بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد..
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وحياكم الله وبياكم في هذه الليلة الطيبة، ليلة الأربعاء، التاسع من شهر صفر، من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائةٍ وألفٍ من هجرة الحبيب المصطفى -عليه الصلاة والسلام.
نحن في الأكاديمية الإسلامية المفتوحة، وهذا الدرس نعقده في مدينة الرياض-حفظها الله، وهو الدَّرسُ السَّادِسُ مِن دُروسِ شَرحِ "مُلحَةِ الإِعرَابِ" للحريري البصري -عليه رحمه الله تعالى.
في هذا الدَّرس -إن شاء الله تعالى- سنتكلم على بقية الكلام على التفرقة بين المعربات والمبنيات، وعلى طريقة الإعراب، فنحن في الدرس الماضي، كنا بدأنا بالكلام على أهمية التفريق والتمييز بين المعربات والمبنيات، لأن هذا له أثرٌ كبيرٌ في طريقة الإعراب.
قلنا ما مُلخصه: إن التمييز بين المعربات والمبنيات، سيقوم على الضرورة الأولى، وهي: التمييز بين أنواع الكلمة، أي: "الاسم والفعل والحرف".
بدأنا الحروف، فعرفنا أنَّ جميع الحروف مبنيةٌ على حركات أواخرها، ثم انتقلنا إلى الأفعال، فعرفنا أن الفعل الماضي مبنيٌّ على الفتح دائمًا، إما الفتح الظاهر، وإما الفتح المقدر.
وأمَّا فعل الأمر، فهو كذلك، مبنيٌّ دائمًا، مبنيٌّ إما على السكون، وإما على حذف حرف العلة، وإما على حذف النون.
ثم تكلمنا بعد ذلك على الفعل المضارع، وعرفنا أن فيه معربًا ومبنيًا، فالأكثر فيه الإعراب، ولكنه يُبنى في حالتين:
الحالة الأولى: إذا اتصلت به نون النسوة، فيُبنى على السكون.
الحالة الثانية: إذا اتصلت به نون التوكيد، فيُبنى على الفتح، وشرحنا ذلك.
ثم انتقلنا بعد ذلك إلى الاسم، وعرفنا أنَّ الاسم منه معربٌ ومبنيٌّ، فالأصل والأكثر في الأسماء أنها معربةٌ، والمبني منها قليلٌ، وهي عشرة أسماءٍ:
الأول: الضمائر كلها، وشرحناها.
والثاني: أسماء الإشارة سوى المثنى وشرحناها.
والثالث: الأسماء الموصولة سوى المثنى وشرحناها.
والرابع: أسماء الإشارة سوى "أي" وشرحناها.
والخامس: أسماء الاستفهام وأسماء الشرط سوى "أي" وشرحناها.
الآن نبدأ بالكلام على الاسم المبنيِّ السادس.
الاسمُ المبنيُّ السادس: هي أسماء الأفعال، أسماء الأفعال هي أسماءٌ سماعيةٌ، فهي أسماءٌ؛ لأن العلامات التي تميز الاسم عن الفعل والحرف، ينطبق بعضها على أسماء الأفعال، كالتنوين، فأسماء الأفعال، كثيرٌ منها يقبل التنوين، إلا أن معناها معنى الفعل، فمن ذلك "صَه" هو اسمٌ؛ لأنه يقبل التنوين، فتقول: "صهْ" وتقول: "صهٍ"، من أي أنواع الأسماء؟ أسماء أفعالٍ؛ لأنها بمعنى الفعل اسكتْ، ومن ذلك "مهْ" بمعنى انكففْ، ومن ذلك "آمينَ" بمعنى استجبْ، ومن ذلك "شتان" بمعنى افترقْ، و"هيهاتَ" بمعنى بَعُدَ.
