الدرس الخامس

فضيلة الشيخ أ.د. سليمان بن عبدالعزيز العيوني

إحصائية السلسلة

7950 11
الدرس الخامس

ملحة الإعراب (2)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وحياكم الله في هذه الليلة، ليلة الثلاثاء، الثامن من جمادى الآخرة، من سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائةٍ وألفٍ، من هجرة الحبيب المصطفى -عليه الصلاة والسلام، ونحن في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة؛ لنعقد بحمد الله وتوفيقه الدَّرس السَّادس عَشَر مِن دُرُوسِ شَرح "مُلْحَة الإِعرَابِ"، للحريري البصري -رحمه الله تعالى-.

في الدَّرسِ الماضي كُنَّا قَد تكلمنا على باب "الاشتغال"، وتكلمنا أيضًا على باب "الفاعل"، ولكننا لم نكمل الكلام على باب الفاعل.

في هذه الليلة -إن شاء الله- سنكمل الكلام على باب "الفاعل".

قرأنا بعض الأبيات وشرحناها، ولن نقرأ هذه الليلة إلا ما لم نشرحه من الأبيات في باب الفاعل، ابتداءً من قول الحريري: (ووحِّد الفعل مع الجماعة)، فدعونا نسمع ما قاله الحريري -رحمه الله تعالى- في باب "الفاعل" في "مُلْحَةِ الإِعرَابِ". تفضل.

{بسم الله، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمشاهدين.

قال المصنف -رحمه الله وإيانا:

وَوَحِّدِ الفعلَ مَعَ الجَمَاعَهْ
 

 

كقولِهِم سَارَ الرّجالُ السّاعَهْ
 

وإنْ تَشَأْ فَزِدْ عليهِ التّاءَ
 

 

نحوُ اشتَكَتْ عُرَاتُنَا الشّتاءَ
 

وتُلحَقُ التاءُ على التّحقيقِ
 

 

بكلّ ما تَأنِيثُهُ حَقيقي
 

كقولِهِم جاءَتْ سُعادُ ضَاحِكهْ
 

 

وانطلَقتْ نَاقَةُ هندٍ رَائِكَهْ
 

وتُكسَرُ التّاءُ بلا مَحَالَهْ
 

 

في مثلِ قَدْ أَقبَلَتِ الغَزَاله }
 

أحسنتَ.

بعد أن عرَّف الحريري الفاعل، وذكر حكمه، وهو الرفع، بدأ يذكر بعض المسائل المهمة في هذا الباب، "باب الفاعل"، فبدأ بالكلام على مسألة توحيد الفعل مع الفاعل، فذكر أنَّ الفعل يجب أن يُوَحَّدَ مع الفاعل أيًّا كان، سواءً كان مُفردًا، كقولك: "ذهب محمدٌ"، أو "ذهب الرجل"، أو كان مثنى، كقولك: "ذهب المحمدان" أو "ذهب الرجلان"، أو كان مجموعًا، كقولك: "ذهب المحمدون" أو "ذهب الرجال"، وكذلك مع المؤنث، فتقول: "ذهبتْ هند"، و"ذهبتْ الهندان"، و"ذهبتْ الهندات".

فالفعل يجب أن يلتزم الإفراد، والسبب في ذلك أنَّ الإفراد والتثنية والجمع هذه الأشياء من صفات الأسماء، فالاسم هو الذي قد يكون مفردًا، وقد يكون مثنى، وقد يكون جمعًا، أما الفعل فإنه يلزم الإفراد.

ويتضح ذلك في الفاعل إذا كان اسمًا ظاهرًا، أي: ليس ضميرًا، كالأمثلة السابقة، فإن كان الفاعل ضميرًا، كقولك: "ذهب" أو "ذهبوا"، فإن الضمير يجب أن يوافق مرجعه في الإفراد والتثنية والجمع، فتقول: "الرجال ذهبوا"، و"الرجلان ذهبا"، و"الهندات ذهبن"، و"الهندان ذهبا"، كما تقول: "محمدٌ ذهب"، و"هند ذهبتْ"، فإذا قلت: "محمدٌ ذهب"، فالفعل "ذهب" والفاعل مستترٌ، فنقدره مناسبًا لمرجعه، وهو "محمدٌ" المفرد.

فإذا قلت: "المحمدون ذهبوا" الفعل هنا هل جُمع؟ أم التزم الإفراد؟

الجواب: أولًا نحدد الفعل، أين الفعل في قولنا: "ذهبوا" "ذهب" التزم الإفراد، طيب والواو؟ هذه كلمةٌ مستقلةٌ اسمٌ، إلا أن من صفات هذا الاسم أنه يتصل بما قبله، وهو فاعلٌ، وصار ضمير جمعٍ؛ لأن مرجعه جمعٌ مذكرٌ، فالفعل أيضًا التزم الإفراد هنا، إلا أن هذا الضمير الذي وقع فاعلًا، وجب أن يكون مُطابقًا لمرجعه، وهكذا.

