بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وحياكم الله وبياكم، في هذه الليلة، الليلة المكتملة البدر، ليلة الأربعاء، الخامس عشر من شهر ربيع الأول، من سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائةٍ وألفٍ، من هجرة حبيبنا المصطفى -عليه الصلاة والسلام.
نحن في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة؛ لنعقد من مدينة الرياض -حرسها الله- درسًا من دروس شرح "ملحة الإعراب" للحريري البصري، وهذا الدرس هو الدرس العاشر.
قبل ابتداء الدرس، أحب أن أنبه جميع الإخوة المشاهدين والمشاهدات، أننا عقدنا في الأسبوع الماضي غرفة محادثةٍ سعدت فيها بتلقي أسئلتكم مُباشرةً، والإجابة على ما عرفتُ منها، وهذا الأسبوع أيضًا -إن شاء الله- سنعقد غرفة محادثةٍ، لنتلقى الأسئلة مباشرةً من المشاهدين والمشاهدات، وأجيب على ما أعرف منها، وسيكون ذلك -إن شاء الله- بعد الدرس مباشرةً، ويمتد مدة ساعةٍ كاملةٍ، فأسعد بلقائكم، والإجابة على ما أعرف من أسئلتكم.
أما درسنا في الأسبوع الماضي، فكان عن الاسم المنقوص، وانتهينا منه والحمد لله، وعن الاسم المقصور، وأخذنا أكثره، وبقيت فيه بقيةٌ نكملها في أول هذا الدرس -إن شاء الله تعالى.
قال الحريري -رحمه الله تعالى- في كلامه على إعراب الاسم المقصور، قال:
وليس للإعراب في ما قد قصر
|
|
من الأسامي أثرٌ إذا ذكر
|
مثاله يحيى، وموسى، والعصى
|
|
أو كحيى أو كرحى أو كحصى
|
فهذه آخرها لا يختلف
|
|
على تصاريف الكلام المؤتلف
|
شرحنا المراد بالاسم المقصور، وهو الاسم المختوم بألفٍ، وتكلمنا على علامات إعرابه، فهو يُرفع بضمةٍ مُقدرةٍ، ويُنصب بفتحةٍ مُقدرةٍ، ويجر بكسرةٍ مقدرةٍ، وعرفنا سبب التقدير.
لماذا كانت علامات الإعراب مقدرةً على الاسم المقصور؟
لأنه مختومٌ بألفٍ، والألف في العربية ملازمةٌ للسكون، فالألف ملازمةٌ للسكون، ثم إن علامة الإعراب الضمة في الرفع، أو الفتحة في النصب، أو الكسرة في الجر، فإن علامة الإعراب ستقع أيضًا على آخر الاسم المقصور، يعني: على الألف، فالألف حينئذٍ سيجتمع عليه شيئان، علامة الإعراب الضمة أو الفتحة أو الكسرة، والسكون الملازم، فالذي يحدث أن السكون الملازم سيمنع علامة الإعراب من الظهور؛ لأن الألف ملازمةٌ للسكون، فحينئذٍ نقول: إنه مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة، أو منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة، أو مجرورٌ وعلامة جره الكسرة المقدرة.
ما الذي منعها من الظهور؟ ما الذي منع من ظهورها؟
يقولون: التعذر، الألف دائمًا يقولون في المانع معه من الظهور: التعذر، ما معنى التعذر؟ ما معنى قولك: هذا شيءٌ متعذرٌ؟ تعذر عليَّ هذا الأمر؟ يعني: مستحيلٌ، المتعذر يعني المستحيل، ما المستحيل في الألف؟ تحركها، بأي حركةٍ، ضمةٌ أو فتحةٌ أو كسرةٌ، إذن فالذي يمنع ظهور الحركات، علامات الإعراب من الظهور على آخر المقصور التعذر، أي تعذر تحرك الألف، استحالة تحرك الألف، بالضمة في الرفع، أو الفتحة في النصب، أو الكسرة في الجر.
من الأمثلة: المصنف ذكر عدة أمثلةٍ، والأمثلة على المقصور كثيرةٌ، كقوله:
" مصطفى، ومستشفى، ومسعى، وملهى، وعصا، ورحى، وفتى، إلى آخره ".
بقي أن ننبه على أمرين: الأمر الأول: نحن نقول: إن الألف ونريد الألف المدية، لا الهمزة؛ لأن الهمزة حرفٌ آخر صحيحٌ، نريد الألف المدية، نقول: الألف المدية لا تقبل شيئًا من الحركات، لا يمكن أن تتحرك، هي ملازمةٌ للسكون، أليس السكون حركةً؟ السكون حركةٌ أو ليس بحركةٍ؟ ليس بحركةٍ، إذن ماذا يكون؟ السكون خلو الحرف من الحركات، الحرف إما متحركٌ، وإما ساكنٌ، متحركٌ يعني عليه حركةٌ، والحركات ثلاثٌ: ضمةٌ، وفتحةٌ، وكسرةٌ، فإذا خلا الحرف من الحركات، إذا لم يكن الحرف متحركًا، إذا خلا الحرف من الحركات، فإنه يكون ساكنًا، إذن السكون ليس حركةً، السكون خلو الحرف من الحركات.
