرض؟ هل يفي بالحكم هنا وهو الوجوب؟

الجواب: لا، فهذا مما أُخِذَ على المُلحة؛ لأن قوله: (أولى) يدل على الرُّجحان والأفضلية، ولا يدل على الوجوب، فكان المناسب أن يأتي بلفظٍ يدل على الوجوب.

هذا ما يتعلق بالمفعول به، تعريفه، وشيءٍ من أحكامه، وشيءٍ من أهم ضوابطه.

هل هناك من سؤالٍ في المفعول به. تفضل.

{ذكرتم إيراد الضمائر "إيَّاي" و"إيَّاه"، فأحيانًا نجد متكلمًا يقول: "إيَّاك إيَّاك"، ويريد به التوكيد، كيف هذا؟}.

في قوله: "إيَّاك"، هذا سيدخل في باب التحذير، وسيأتي باب التحذير، وهو مفعولٌ به، على تقدير أُحذرك، ثم حُذف الفعل "أحذِّر" فانقلب الضمير المتصل إلى ضميرٍ منفصلٍ، وسيأتي الكلام عليه -إن شاء الله-، وقد انتهى الوقت بذلك، بعد أن انتهينا وقضينا على المفعول به، ندع بقية المفاعيل -إن شاء الله- في درسٍ قادمٍ، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

المزيد إظهار أقل
تبليــــغ

اكتب المشكلة التي تواجهك