توحيد الفعل هذا لغة جمهور العرب، هناك لغةٌ قليلةٌ لبعض العرب، يسميها النحويون: لغة "أكلوني البراغيث"، هذه اللغة تصل بالفعل حروفًا تدل على أنَّ الفاعل مثنى أو جمعٌ، جمعٌ مذكرٌ أو جمعٌ مؤنثٌ، فتقول مثلًا في جمع المذكر: "ذهبوا الرجالُ" بينما الجمهور يقولون: "ذهب الرجالُ"، وهؤلاء يقولون: "ذهبوا الرجال" الفعل "ذهب" والفاعل "الرجال"، طيب والواو؟ الواو في هذه اللغة القليلة لغة "أكلوني البراغيث" ليست واو الجماعة، يعني ليست ضميرًا اسمًا واو الجماعة، وإنما هي حرفٌ، حرف جمعٍ، يعني حرفٌ يدل على أن الفاعل جمعٌ، وكذلك في التثنية، يقولون: "ذهبا الرجلان"، وفي جمع الإناث، يقولون: "ذهبن الهندات"، فيلحقون بالفعل الألف إذا كان الفاعل مثنى، والواو إذا كان الفاعل جمعًا مذكرًا، والنون إذا كان الفاعل جمعًا مؤنثًا. هذه اللغة قليلةٌ.

السؤال: هذه الحروف التي في لغة "أكلوني البراغيث" الألف والواو والنون، ما قياسها عند هؤلاء في اللغة؟

قالوا: قاسوها وجعلوها كـ " تاء التأنيث "، تاء التأنيث كذلك حرفٌ يتصل بالفعل؛ لبيان أن الفاعل مؤنثٌ، وهذا باتفاق العرب، يعني لغة كل العرب، أن الفاعل إذا كان مذكرًا لا تأتي بالتاء، "ذهب محمدٌ" وإذا كان مؤنثًا تصله بالتاء "ذهبتْ هند"، ثم إن اتصال التاء قد يكون واجبًا أو جائزًا على تفصيلٍ سيأتي.

أما إذا كان الفاعل مثنًى أو جمعًا فإن العرب، جمهور العرب التزموا إفراد الفعل، وهؤلاء طردوا القياس، فجعلوا الفعل يتصل بحرفٍ، يدل على نوع الفاعل أيًّا كان، مؤنثًا أو مثنىً، أو جمعًا.

فإن قلتَ: وهل ورد شيءٌ من هذه اللغة في القرآن الكريم؟

فالجواب: لم يثبت ورود شيءٍ من هذه اللغة في القرآن الكريم.

بعضهم حاول أن يخرِّج بعض الآيات على هذه اللغة، لكن الصحيح أن هذه الآيات واردةٌ على لغة جمهور العرب، تخريجها على لغة جمهور العرب، مستقيمٌ، وهو الموافق للمعنى، والله أعلم.

من ذلك قوله تعالى: ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنْهُمْ﴾ [المائدة: 71]، هذه "عموا كثيرٌ" مثل: "ذهبوا الرجال"، و"كثيرٌ" فاعلٌ، لو قلنا إنها على لغة "أكلوني البراغيث"، "كثيرٌ" فاعلٌ، والواو حرف جمعٍ اتصل بالفعل.

لكن التحقيق: أن الفاعل هنا واو الجماعة، ومرجعه مذكورٌ من قبل، وهم الذين مازالت الآيات قبل ذلك تتكلم عليهم وتذمهم، ثم قال عنهم: ﴿ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا﴾، ثم قال: "كثيرٌ" بدلٌ من الضمير، بدل بعضٍ من كلٍّ، ليبين أن العمى كان لكثيرٍ منهم، وهذا لا إشكال فيه في لغة جمهور العرب، في لغة جمهور العرب، يمكن أن تأتي بالضمير، ثم تبدل منه اسمًا ظاهرًا، لا إشكال في ذلك، يمكن أن تقول مثلًا: "الطلاب مجتهدون، وقد كانوا حريصين على الاختبارات، وقد نجحوا كثيرٌ منهم والحمد لله"، فيكون "نجحوا" فعلٌ وفاعلٌ، و"كثيرٌ" بدلٌ، أو "وقد نجحوا المتفوقون منهم" أو "نجحوا بعضهم"، ونحو ذلك، فهذا لا إشكال فيه في اللغة.

بقي أن ننبه إلى أن تعبير الحريري في البيت حينما قال: (ووحِّد الفعل).