سؤالٌ آخر، أو إشكالٌ قد يُسأل عنه: الاسم المقصور، مثل: "الفتى، العصى، الرحى، المستشفى، الملهى، المسعى"، قد يأتي منونًا، تقول: هذا مسعىً طويلٌ، وهذا مستشفىً كبيرٌ، ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 1، 2] "هدًى" ما هذا التنوين الذي قد يأتي على الاسم المقصور؟
الجواب: هو التنوين المعتاد، الذي يأتي في بقية الأسماء، ك "محمدٌ"، و"بابٌ"، ونحو ذلك، كيف ذلك؟
الجواب: واضحٌ وسهلٌ لمن تأمل، لو أخذنا مثلًا كلمة "هدى" هذا اسمٌ مقصورٌ؛ لأنه مختومٌ بألفٍ، الألف في هدى ما أصلها؟ الألف في الاسم المتصرف أصلها إما واو، وإما ياء، انظر إلى بقية التصرفات كالفعل المضارع، ويتبين لك ذلك، لو قلنا: هدى، المضارع يهدي، إذن الألف في هدى أصلها الياء؛ لأنها رجعت في يهدي، هدى أصلها هديٌ، الياء ماذا عليها؟ عليها شيئان، عليها الضمة علامة الإعراب هُدَيُ، وعليها التنوين، والتنوين -كما نعرف- نونٌ ساكنةٌ تلحق آخر الاسم، التنوين لا علاقة له بالإعراب، نونٌ ساكنةٌ تلحق آخر الاسم، طيب هُدَيٌ الياء في هُدَيٌ انقلبت إلى ألفٍ، وهذه مسألةٌ صرفيةٌ، انقلبت إلى ألفٍ، فصارت الكلمة هدى، طيب الألف ملازمةٌ للسكون، هذا السكون سيمنع الضمة، علامة الإعراب من الظهور، إذن الضمة مُنعت من الظهور، والتنوين يبقى، لا إشكال في بقائه، والتنوين نونٌ ساكنةٌ تلحق آخر حركةٍ في الاسم، ما آخر حركةٍ في هدى؟ أريد آخر حركةٍ في كلمة هدى، هي فتحة الدال، آخر حركة في كلمة هدى، فتحة الدال، فتحة الدال ضع بعدها تنوينًا، ماذا ستقول؟ هُدَىً إذا وصلت تأتي بالتنوين، هدىً للمتقين، وإذا وقفت سيذهب التنوين وتبقى الألف، هدًى، إذن فهو نفسه التنوين بقي بعد حذف علامة الإعراب.
إلا أن الاسم المقصور قد يكون ممنوعًا من الصرف، إذا كانت الألف فيه زائدةً، الألف إذا كانت زائدةً، فإن الاسم سيكون ممنوعًا من الصرف، كما لو قلت مثلًا كلمة: "ليلى"، أو كلمة "سلمى"، سلمى هذه من سَلِمَ، ما فيه ألف في الأخير، ليلى من ليل، ما فيه ألف في الأخير، فإذا قلت: سلمى أو ليلى، فالألف زائدةٌ أم أصلٌ في الكلمة؟ زائدةٌ، الألف الزائدة تمنع الصرف، فلهذا ما تنون، تقول: جاءت ليلى مسرعةً، بلا تنوينٍ.
فلهذا كيف ننطق البيت الثاني من أبيات الحريري؟ نقول:
مثاله يحيى، وموسى، والعصى
|
|
أو كحيىً أو كرحىً أو كحصى
|
يحيى لم ننون؛ لأنه أعجميٌّ، ما ينون، وموسى لم ينون؛ لأنه أعجميٌّ لا ينون، العصى عربيٌّ ومصروفٌ ما فيه مانعٌ من الصرف، لكن لم ينون، لماذا؟ لوجود "ال" لو حذفنا "ال" كنا نقول ماذا؟ عصىً، كنا ننون، عصىً، لكن "ال" تمنع التنوين.
أو كحيىً، هنا اسمٌ مقصورٌ، لكن نُوِّن؛ لأنه مصروفٌ، أو كرحىً، كذلك، ورحى تُكتب بألفٍ نائمةٍ، ليست بألفٍ واقفةٍ كما هنا، لأنه يثنى على رحيان، أصل الألف ياء، فالألف التي أصلها ياء تُكتب نائمةً، والألف التي أصلها واو تُكتب واقفةً.