وأسماء الأفعال كثيرةٌ، منها مثلًا ما ورد في قوله تعالى: ﴿فلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ﴾ [الإسراء: 23] "أف" اسم فعلٍ، اسم لأنه يقبل التنوين، واسم فعلٍ لأنه بمعنى الفعل المضارع أتضجر، ومن ذلك اسم الفعل "كخ" بمعنى اتركْ، وهذا ورد في الحديث المشهور، ومن ذلك "آهٍ" بمعنى أتألم، ومن ذلك "ويْ" وهو اسم فعلٍ ورد في القرآن الكريم، بمعنى أعجب أو أتعجب، وهكذا.
أسماء الأفعال كلها مبنية على حركات أواخرها، قد تُبنى على السكون، كـ: "صهْ" قد تُبنى على الكسر كـ: "صهٍ"، قد تُبنى على الفتح، كـ: "آمينَ، وشتانَ".
فإن سألتَ بعد ذلك عن إعرابها، هي أسماءٌ، لابد لها من إعرابٍ، ما إعرابها؟
الجواب: النحويون اختلفوا في إعرابها على أقوالٍ، لكن أوضح هذه الأقوال: أنها مفاعيل مطلقةٌ، تعرب على أنها مفعولٌ مطلقٌ، فـ"صهْ" كقولك: اسكتْ سكوتًا، و"أف" أتضجر تضجرًا، فلهذا صارت مفعولًا مطلقًا، وعلى ذلك إذا أردنا أن نعرب قوله تعالى: ﴿فلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ﴾، "أف" عرفنا في البداية نوعه، أنه اسمٌ، والآن عرفنا أنه من الأسماء المبنية، مبنيٌّ على الكسر، وعرفنا أنه في الإعراب مفعولٌ مطلقٌ، فنستطيع أن نعربه بسهولةٍ، فنقول:
"أف": مفعولٌ مُطلقٌ، مبنيٌّ على الكسر، في محل نصبٍ، قلنا في محل نصبٍ؛ لما ذكرناه في الدرس الماضي، أن المبني من الاسم والمضارع نقول في إعرابه: في محل رفعٍ، في محل نصبٍ، في محل جرٍّ، في محل جزمٍ، وأما المعرب من الاسم والمضارع، فنقول في إعرابه: مرفوعٌ، منصوبٌ، مجرورٌ، مجزومٌ.
وإذا انتهينا من قراءة الفاتحة، فإننا نقول في الصلاة: "آمين" ولو وَصَلْنَا "آمينَ" ما إعراب آمين؟ مفعولٌ مطلقٌ، مبنيٌّ على الفتح، في محل نصبٍ، بمعنى: استجب استجابةً.
ولو أردت أن تُعرب مثلًا: "كخ" في الحديث، لقلنا: إنه مفعولٌ مطلقٌ، مبنيٌّ على السكون، في محل نصبٍ، بمعنى: اترك تركًا، وهكذا.
فهذا هو الاسم المبني السادس، أسماء الأفعال كلها.
الاسم المبني السابع: هو العَلَمُ المختوم بـ "ويه"، وأشهر مثالٍ فيه هو:
"سيبويه" إمام أهل العربية، و"خالويه" و"نفطويه" و"راهويه"، ومن أسماء النساء: "خمارويه" فهذه الأسماء المختومة بـ"ويه" تُبنى على الكسر دائمًا، وتُعرب بحسب موضعها من الجملة، فإذا قلت مثلًا: "قال سيبويه كذا وكذاط، فـ "قال": فعل ماضٍ، وسيبويه فاعلٌ، مرفوعٌ أم في محل رفعٍ؟ في محل؛ لأنه مبنيٌّ، مبنيٌّ على الكسر.
لو قلت له: "أحبُّ سيبويه"، فـ أحب: فعلٌ مضارعٌ، والفاعل مستترٌ تقديره أنا، وسيبويه المحبوب ما إعرابه؟ مفعولٌ به، في محل نصبٍ، مبنيٌّ على الكسر.
وكذلك "رضي الله عن سيبويه"، عن حرف جرٍّ، و "سيبويه" اسمٌ في محل جرٍّ، مبنيٌّ على الكسر.