نقول: هذا من الحريري من التوسع؛ لأنه عبَّر بالتوحيد عن الفعل، مع أن الفعل في الحقيقة لا يُوحَّد ولا يُثنى، ولا يُجمع، لما قلناه من قبل من أن الإفراد والتثنية والجمع من صفات الأسماء، ولكنْ النحويون مازالوا يتوسعون في هذا الأمر لوضوحه، فمعنى ثنِّه، يعني: صِل به ضمير تثنيةٍ، واجمعه، يعني: صِل به ضمير جمعٍ، ووحِّده يعني: لا تصل به ضمير تثنيةٍ، ولا ضمير جمعٍ، فهذا من التوسع في العبارة.

وقول الحريري: (ووحِّد الفعل مع) مع ماذا؟ مع الجماعة، ماذا يريد بالجماعة هنا؟ هل يريد الجمع؟ أم يريد المثنى والجمع؟ على حسب ما شرحناه قبل قليلٍ.

يريد المثنى والجمع، وإطلاق الجماعة على المثنى والجمع هذا واردٌ ومقبولٌ في اللغة.

ننتقل إلى المسألة التالية، التي انتقل إليها الحريري -رحمه الله تعالى- وهي: تذكير الفعل وتأنيثه.

فقال -رحمه الله-:

وإنْ تَشَأْ فَزِدْ عليهِ التّاءَ
 

 

نحوُ اشتَكَتْ عُرَاتُنَا الشّتاءَ
 

وتُلحَقُ التاءُ على التّحقيقِ
 

 

بكلّ ما تَأنِيثُهُ حَقيقي
 

كقولِهِم: جاءَتْ سُعادُ ضَاحِكهْ
 

 

وانطلَقتْ نَاقَةُ هندٍ رَائِكَهْ
 

 

يتكلم الحريري على تذكير الفعل وتأنيثه، قبل أن نتكلم على هذه المسألة، نُذَكِّر بما قلناه قبل قليلٍ، من أنَّ التعبير بالتذكير والتأنيث مع الفعل –أيضًا- تجوُّزٌ وتوسُّعٌ؛ لأن التأنيث والتذكير أيضًا من أوصاف الأسماء، وأما الفعل فلا يوصف بتذكيرٍ ولا بتأنيثٍ، فإذا قلنا: تأنيث الفعل، فإننا نقصد اتصال تاء التأنيث به، وإذا قلنا تذكيره، يعني عدم اتصال تاء التأنيث به، فننتبه لذلك.

وأمَّا تذكير الفعل وتأنيثه، فإن الفاعل إما أن يكون مُذكرًا وإما أن يكون مُؤنثًا، فإن كان مُذكرًا فليس في الفعل إلا التَّذكير، سواءً كان المذكر حقيقيَّ التَّذكير، يعني: من الحيوان، ويريدون بالحيوان الإنسان والحيوان، كقولك: "جاء محمدٌ"، أو "جاء جملٌ"، أو كان التذكير مجازيًّا غير حقيقيٍّ، وهذا في غير الحيوان، كقولك: "انفتح بابٌ"، أو "انفتح البابان".

فإذا كان الفاعل مذكرًا، فليس في الفعل إلا التذكير، وإن كان الفاعل مُؤنثًا، وهذا الذي يعتنون به، فهو الذي فيه التفصيل.

قد يكون تأنيث الفعل واجبًا، وقد يكون تأنيث الفعل جائزًا، فيكون تأنيث الفعل واجبًا مع الفاعل المؤنث في موضعيْن:

الموضع الأول لوجوب تأنيث الفعل: إذا كان الفاعل حقيقيَّ التأنيث مُتصلًا، كقولك: "ذهبتْ هند" أو "انطلقتْ ناقةٌ".

قولنا: إذا كان الفاعل حقيقيَّ التأنيث، عرفنا المراد بحقيقيِّ التأنيث، وهو المؤنث من الإنسان والحيوان، متصلًا أي: لم يفصل بين هذا الفاعل وبين فعله فاصلٌ، كالمثاليْن السابقين، "ذهبتْ هند"، و"انطلقتْ ناقة".

الموضع الثاني لوجوب تأنيث الفعل: إذا كان الفاعل ضميرًا مؤنثًا، المعنى واحدٌ، كقولك: "هند ذهبتْ"، أي: هي، و"الشمس طلعتْ"، أي: هي، ونحو ذلك.

فهذا تأنيث الفعل وجوبًا.

طيب وتأنيث الفعل جوازًا؟ في ما سوى ذلك، فمما يجوز فيه تأنيث الفعل، ما إذا كان الفاعل مجازيَّ التأنيث، مؤنثًا مجازيًّا يعني: من غير الحيوان، كقولك: "طلعتْ الشمس"، أو "طلع الشمس"، وكذلك الحكم في المضارع، تقول: "تطلع الشمس" بالتأنيث، و"يطلع الشمس" بالتذكير، وتقول: "انطلقتْ سيارةٌ" و"انطلق سيارةٌ"، قال -سبحانه وتعالى- في سورة البقرة: ﴿فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ﴾ [البقرة: 275]، فذكَّر الفعل، والفاعل مؤنثٌ مجازيٌّ، وقال في سورة يونس: ﴿قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ﴾ [يونس: 57]، فأنَّث الفعل، والفاعل مجازيٌّ.