أو كحصى، حصى هذا مصروفٌ أو ممنوعٌ من الصرف؟ هذا مصروفٌ، حصىً، لماذا لم ينون في البيت؟ لأنه في قافية البيت، آخر كلمةٍ في البيت لا تنون، حتى لو كانت منونةً.
الحياء هو المطر والخصب، والرحى حجرٌ يُطحن به، وباقي البيت واضحٌ.
هذا ما يتعلق بإعراب الاسم المقصور، لننتقل بعده -إن شاء الله- إلى بابٍ جديدٍ من أبواب علامات الإعراب التي ليست أصليةً ظاهرةً، وذلك أن الحريري -رحمه الله تعالى- ذكر في البداية علامات الإعراب الأصلية الظاهرة، الضمة الظاهرة في الرفع، والفتحة الظاهرة في النصف، والكسرة الظاهرة في الجر، والسكون في الجزم.
ثم إنه -رحمه الله- بدأ يذكر الأبواب التي فيها علامات إعرابٍ مقدرةٌ، ليست ظاهرةً، أو علامات إعرابٍ فرعيةٌ، لا أصليةٌ، كما شرحنا ذلك في أول الكلام على علامات الإعراب، ذكر الأسماء الستة، شرحناها، ثم ذكر المقصور والمنقوص، والآن سيذكر بقية هذه الأبواب التي فيها علامات إعرابٍ فرعيةٌ، أو علامات إعرابٍ مقدرةٌ، فسيتكلم الآن على المثنى. تفضل اقرأ.
{وإعراب المثنى
ورفع ما ثنيته بالألف كقولك
|
|
كقولك الزيدان كانا مألفي
|
ونصبه وجره بالياء
|
|
بغير إشكالٍ ولا مراء
|
تقول زيدٌ لابسٌ برديْن
|
|
وخالدٌ منطلق اليدين
|
وتلحق النون بما ثني
|
|
من المفاريد لجبر الوهن
|
باب التثنية هذا هو الباب الرابع الذي ذكره الحريري -رحمه الله تعالى- مما علاماته الإعرابية ليست أصليةً ظاهرةً.
يجب أن نعلم ابتداءً أنَّ التثنية والجمع "مثنى، جمع"، هذه مصطلحاتٌ خاصةٌ بالأسماء، يعني أن الأفعال والحروف لا توصف بالتثنية ولا بالجمع، لا توصف بأنها مثناةٌ ولا مجموعةٌ، فإذا قلت مثلًا: محمدان، محمدون، مسلمون، مسلمان، مجتهدان، مجتهدون، هذه أسماءٌ، نقول: مثنى وجمعٌ، لكن لو قلنا مثلًا: "يجتهدان، تجتهدان، يجتهدون، تجتهدون"، هذه أفعالٌ، ما نقول عنها إنها مثنى ولا جمع، وإنما هي أفعالٌ مضارعةٌ، وهي من الأفعال الخمسة، وسيأتي ذكر لها -إن شاء الله- في ما بعد.
إذن فالتثنية والجمع من الأوصاف الخاصة بالأسماء.
ثم إنَّ الحريري -رحمه الله- ذكر علامات إعراب المثنى، وبيَّن أن المثنى في الرفع علامة إعرابه الألف، وفي الجر والنصب علامة إعرابه الياء، يعني متى ما رأيت مثنى وفيه ألفٌ، تعرف مباشرةً أن حكمه الإعرابي الرفع، "محمدان، مسلمان"، وهكذا.
قال رجلان، "رجلان" حكمه الرفع؛ لوجود الألف.
أما إذا رأيت في المثنى ياءً، "المحمدين، المسلمين، الهندين، المجتهدتين"، تعرف مباشرةً أن حكمه ليس الرفع، وإنما النصب إذا كان من المنصوبات، أو الجر إن كان من المجرورات.
نقول في النصب: "أكرمت المحمدين"، "أكرمت" فعلٌ وفاعلٌ، و"المحمدين" مفعولٌ به، منصوبٌ وعلامة نصبه الياء.
وأكرمتُ المجتهدتين، "المجتهدتين" مفعولٌ به منصوبٌ وعلامة نصبه الياء.
وسلمتُ على المحمدين، "على" حر جرٍّ، و"المحمدين" اسمٌ مجرورٌ، وعلامة جره الياء.
ومررتُ بالمجتهدتين، "الباء" حرف جرٍّ، والمجتهدتين اسمٌ مجرورٌ وعلامة جره الياء.
إذن فعلامة الرفع في المثنى الألف، وعلامة الجر والنصب الياء، وهذا الذي بينه الحريري بقوله:
ورفع ما ثنيته بالألف كقولك
|
|
كقولك الزيدان كانا مألفي
|
ونصبه وجره بالياء
|
|
بغير إشكالٍ ولا مراء
|
تقول زيدٌ لابسٌ بردين
|
|
وخالدٌ منطلق اليدين
|
نقول: انطلق القطاران مسرعين، لماذا "القطاران" بالألف؟ لأنه فاعلٌ مرفوعٌ، "مسرعين"، لماذا بالياء؟ لأنه حالٌ منصوبٌ.