وكلمة "ويه" هذه لاصقةٌ فارسيةٌ، دخلت من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية، يعني مما استفادته اللغة العربية من اللغة الفارسية، فتستطيع أن تلصق هذه اللاصقة "ويه" بأي اسمٍ مُذكرٍ أو مُؤنثٍ، فتستطيع أن تقول في زيد: "زيدويه" وتقول في هند: "هندويه" فَيُبْنَيَانِ حينئذٍ على الكسر.
ومما يحسن أن نذكره هنا: أن اللغة العربية لها خصائص وميزاتٌ كثيرةٌ، من أهم خصائصها: أنها لغة اشتقاقٍ، يعني أنك تتصرف فيها بطريق الاشتقاق، يعني: تنتقل من معنى إلى معنى بالاشتقاق، فعندك أصلٌ واحدٌ، جذرٌ واحدٌ، وهو مثلًا: "الكاف والتاء والباء"، تستطيع أن تشتق، أو تأخذ، أو تتصرف، تستطيع أن تشق وتأخذ من هذا الأصل كلماتٍ كثيرةٍ، كل كلمةٍ تدل على معنى مضطردٍ.
فإذا أردت أن تأخذ من هذا الأصل فعلًا ماضيًا، فتأخذه على "فعلَ"، فتقول: "كتبَ".
والمضارع على: "يفعلُ" أي: "يكتبُ".
والأمر على: "افعلْ" أي: "اكتُبْ".
والفاعل على: "فاعلٍ" أي: "كاتب".
والمفعول على: "مفعول"ٍأي: "مكتوب".
واسم المكان والزمان على: "مَفعل" أي: "مَكتب" وتؤنث فتقول: "مَكتبةٌ".
وتستطيع أن تأخذ "كِتابٌ"، وتجمعه على: "كُتُب".
وتأخذ "كَتيبةٌ"، وتجمعها على: "كَتائب".
وتأخذ "كُتَّاب"، تجمعها على: "كتاتيب"، وهكذا.
هذا يسمى اشتقاقات وتصرفات الكلمة، هو أصلٌ واحدٌ، وتأخذ منه طرقًا قياسيةً، كلماتٍ كل كلمةٍ تدل على معناها.
فهذه الكلمات الكثيرة التي أُخذت من أصلٍ واحدٍ، يبقى فيها المعنى الإجمالي لهذا الأصل، وينضاف مع هذا المعنى الإجمالي معنًى جديدٌ خاصٌّ، بهذا الاشتقاق وهذا التصرف، فلهذا مهما أخذت من الأصل كلمةً جديدةً، فإنها لا تكون غريبةً عن اللغة، فيها المعنى الإجمالي السابق، لكن ينضاف إليها معنًى جديدٌ.
ولهذا اللغة هي تجدد نفسها، وهي تزداد وتثري من نفسها، مهما زادت، ومهما تضخمت، وفاءً باحتياجات المتكلمين، واحتياج العصر، فإنها لا تتغير، بخلاف كثيرٍ من اللغات الأخرى، التي لا تقوم على الاشتقاق، فبعض اللغات يقوم على الارتجال، يعني: أن تأتي بكلمةٍ جديدةٍ، لا علاقة لها بكلمةٍ سابقةٍ، تأتي تجمع حروفًا، ثم تأتي بكلمةٍ جديدةٍ، لتدل بها على هذا الشيء الجديد، اكتشافٌ أو اختراعٌ أو أي أمرٍ جديدٍ، وتضع له أنت كلمةً جديدةً من عند نفسك، لا يعرف مَعنى هذه الكلمة إلا من وضعها، وتسمى الآن في العصر الحديث في اللغات الأخرى بالمصطلحات، وهذا كثيرٌ في اللغات الأعجمية.
فلهذا علماء اللغة المقارن، يقسمون اللغات ثلاثة أقسام:
القسم الأول: اللغات الاشتقاقية.
والقسم الثاني: اللغات الإلصاقية.