ومما يجوز فيه تأنيث الفعل أيضًا: الفاعل إذا كان جمع تكسيرٍ، إذا كان الفاعل جمع تكسيرٍ فيجوز في الفعل التأنيث، يعني: يجوز التأنيث والتذكير، كأن تقول: "جاء الرجال"، أو "جاءتْ الرجال"، و"قال العلماء"، و"قالتْ العلماء"، و"بكى الأطفال"، و"بكتْ الأطفال"، تقول: "قال الأعراب"، وقال سبحانه: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ﴾ [الحجرات: 14]، وتقول: "قالتْ نسوةٌ"، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ﴾ [يوسف: 30]، وهكذا.

وهذا نص عليه الحريري في قوله:

وإنْ تَشَأْ فَزِدْ عليهِ التّاءَ
 

 

نحوُ اشتَكَتْ عُرَاتُنَا الشّتاءَ
 

فقوله: (وإنْ تَشَأْ) يعني: أن التأنيث واجبٌ أم جائزٌ؟

{أنه جائزٌ}.

أنه جائزٌ. وقوله: (اشتَكَتْ عُرَاتُنَا) هذا تمثيلٌ للفاعل إذا كان جمع تكسيرٍ، فـ"عراة" جمع "عارٍ"، وهو جمع تكسيرٍ، وسبق الكلام على الفرق بين جمع التكسير، وجمع السلامة، فجمع السلامة تسلم فيه صورة المفرد، مثل: "محمدٌ" و"محمدون"، و"هند" و"هندات".

وأما جمع التكسير فلا تسلم فيه صورة المفرد، بل تتغير كما هنا، فيجوز أن تقول: "اشتكت عراتنا" أو "اشتكى عراتنا".

كم ذكرنا من موضعٍ لجواز تأنيث الفعل؟ موضعيْن، وأيضًا من مواضع جواز تأنيث الفعل: إذا فُصِلَ بين الفعل والفاعل المؤنث، متى ما فُصل بين الفعل والفاعل المؤنث، حتى ولو كان الفاعل المؤنث حقيقيَّ التأنيث، جاز التأنيث.

تقول: "جاءت اليومَ هندٌ" أو "جاء اليومَ هندٌ"، كلاهما جائزٌ؛ لوجود الفصل، فلهذا ذكرنا في الموضع الأول: لوجوب التأنيث، قلنا: أن يكون الفاعل مؤنثًا حقيقيًّا متصلًا بالفعل، فإذا كان منفصلًا جاز، قال -سبحانه وتعالى- في الآية السابعة والستين من سورة هود: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾ [هود: 67]، فذكَّر، و"الذين" مفعولٌ به، و"الصيحة" فاعلٌ، ففصل بالمفعول بين الفعل والفاعل، وقال في الآية الرابعة والتسعين من سورة هود نفسها: ﴿وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ﴾ [هود: 94] فأنَّث.

لكن أُأَكد بعد الانتهاء من مواضع وجوب تذكير الفعل، ومواضع جواز تأنيث الفعل: التفريق بين المؤنث الحقيقي، وغير الحقيقي، من يفرِّق لنا بين المؤنث الحقيقي، والمؤنث غير الحقيقي؟

{المؤنث الحقيقي ما كان من الإنسان أو الحيوان}.

المؤنث الحقيقي هو مؤنث الإنسان ومؤنث الحيوان، الأنثى من الإنسان، والأنثى من الحيوان، هذا مؤنثٌ حقيقيٌّ، والمؤنث غير الحقيقي، ويسمى المجازي؟

{أما المؤنث المجازي يكون من الجماد}.

ليس من الجماد، من غير الإنسان والحيوان، سواءً كان جمادًا أو كان اسم معنى، أو غير ذلك، يعني فيه مثلًا أسماء المعاني، ما يوصف بأنها جمادٌ، مثل الصلاح، هذا مذكرٌ، واسم معنى ليس جمادًا، مثل السماحة، هذا اسم معنى ليس جمادًا، ومؤنثٌ، وهكذا. فنقول: المؤنث المجازي: ما ليس إنسانًا ولا حيوانًا.

وهذا قول الحريري:

وتُلحَقُ التاءُ على التّحقيقِ
 

 

بكلّ ما تَأنِيثُهُ حَقيقي
 

ثم مَثَّل للتأنيث الحقيقي بقوله: (كقولِهِم: جاءَتْ سُعادُ ضَاحِكهْ) هذا الأنثى من الإنسان، (وانطلَقتْ نَاقَةُ هندٍ راتكة) هذا الأنثى من الحيوان، يعني: يجب تأنيث الفعل مع المؤنث الحقيقي إذا اتصل بالفعل كهذين المثالين.