تقاطع الخطان الأحمران، "تقاطع" فعلٌ ماضٍ، "الخطان" لماذا بالألف؟ لأنه فاعلٌ، "الأحمران" لماذا بالألف؟ لأنه نعتٌ لفاعلٍ مرفوعٍ، فهو مرفوعٌ أيضًا.
تقول: اشتريت قلمين جديدين، "اشتريت" فعلٌ وتاء المتكلم فاعلٌ، "قلمين" لماذا بالياء؟ لأنه مفعولٌ به منصوبٌ، و"جديدين" لماذا بالياء؟ لأنه نعتٌ لمفعولٍ به منصوبٍ، فهو منصوبٌ مثله.
تقول: ركبتُ على سيارتين قديمتين، "على" حرف جرٍّ، "سيارتين" لماذا بالياء؟ لأنه مجرورٌ، وعلامة جره الياء، "قديمتين" لماذا بالياء؟ لأنه نعتٌ لمجرورٍ، فهو مجرورٌ مثله.
أما الحريري -رحمه الله- فقد مثَّل بثلاثة أمثلةٍ: الأول للرفع، وهو قوله: الزيدان كانا مألفي، "الزيدان" بالألف لماذا؟ لأنه مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامة رفع الألف، وعلامة النصب مثَّل له بقوله: زيد لابسٌ بردين، "بردين" هنا مفعولٌ به؛ لأنه الملبوس، منصوبٌ وعلامة نصبه الياء، ومثَّل للجر بقوله: خالدٌ منطق اليدين، "اليدين" ما إعرابه؟ مضافٌ إليه مجرورٌ، وعلامة جره الياء.
ثم قال الحريري -رحمه الله:
وتلحق النون بما ثني
|
|
من المفاريد لجبر الوهن
|
نحن يا إخوان الآن، إذا قلنا: زيدٌ، هذا مفردٌ، نقول: من المفاريد يعني المفردات، مثل زيد، إذا قلنا: زيدٌ، زيد ينتهي بالدال، ماذا وضعنا على آخر زيد؟ زيدٌ، وضعنا شيئيْن، علامة الإعراب وهي الضمة، وهي المرموز لها في الإملاء بواوٍ صغيرةٍ، زيدُ، والشيء الثاني الذي وضعناه على آخر زيد: التنوين، والتنوين نونٌ ساكنةٌ لا علاقة له بالإعراب، يلحق آخر حركةٍ في الاسم، والتنوين هو المرموز له إملائيًا بواوٍ أخرى صغيرةٍ، إذن زيدٌ عليها ضمتان، الضمة الأولى رمزٌ لعلامة الإعراب الضمة، والضمة الثانية رمزٌ للتنوين، واللغة العربية كما يقولون: لغةٌ حكيمةٌ وعادلةٌ، حكيمةٌ أي محكمة البناء، عادلةٌ أي تعدل بين ألفاظها في الأحكام، فإذا أردت أن تثني "زيد"، ماذا ستقول؟ قالت العرب: "زيدان"، أو "زيدين"، "زيدان"، ما علامة الرفع في "زيدان"؟ الألف، يعني أن الألف في "زيدان" ماذا تقابل في "زيد"؟ تقابل علامة الإعراب الضمة، طيب المفرد فيه بعد الضمة تنوينٌ، لو وضعنا في المثنى ألفًا فقط، لكانت الألف مقابلًا الضمة، وصار المفرد زائدًا على المثنى بالتنوين، فأرادت العرب أن تضع في المثنى شيئًا يقابل التنوين، لكي تعدل بين الكلمات، فوضعوا في المثنى النون، إذن فالنون التي في المثنى ما هي؟ هي لمقابلة التنوين، نون المثنى مقابلةٌ للتنوين الذي في المفرد، هل هو التنوين الذي في المفرد؟ لا، هو نونٌ ثابتةٌ في الكلمة، وإنما زيدت لتكون مقابلةً للتنوين الذي في المفرد، ولهذا سيأتي في باب جمع المذكر السالم أن هذه النون في المثنى قد تعامَل معاملة التنوين، فلهذا تحذف في الإضافة، كما يُحذف التنوين.
فهذا قول الحريري: وتلحق النون بما ثني من المفاريد، لماذا ألحقت العرب النون بالمثنى؟ قال: لجبر الوهن، لكي لا يكون المثنى أنقص وأوهن من المفرد، بل يكون معادلًا له في هذه الزيادات. هذا ما يتعلق بالمثنى.