وقوله: "راتكة" من رتكت الناقة إذا ركضت وهزت أعجازها، نوعٌ من أنواع ركض الناقة.

ثم ننتقل إلى مسألةٍ أخرى أيضًا انتقل إليها الحريري، فقال:

وتُكسَرُ التّاءُ بلا مَحَالَهْ
 

 

في مثلِ قَدْ أَقبَلَتِ الغَزَاله
 

يعني: أن تاء التأنيث الساكنة يجب أن تُكسر إذا تلاها ساكنٌ بعدها، تاء التأنيث الساكنة، طبعًا ساكنةٌ فإذا تلاها ساكنٌ بعدها، فقد اجتمع ساكنان والقاعدة في التخلص من التقاء الساكنين: إذا كان الساكن الأول حرف مدٍّ، أو لين، فيُحذف، وإذا كان حرفًا صحيحًا يحرَّك، والتاء حرفٌ صحيحٌ، فلهذا يحرَّك، كقوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ﴾ [الحجرات: 14]، وتقول: "قامتِ النساء"، ومثال الحريري: "أقبلتِ الغزالة"، وهذا الموضوع أيضًا شرحناه وسبق أن ذكره الحريري في الكلام على فعل الأمر، في قوله:

وإنْ تَلاهُ أَلِفٌ وَلامُ
 

 

فَاكسِرْ وقُلْ لِيَقُمِ الغُلامُ
 

لكن هنا النص على هذه المسألة مع تاء التأنيث.

فهذا ما يتعلق بشرح أبيات هذا الباب، باب الفاعل، هل هناك من سؤالٍ؟ لأني سأتلو هذه الأبيات، بشيءٍ من التنبيهات المتعلقة بالفاعل. هل هناك من سؤالٍ؟ إذن نُكمل.

تنبيه: هناك أشياء تساعدك على ضبط هذا الباب، الذي هو في الحقيقة من أسهل وأوضح أبواب النحو، ومع ذلك هو من أهمها؛ لأن الفاعل لا تخلو منه جملةٌ فعليةٌ، عمدةٌ، فلهذا هو كثيرٌ جدًّا في الكلام، فضبطه من المهمات التي يجب أن يحرص عليها الطالب.

الفاعل قد يكون اسمًا ظاهرًا، وقد يكون ضميرًا بارزًا، وقد يكون ضميرًا مستترًا، كل ذلك يكونه الفاعل، فالفاعل قد يكون اسمًا ظاهرًا، وماذا نريد بقولنا: اسمًا ظاهرًا؟

يعني: ما ليس ضميرًا، كقولك: "صلى الإمام"، "خشع القارئ"، و"فهم الطالب الدرس"، وقد يكون الفاعل ضميرًا بارزًا، كقولك: "ذهبتُ" و"الرجال فهموا"، و"النسوة جلسن بأدبٍ"، وقد يكون الفاعل ضميرًا مستترًا، كقولك: "محمدٌ ذهبَ"، و"هندٌ جلستْ".

كون الفاعل ضميرًا مستترًا، قد يكون مرجعه مذكورًا من قبلُ، كقولك: "محمدٌ ذهبَ" أي: هو، و"هندٌ جلستْ" أي: هي، وربما لا يكون مرجعه مذكورًا من قبلُ، وإنما يُفهم فهمًا بعد الفعل، كقولك: "اجلس" أي: أنت، أو "نسعد بلقائك" يعني: نسعد نحن، وهكذا.

فهذا مما لا يفوت على من فهم ما سبق شرحه.

تنبيهٌ آخر يتعلق بالفاعل: هناك قاعدةٌ مُهمةٌ وجميلةٌ تلخِّص كثيرًا من أحكام الفاعل، تقول: "لكل فعلٍ فاعلٌ بعده، فإن ظهر وإلا فهو ضميرٌ مستترٌ".

يقول: لكل فعلٍ فاعلٌ، كل فعلٍ، سواءً كان ماضيًا أم كان مضارعًا أم كان أمرًا، إذا جاءك فعلٌ، لابد أن تبحث عن فاعله، لكل فعلٍ فاعلٌ بعده، لأننا عرفنا أن الفعل يجب أن يتقدم على الفاعل.

لكل فعلٍ فاعلٌ بعده، فإن ظهر هذا الفاعل، فإنه يكون هو الفاعل، كقولك: "اجتهد زيدٌ"، أو "اجتهدتُ"، أو "اجتهدوا".

وإن لم يظهر فهو ضميرٌ مستترٌ، فإن ظهر فهو الفاعل، وإن لم يظهر فاعلم أن الفاعل ضميرٌ مستترٌ، كقولك: "اذهب" يعني: أنت، أو "محمدٌ ذهب" أي: هو، ونحو ذلك، فهذه القاعدة تلخص لك كثيرًا من أحكام الفاعل.

ثم سنذكر ضابطيْن يضبطان كثيرًا من هذا الباب:

الضابط الأول: ضابط الفاعل بحسب فعله، نريد أن نضبط جميع الفاعلين بحسب نوع الفعل، نعرف أن الفعل ثلاثة أقسامٍ: أمرٌ، ومضارعٌ، وماضٍ، نبدأ بفعل الأمر:

الأمر بحسب القسمة اللغوية السداسية المشهورة: مفردٌ ومفردةٌ، ومثنى مذكرٌ ومثنى مؤنثٌ، وجمعٌ مذكرٌ وجمعٌ مؤنثٌ، يأتي على ست صورٍ، فللمفرد نقول:

"اذهب"، ففاعل الأمر مِن المُفرد لا يكون إلا شيئًا واحدًا، وهو ضميرٌ مستترٌ تقديره أنت، كل فعل أمرٍ للمفرد، لا يكون فاعله إلا ضميرٌ مستترٌ تقديره أنت، يعني: لا تبحث عن اسمٍ ظاهرٍ، ولا تبحث عن ضميرٍ بارزٍ؛ لأن فاعله لا يكون إلا مُستترًا تقديره أنت، "اذهب، اجلس، كُل، قُم، انتبه" الفاعل مستترٌ تقديره أنت.

وأما فعل الأمر للمفردة كـ "اذهبي" فلا يكون إلا ياء المخاطبة، يعني: لا يكون اسمًا ظاهرًا، ولا ضميرًا مستترًا، ولا بارزًا آخر، لا يكون إلا ياء المخاطبة، "اذهبي، اجلسي".

الفاعل في فعل الأمر للمثنى المذكر والمؤنث: لا يكون إلا ألف الاثنين، "يا محمدان اذهبا"، و"يا هندان اذهبا".

والفاعل في فعل الأمر للجمع المذكر لا يكون إلا واو الجماعة، كـ "اذهبوا".

والفاعل في فعل الأمر للجمع المؤنث لا يكون إلا نون النسوة، كـ "اذهبن".

معنى ذلك أن الفاعل بالنسبة لفعل الأمر منضبطٌ، لا يكون غير ذلك، فمهما جاءك فعل أمرٍ، فاعلم أن فاعليها لا يتجاوز ذلك.

انتهينا من ثلث باب الفاعل، ثلث باب الفاعل منضبطٌ. ننتقل إلى الفعل المضارع.

الفعل المضارع أيضًا نعرف من المعلومات السَّابقة أنه لابد أن يبدأ بحرفٍ من أحرف المضارعة، فالمتكلم له: الهمزة "أذهب" والمتكلمون لهم: النون "نذهب"، والمخاطب له: التاء "تذهب" والغائب له: الياء "يذهب"، هذه معلومةٌ معروفةٌ.

نستفيد منها فنقول: المضارع المبدوء بالهمزة كـ "أذهب" لا يكون فاعله إلا شيئًا واحدًا، لا يكون فاعله إلا ضميرًا مستترًا تقديره: "أنا".

أيُّ مضارعٍ مبدوءٌ بالهمزة، اعلم أن فاعله مستترٌ تقديره: "أنا"، يعني: لا تبحث عن شيءٍ آخر، "أذهبُ مُسرعًا" تقول: "أحبك" الكاف فاعلٌ أو مفعولٌ به؟ ما تحتمل، لأن الفاعل ما يمكن أن يكون الكاف، مادام أحب فعلٌ مضارعٌ ومبدوءٌ بالهمزة، إذن الفاعل أنا، فالكاف مفعولٌ به.

والمضارع المبدوء بالنون، "نذهب، ونجلس" لا يكون فاعله إلا مستترًا تقديره نحن، ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة: 5] يعني نحن ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] يعني نحن، ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ﴾ [يوسف: 80]، وفي قولك: لن نبرح الأرض، أي: لن نبرح نحن الأرض، ولو قلت: "نحبك"، الكاف مفعولٌ به، والفاعل مستترٌ تقديره نحن، وهكذا.

كم بقي من المضارع؟ بقي المضارع المبدوء بالتاء، والمضارع المبدوء بالياء، وكذلك بقي الفعل الماضي.

هذه الثلاثة المضارع المبدوء بالتاء، والمضارع المبدوء بالياء، والفعل الماضي، هذه الثلاثة، هي التي يحتمل فاعلها ويحتمل، يحتمل فاعلها ما ذكرناه من قبل، يحتمل أن يكون اسمًا ظاهرًا، ويحتمل أن يكون ضميرًا بارزًا، ويحتمل أن يكون ضميرًا مستترًا.