لو قلنا يا إخوان، لو قلنا يا أخوات، لو قلنا: "الخطان متقاطعان"، لماذا وضعنا ألفًا في الكلمتين؟ لأن "الخطان" مبتدأٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الألف، وأما النون هذه فنون تثنيةٍ لا علاقة لها بالإعراب، وهي دائمًا مكسورةٌ، "متقاطعان" لماذا ألف، لأنه خبرٌ مرفوعٌ، والخبر المرفوع يوضع فيه ألف، "الخطان متقاطعان"، ندخل كان على هذا المثال، وكان كما نعرف، وكما سنعرف ترفع المبتدأ، وتنصب الخبر، إذن نرفع المبتدأ بالألف، وننصب الخبر بالياء، فنقول: كان الخطان أو الخطين؟ الخطان، متقاطعان أو متقاطعين؟ متقاطعين، "كان الخطان متقاطعين".
نُدخل إنَّ، وإن كما تعرف، وكما ستعرفون، عكس كان، تنصب المبتدأ وترفع الخبر، نقول: "إن الخطين متقاطعان".
ثم نأتي إلى ظننتُ، ظننتُ تنصب المبتدأ وتنصب الخبر، تنصبهما، تقول: "ظننت الخطين متقاطعين".
نعطي كل كلمةٍ حقها من علامات الإعراب، انتهينا من المثنى، ننتقل إلى جمع المذكر السالم.
{إعراب جمع المذكر السالم:
وكل جمع صحَّ فيه واحده
|
|
ثم أتى بعد التناهي زائده
|
فرفعه بالواو والنون تبع
|
|
نحو شجاني الخاطبون في الجمع
|
ونصبه وجره بالياء
|
|
عند جميع العرب العرباء
|
تقول: حيِّ النازلين في مِنى
|
|
وسل عن الزيدين هل كانوا هنا
|
ونونه مفتوحةٌ إذ تُذكرُ
|
|
والنون في كل مثنىً تُكسرُ
|
وتسقط النونان في الإضافة
|
|
نحو: رأيت ساكنِ الرصافة
|
وقد لقيتُ صاحبي أخينا
|
|
فاعلمه في حذفهما يقينًا}.
|
نعم، جمع المذكر السالم، هذا هو الباب الخامس من الأبواب التي ليس علامتها أصليةٌ ظاهرةٌ، بل علاماتها، علامات إعراب فرعيةٌ، جمع المذكر السالم.
الجمع في اللغة العربية إما أن يسلم مفرده، إما أن تسلم حروف المفرد، يعني ما تتغير، تبقى كما هي، لكن نضيف عليها حروفًا أخرى، فنسمى الجمع حينئذٍ جمع سلامةٍ، أو نسميه الجمع السالم، لأن حروف المفرد سالمةٌ، أو يسمونه جمع صحةٍ، أو الجمع الصحيح، لأن حروف المفرد صحيحةٌ.
والجمع السالم أو الصحيح، إما أن يكون بمذكرٍ، فيسمى جمع المذكر السالم، ك "المحمدون"، و"المسلمون"، أو يكون للمؤنث، فنسميه جمع المؤنث السالم، ك "الهندات والمسلمات".
وإما أن تتغير حروف مفرده، الجمع نجد أن المفرد حروفه تغيرت، زدنا حروفًا، غيرنا الحركات وهكذا، فالجمع الذي تتغير حروف مفرده، نسميه جمع التكسير، كأن المفرد كسَّرناه، ثم بعد ذلك بنيناه من جديدٍ بصورةٍ أخرى، مثل "رجل رجال"، "طفل أطفال"، "قلب قلوب"، "مسجد مساجد"، وهكذا.
إذن فالجمع إما سالمٌ، وإما تكسيرٌ، والجمع السالم نوعان: جمع مذكرٍ سالم، وجمع مؤنثٍ سالم، والكلام الآن على جمع المذكر السالم.
جمع المذكر السالم واضح، فلهذا لم يعرِّفه الحريري، وهو كل ما دل على أكثر من اثنين بزيادة "واو و نون"، كـ "المحمدون" أو "المسلمون"، أو بزيادة "ياء و نون"، كـ "المحمدين والمسلمين"، فـ "الواو" في "الرفع" المحمدون، و "الياء" في "النصب و الجر" المحمدين، كما سيأتي في علامات الإعراب.
ثم إنَّ الحريري -رحمه الله تعالى- بيَّن لنا علامات الإعراب في جمع المذكر السالم.
العرب تضع في جمع المذكر السالم علامات إعرابٍ خاصةٍ بها، ففي الرفع يضعون فيه الواو، وفي الجر والنصب يضعون فيه الياء، علامة الرفع في جمع المذكر السالم الواو، المسلمون، "المؤمنون، المهندسون، المخلصون، المحمدون"، وأما في الجر والياء، فعلامة النصب وعلامة الجر الياء، "المحمدين، المسلمين، المهندسين، المتساعدين، المخلصين"، وهكذا.