فيحتمل أن يكون الفاعل اسمًا ظاهرًا، كقولك مع الماضي: "ذهب محمدٌ"، ومع المضارع المبدوء بالياء: "يذهب محمدٌ"، والمضارع المبدوء بالتاء: "تذهب هندٌ"، ويحتمل أن يكون الفاعل ضميرًا بارزًا، فتقول: "الرجال ذهبوا"، الفاعل الواو، و"الرجال يذهبون"، المضارع الواو، و"أنتم تذهبون" المضارع الواو، ويحتمل أن يكون الفاعل ضميرًا مستترًا، فتقول: "محمدٌ ذهب"، أي: هو، و"هندٌ تذهب"، أي: هي، و"محمدٌ يذهب" أي: هو.

فهمنا وأدركنا من ذلك أن نصف باب الفاعل منضبطٌ، ونصف باب الفاعل هو الذي يحتاج إلى تأملٍ، ضبطنا نصف الباب الحمد لله، بركةٌ وخيرٌ كثيرٌ.

ننتقل إلى ضابطٍ آخر، هناك أيضًا ضابطٌ آخر، سيضبط لنا جزءًا كبيرًا من هذا الباب.

هذا الضابط يتعلق بضمائر تواني، من يعرف ضمائر تواني؟ هي ضمائر الرفع المتصلة، تواني، التاء تاء الفاعل "ذهبتُ"، والواو واو الجماعة "ذهبوا"، والألف ألف الاثنين "ذهبا"، والنون نون النسوة "يذهبن"، والياء ياء المخاطبة "اذهبي" أو "تذهبين".

ضمائر الرفع المتصلة، هذه الضمائر الخمسة يا إخوان: "تاء الفاعل، وألف الاثنين، وواو الجماعة، وياء المخاطبة، ونون النسوة" هذه ورودها كثيرٌ في الكلام أم قليلٌ؟

كثيرٌ، كثيرٌ أم كثيرٌ جدًّا؟ كثيرٌ جدًّا، لا تجد وجهًا في المصحف لا أقول يخلو من واحدٍ منها، بل يخلو من عددٍ منها، ورودها كثيرٌ في الكلام، وهو في الشعر والنثر وإلى اليوم، كلام الناس كثيرٌ جدًّا في هذه الضمائر، ومع ذلك، فإن هذه الضمائر ينحصر إعرابها في ثلاثة أعاريب فقط، هذه أليسوا يسمونها ضمائر الرفع المتصلة؟

ضمائر الرفع، يعني لا يتصور فيها إلا مواضع الرفع، ومواضع الرفع في الأسماء سبعةٌ: المبتدأ وخبره، والفاعل ونائبه، واسم كان وأخواتها، وخبر إن وأخواتها، والتابع للمرفوع، ومع ذلك هذه لا تأتي إلا في ثلاثةٍ منها فقط، أليست ضمائر متصلةٌ؟، يعني لابد أن تتصل بما قبلها، يعني إما أن تتصل باسمٍ أو فعلٍ أو حرفٍ، فيه خيارٌ رابعٌ؟ ما فيه، وهي لا تتصل إلا بفعلٍ، ضمائر الرفع لا تتصل إلا بفعلٍ.

ننظر إلى ما تتصل به، إن اتصلت بـ"كان وأخواتها"، مثل: "كنتُ، أو كانوا، أو كانا" فهي اسمٌ لكان وأخواتها في محل رفعٍ، "كونوا إخوة"، "كونا متحابين"، "كنتُ مسافرًا".

وإذا اتصلت بفعلٍ مبنيٍّ للمجهول، يعني على وزن "فُعِلَ" فهي نائب فاعلٍ في محل رفعٍ، مثل "ضُرِبْتُ" أو "ضُرِبُوا" أو "الرجلان ضُرِبَا"، وفي ما سوى ذلك ماذا تكون؟ تكون فاعلًا، وهذا أكثر إعرابها، يعني إذا اتصلت بفعلٍ تامٍّ، مثل "ذهبتْ"، و"جلستْ"، و"ذهبوا"، و"جلسوا"، و"ذهبا"، و"جلسا"، و"النسوة ذهبن"، و"اذهبي" هذا فاعلٌ، إذن فهذه الضمائر على كثرتها الكاثرة في الكلام، لا يخرج إعرابها عن ثلاثة أعاريب، أكثر ما تكون فاعلًا، إلا إذا اتصلت بـ"كان وأخواتها" فهي اسمٌ لها، أو بفعلٍ مبنيٍّ للمجهول فنائب فاعلٍ.

﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة: 1- 3] الواو هنا فاعلٌ ﴿بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ﴾ [البقرة: 3] فاعلٌ ﴿الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [البقرة: 3] فاعلٌ، وهكذا، فإعرابها سهلٌ جدًّا ومنضبطٌ، يعني هذا الضابط الآن من السهولة بمكانٍ بحيث تستطيع أن تتدرب عليه قليلًا ومع ذلك تضبط مئات المواضع بل آلاف المواضع في القرآن الكريم وكلام العرب، وتضبط إعرابها وتتقنه وتنتهي منه، وتتفرغ لغيره بعد ذلك، هذه الضوابط الإعرابية مهمةٌ يا إخوان، إذا أخذتَ ضابطًا، تفهَّمه وتمرَّن عليه؛ حتى تكون ماهرًا فيه، لكي تنتهي من همه، وتنتقل بعد ذلك إلى موضوعٍ آخر في النحو.

 هل هناك من سؤالٍ على ما سبق، وخاصةً على هذين الضابطين؛ لأننا الآن سنأخذ بعض الشواهد، ونستخرج الفاعل.

أنا أذكر الآية، وأنتم استخرجوا الفاعل، وقد يكون في الآية أكثر من فاعلٍ.

قال تعالى: ﴿وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ [الجاثية: 22].

{الفاعل: الله}.

قال: ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ﴾ [يوسف: 84].

{الفاعل: "عَيْنَاهُ"}.

مرفوعٌ وعلامة رفعه؟

{الألف}.

الألف؛ لأنه مثنى.

ما إعراب الهاء في "عَيْنَاهُ"؟

{ضمير}.

نوعه، أنا أسأل عن إعرابه، ما إعرابه؟

{ضمير متصل}.

نوعه ضميرٌ متصلٌ، أنا أسأل عن إعرابه.

{الهاء هنا مضافٌ إليه}.

مضافٌ إليه، وكنا قد ذكرنا القاعدة الضابط: كل ضميرٍ اتصل باسمٍ، فهما مضافٌ ومضافٌ إليه. ضابطٌ، أتقنوه، وتدربوا عليه، حتى تمهروا فيه، فأمثلته وشواهده كثيرةٌ جدًّا.

قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [المؤمنون: 1]، الفاعل؟

{"الْمُؤْمِنُونَ"}.

فاعلٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الواو.

﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: 6].

{"النَّاسُ"}.

فاعلٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة.

﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ﴾ [الممتحنة: 12] في الآية فاعلان، الفاعل الأول؟

{"الْمُؤْمِنَاتُ"}.

مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة. والفاعل الثاني؟

{نون النسوة في "يُبَايِعْنَكَ"}.

النون فاعلٌ، طيب والكاف في "يُبَايِعْنَكَ"؟

{مفعولٌ}.

مفعولٌ به، نعم.

"الْمُؤْمِنَاتُ" هذا مؤنثٌ، ومؤنثٌ حقيقيُّ التأنيث، ولماذا جاء الفعل مذكرًا ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ﴾ [الممتحنة: 12]؟

{لأن الفعل هنا وجد فاصلًا بين الفعل والفاعل}.

نعم، لوجود الفاصل بين الفعل والفاعل، وهو المفعول به.

قال تعالى: ﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ﴾ [المائدة: 95]، أين فاعل "يَحْكُمُ"؟

{"ذَوَا عَدْلٍ"}.

مرفوع وعلامة رفع؟

{الألف}.

الألف لأنه مثنى.

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ﴾ [الأنعام: 36]، ثلاثة فاعلين. أين فاعل "يَسْتَجِيبُ"؟

{"الَّذِينَ"}.

فاعلٌ مرفوعٌ أو في محل رفعٍ؟

{في محل رفعٍ؛ لأنه مبنيٌّ}.

أين فاعل "يَسْمَعُونَ"؟

{الواء}.

ما تقول "الواء" بل قل: "الواو"، إذا أردت أن تنطق بالواو وحدها، تسميه باسمه الذي في حروف الهجاء، تقول: "الواو".

وأين فاعل "يَبْعَثُهُمُ"، ﴿وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ﴾ [الأنعام: 36]؟

{"يَبْعَثُهُمُ"، "هم" ضميرٌ}.

"هم" مفعولٌ به؛ لأنهم مبعوثون، أين الباعث الفاعل؟

{"اللَّهُ" هو الباعث}.

الله فاعلٌ.

قال تعالى: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾ [طه: 43]، أين فاعل "اذْهَبَا"؟

{الألف}.

ألف الاثنين. أين فاعل "طَغَى" ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾ [طه: 24]؟

الفاعل مستترٌ تقديره هو، يعود إلى فرعون.

بهذا نكون قد انتهينا من شرح باب الفاعل، في الدرس القادم -إن شاء الله- نبدأ الكلام على شرح باب نائب الفاعل، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

المزيد إظهار أقل
تبليــــغ

اكتب المشكلة التي تواجهك