في الرفع نقول: "انتصر المسلمون"، لماذا بالواو؟ لأنه فاعلٌ مرفوعٌ، "نصر الله المسلمين"، لماذا بالياء "المسلمين"؟ لأنه هنا مفعولٌ به منصوبٌ.
لو قلت مثلًا: "أقبل المهندسون"، "المهندسون" بالواو لأنه فاعلٌ.
"أكرمت المهندسين"، "المهندسين"بالياء؛ لأنه مفعولٌ به.
"سلمت على المهندسين"، "المهندسين" بالياء؛ لأنه اسمٌ مجرورٌ بحرف الجر.
قال تعالى: ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 28] "المؤمنون" بالواو لماذا؟ لأنه فاعلٌ مرفوعٌ، "الكافرينَ" بالياء لأنه مفعولٌ به.
وقد بيَّن الحريري علامات إعراب جمع المذكر السالم فقال:
وكل جمع صحَّ فيه واحده
|
|
ثم أتى بعد التناهي زائده
|
فرفعه بالواو والنون تبع
|
|
نحو شجاني الخاطبون في الجُمع
|
ونصبه وجره بالياء
|
|
عند جميع العرب العرباء
|
تقول: حيِّ النازلين في مِنى
|
|
وسل عن الزيدين هل كانوا هنا
|
والحريري -رحمه الله- مثَّل للرفع بقول: "شجاني الخاطبون"، ما إعراب "الخاطبون"؟
فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الواو.
مثَّل للنصب بقوله: "حيِّ النازلين"، "حيِّ"، فعل أمرٍ، والفاعل "أنت" مقدرٌ، و"النازلين" مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء، ومثَّل للجر بقوله: "سل عن الزيدين"، "عن" حرف جرٍّ، و"الزيدين" اسمٌ مجرورٌ، وعلامة جره الياء.
وقول الحريري: فرفعه بالواو والنون تبع، يريد أنك إذا قلت: "المحمدون المسلمون"، فعلامة الرفع هي الواو فقط، طيب والنون في "المسلمون، والمجتهدون، والمحمدون"، يقول: لا، النون لا علاقة لها بالإعراب، هذه تبعٌ لصيغة جمع المذكر السالم، وهي أيضًا مقابلٌ للتنوين في المفرد كما قلنا قبل قليلٍ في "زيد"، والمثنى "زيدان"، والجمع "زيدون"، فالواو مقابل الضمة، والنون مقابل التنوين.
ثم إن الحريري -رحمه الله تعالى- بعد ذلك، تكلم على نوني التثنية وجمع المذكر السالم، خصهما بحديثٍ، فقال: "ونونه" يعني: نون جمع المذكر السالم.
ونونه مفتوحةٌ إذ تُذكرُ
|
|
والنون في كل مثنىً تُكسرُ
|
يعني: أن النون في جمع المذكر السالم دائمًا مفتوحةٌ، "المحمدونَ، المسلمونَ، المحمدينَ، المسلمينَ"، نون جمع المذكر السالم ما بالها؟ مفتوحةٌ.
ما قبل علامة الإعراب، الواو أو الياء ماذا يكون؟ "المحمدُونَ" قبل الواو مضمومٌ، وقبل الياء "المحمدِينَ"، قبل الياء مكسورٌ، جمع المذكر السالم الواو قبلها ضمةٌ تناسبه، والياء قبلها كسرةٌ تناسبه، وأما النون فدائمًا مفتوحةٌ.
وأما "نون" المثنى فقال: "نون" المثنى دائمًا مكسورةٌ، في الرفع "المحمدانِ، المسلمانِ"، وفي النصب "المحمدينِ، والمسلمينِ"، فالنون دائمًا مكسورةٌ، وما قبل علامة الإعراب، قبل الألف والياء في المثنى، "المحمَّدانِ" مفتوحةٌ، "المحمَّدينِ" مفتوحةٌ.
إذن المثنى "نونه" دائمًا مكسورةٌ، وما قبل علامة الإعراب دائمًا مفتوحةٌ، وأما جمع المذكر السالم نونه مفتوحةٌ، وما قبل حرف الإعراب، قبل الواو مضمومٌ، وقبل الياء مكسورٌ، وكل هذا للتفريق الواضح بين المثنى، وجمع المذكر السالم لكي لا يحدث لبسٌ، فرَّفوا بأمرين بين "المحمدون والمحمدان"، فرَّقوا بحركة النون، وبما قبل حرف الإعراب، فالمثنى نونه مكسورةٌ، وما قبل الألف مفتوحةٌ، و"المحمدون" في جمع المذكر السالم تجد أن نون جمع المذكر السالم مفتوحةٌ دائمًا، وما قبل الواو مضمومةٌ، إذن فرَّقوا بين الجمع والمثنى بالطريقتين، بما قبل حرف الإعراب، وبما بعد حرف الإعراب.
السؤال الثامن:
ثم قال الحريري:
وتسقط النونان في الإضافة
|
|
نحو: رأيت ساكنِ الرصافة
|
وقد لقيت صاحبي أخينا
|
|
فاعلمه في حذفهما يقينًا
|
نعم هذا ما ذكرناه قبل قليلٍ في نوني "التثنية، و جمع المذكر السالم"، فقد عرفنا أن النون في المثنى و جمع المذكر السالم في مقابلة التنوين، فلهذا تأخذ حكم التنوين في مواضع كثيرةٍ، منها:
حذفهما عند الإضافة، تحذف نون المثنى و جمع المذكر السالم في الإضافة، كما تحذف التنوين عن الإضافة.
لو قلت مثلًا: "معلمٌ" بالتنوين، أضف إلى زيد، تقول: "معلمُ زيدٍ"، تحذف التنوين من المفرد.
"معلمان"، مثنى، أضف معلمان إلى زيد، سنقول: "معلما زيدٍ"، سنحذف النون كما حذفنا التنوين.
"معلمون"، أضف معلمون إلى زيد، "معلمو زيدٍ"، سنحذف النون في الجمع، كما حذفنا التنوين في المفرد، فهذا معنى بيتي الحريري.
مثَّل بقوله: "رأيت ساكني الرصافة"، هذا جمع المذكر السالم، حُذفت نونه؛ لأنه أضيف إلى الرصافة.
و"صاحبي أخينا"، "صاحبين" مثنى، حُذفت نونه؛ لأنه أضيف إلى أخينا، "صاحبي أخينا"، فهذا ما يتعلق بجمع المذكر السالم.
لننتقل بعد ذلك إلى الباب التالي، وهو جمع المؤنث السالم، فنسمع ما قاله الحريري بقراءة الأخ الكريم فليتفضل.
{إعراب جمع المؤنث السالم:
وكل جمعٍ فيه تاءٌ زائدة
|
|
فارفعه بالضم كرفعِ حامدة
|
ونصبه وجره بالكسرِ
|
|
نحو كفيت المسلماتِ شر}.
|
هذا هو الباب السادس مما ليست علاماته أصليةً ظاهرةً، لأن بعض علاماته علاماتٌ فرعيةٌ، وبعض علاماته أصليةٌ كما سيأتي.
جمع المؤنث السالم: كل جمعٍ دل على أكثر من اثنتين بزيادة ألفٍ وتاءٍ، ك "هندات، ومسلمات، وحامدات، وسيارات، وفاطمات"، وهكذا.
وقد أشار الحريري إلى شيءٍ من تعريف جمع المؤنث السالم بقوله: (وكل جمعٍ فيه تاءٌ زائدةٌ)، إذن التاء في جمع المؤنث السالم لابد أن تكون زائدةً، فإذا لم تكن زائدةً، بل كانت أصليةً، فإن هذه الكلمة لا تكون جمع مؤنثٍ سالمًا، مثل كلمة:
"وقت"، التاء موجودةٌ في المفرد، "وقت"، اجمعه، "أوقات"، أوقات هذا الجمع مختومٌ بألفٍ وتاءٍ، لكن التاء في "أوقات" هذه زائدةٌ أم موجودةٌ في المفرد؟
موجودةٌ في المفرد، إذن هذه أصليةٌ، إذن "أوقاتٌ" ليس جمع مؤنث سالمًا، هذا جمع تكسيرٍ، "وقت وأوقات"، وكذلك "بيت وأبيات"، التاء في أبياتٍ موجودةٌ في المفرد بيت، هذا جمع تكسيرٍ، إذن التاء في جمع المؤنث السالم زائدةٌ، وكذلك الألف لابد أن تكون زائدةً.
بيَّن الحريري -رحمه الله تعالى- علامات الإعراب في جمع المؤنث السالم، في الرفع العلامة الضمة، تقول: "جاءت المعلماتُ"، وفي النصب والجر علامة الإعراب الكسرة، كقولك: "أكرمت المعلماتِ"، وفي الجر كذلك، علامة الإعراب الكسرة، نقول: "سلمتُ على المعلماتِ".
إذن فتقول العرب: "جاءتِ المعلماتُ، أكرمتُ المعلماتِ، سلمتُ على المعلماتِ"، أين علامة الإعراب في جمع المؤنث السالم؟ علامة الإعراب هي التي تتغير بتغير الإعراب لكي تُعلمنا بالحكم الإعرابي، هل يصح أن نقول: إن الألف هي علامة الإعراب؟ لا يصح؛ لأنها ثابتةٌ بشكلٍ ولفظٍ واحدٍ في الرفع والنصب والجر.
هل يصح أن نقول إن التاء هي علامة الإعراب؟ لا يصح، لأنه كذلك ثابتةٌ في الرفع والنصب والجر، لا، نريد الذي يتغير من الرفع إلى النصب إلى الجر، ليعلمنا بالحكم الإعرابي.
نعم، في الرفع الضمة، "جاءت المعلماتُ"، وفي النصب الكسرة، "أكرمت المعلماتِ"، وفي الجر الكسرة، "سلمت على المعلماتِ"، فنقول: علامة الرفع الضمة، وعلامة النصب الكسرة، وعلامة الجر الكسرة.
علامة الرفع الضمة، أصليةٌ أم فرعيةٌ؟ كون الضمة علامةً للرفع أصليةٌ أم فرعيةٌ؟ أصليةٌ، وعلامة الجر الكسرة، كون الكسرة علامةً للجر أصليةٌ أم فرعيةٌ؟ أصليةٌ، وفي النصب؟ علامة النصب في جمع المؤنث السالم كسرةٌ، كون الكسرة علامةً للنصب أصليةٌ أم فرعيةٌ؟ فرعيةٌ، إذن جمع المؤنث السالم كم فيه من علامةٍ فرعيةٍ، واحدةٌ، وهي علامة النصب، أما علامة الرفع والجر فعلامتان أصليتان.
بيَّن الحريري علامة الإعراب في قوله:
وكل جمعٍ فيه تاءٌ زائدة
|
|
فارفعه بالضم كرفعِ حامدة
|
فارفعه بالضم، يعني: بالضمة، كرفعِ حامدة.
ونصبه وجره بالكسرِ
|
|
نحو كفيت المسلماتِ شر
|
ونصبه وجره بالكسرِ، يعني: بالكسرة، نحو كفيت المسلماتِ شري.
ماذا يريد الحريري -رحمه الله- بقوله: (فارفعه بالضم، كرفعِ حامدة)؟ يريد أن علامة الرفع الضمة في جمع المؤنث السالم وهي علامةٌ أصليةٌ، كالعلامة التي في المفرد، مثل: حامدة، لو قلت "حامدة"، تقول: "جاءت حامدةُ"، مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة، كذلك في الجمع، "حامداتُ"، "جاءت حامداتُ"، علامة الرفع الضمة.
الحريري مثَّل لجمع المؤنث السالم بمثالٍ واحدٍ، وهو مثال النصب، فقال: "كفيت المسلمات شري"، كفيتُ "كفى" فعلٌ ماضٍ، والتاء فاعلٌ، كفيتُ، و"المسلمات" مفعولٌ به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة.
لماذا لم يمثِّل للرفع والجر؟ لأن علامات الإعراب في الرفع والجر علاماتٌ أصليةٌ، وقد مثَّلنا لذلك.
قال -سبحانه وتعالى: ﴿خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ﴾ [العنكبوت: 44]، "خلق": فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح.
"الله": اسم الله فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة.
السماوات: مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الكسرة؛ لأنه جمع مؤنثٍ سالم.
قال -تعالى: ﴿وَيتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [الأحزاب: 73].
"على": حرف جرٍّ.
"المؤمنين": اسمٌ مجرورٌ، وعلامة جره الياء.
"المؤمنات": معطوفٌ على المؤمنين مجرورٌ، وعلامة جره الكسرة.
قال -تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ [الحديد: 12].
"ترى": فعلٌ مضارعٌ، والفاعل مستترٌ تقديره أنت.
"المؤمنين": مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء.
"الواو" حرف عطفٍ.
"المؤمنات": معطوفٌ على المؤمنين، وعلامة نصبه الكسرة.
قال -تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: 114].
"إن": هذه تنصب اسمها وترفع خبرها.
"الحسناتِ": اسم إن منصوبٌ، وعلامة نصبه الكسرة.
"يذهبن السيئاتِ": "السيئاتِ" هنا فاعلٌ أو مفعولٌ به؟ مفعولٌ به؛ لأن الفاعل فاعل "يذهبن" نون النسوة التي تعود إلى الحسنات، و"السيئات": مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الكسرة.
قال -تعالى: ﴿لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ [النور: 21]."
تتبعوا": فعلٌ، و"واو الجماعة" فاعلٌ.
"خطوات": مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الكسرة.
قال -تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: 197].
"الحج": مبتدأٌ.
"أشهرٌ": خبره مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة.
الحجُ أشهرٌ معلوماتٌ، ما إعراب "معلوماتٌ"؟ نعتٌ، أو صفةٌ، نعت لماذا؟ لأشهر، الخبر، إذن نعتٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة.
قال -تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّّلْغَيْبِ﴾ [النساء: 34].
"الصالحات": مبتدأٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة.
"قانتاتٌ": خبرٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة.
"حافظاتٌ": خبرٌ ثانٍ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة.
بهذا نكون -بحمد الله- قد انتهينا من جمع المؤنث السالم، وبه يكون الوقت قد انتهى، ولفظ أنفاسه، فنحمد الله -سبحانه وتعالى- على أن يسَّر لنا هذا الشرح، وأشكركم على حسن استماعكم، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجمعنا على خيرٍ، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.