القسم الثالث: اللغات التي ليست اشتقاقيةً ولا إلصاقيةً.
فأعلى اللغات هي اللغات الاشتقاقية، يعني: الذي يؤخذ بعضها من بعضٍ عن طريق الاشتقاق، وعلى رأسها اللغة العربية، الاشتقاق كما رأيتم يحتاج إلى مجهودٍ ذهنيٍّ، له علاقةٌ بالعقل، وأما اللغة الإلصاقية، فهي التي تقوم على أن الكلمة ثابتةٌ، فإذا أردت كلمةً أخرى منها، فإنك تلصق بها لاصقةً، إما قبلها أو بعدها، في أولها أو في آخرها، وهكذا أغلب اللغات الأوروبية والهندية، كاللغة الإنجليزية المعروفة الآن، فهي في الأصل لغةٌ إلصاقيةٌ، فأنت عندك الفعل المضارع، فإذا أردت منه الماضي، فإنك تلصق بآخره "ed" وإذا أردت المصدر تلصق به "ing" وإذا أردت الجمع تلصق بآخره "s"، وإذا أردت اسم الفاعل تلصق بآخره "r" وهكذا، فلهذا التصرفات عندهم قليلةٌ، الجمع "s" انتهينا، ما فيه جموعٌ كثيرةٌ، اسم الفاعل "r" وعندهم أيضًا إضافة الـ"er"، لكن في اللغة العربية اسم الفاعل، فيه اسم الفاعل، وفيه إذا كان يفعل بكثرةٍ، صيغ المبالغة، وهكذا.
والفارسية، هي داخلةٌ في اللغات الهندية، فهي لغةٌ تقوم على الإلصاق، ومن اللواصق "ويه" التي دخلت من الفارسية إلى العربية، والقسم الثالث من اللغات: التي ليست إلصاقيةً، ولا اشتقاقيةً، وإنما كل كلمةٍ وحدها، لا علاقة لها بالكلمات الأخرى، كاللغة الصينية مثلًا، فكلمة ذهب لا علاقة لها بكلمة يذهب، هذه لها حروفٌ ونطقٌ، وهذه لها حروفٌ ونطقٌ آخر، وهكذا كل كلمةٍ لها حروفٌ ونطقٌ مستقلٌ.
المهم، نعود إلى موضوعنا، فالاسم المبني السابع: هو العلم المختوم بـ"ويه".
{ذكرتم ثلاثة لغاتٍ، ذكرتم اثنين فقط، لغات الاشتقاق، ولغات الإلصاق}.
واللغات التي ليست إلصاقيةً، ولا اشتقاقيةً، كالصينية، هذا النوع الثالث.
{وأيضًا ذكرتم أن سيبويه، في قولنا: رضي الله عن سيبويه}.
"عن": حرف جرٍّ، وسيبويه اسمٌ في محل جرٍّ، مبنيٌّ على الكسرة.
{سيبويه "ويه" هذا له مقصودٌ أم ليس له مقصودٌ؟}.
هذا في لغتهم، اختلفوا في معناه، لكنه هو صوتٌ يلصق بالكلمات.
{ليس له مقصودٌ}.
قالوا في معناه عدة أقوالٍ، لكنها كلها أقوالٌ تحتاج إلى تثبتٍ، لكن عندما دخل الصوت هذه للغة العربية، فإن ليس له معنى ثابتٌ، وإنما معناه فقط مجرد صوتٍ دخل إلى اللغة العربية.
الاسم المبني الثامن: الأعداد المركبة، ما المقصود بالأعداد المركبة؟ يعني: من أحد عشر إلى تسعة عشر، سوى "اثني عشر"، العدد "اثنا عشر" استثناه؛ لأنه يبقى على إعرابه.
كل لغةٍ فيها أعدادٌ، ومن ذلك اللغة العربية، ما الأعداد في اللغة العربية؟
الأعداد في اللغة العربية أنواعٌ:
النوع الأول: الأعداد المفردة، وذلك من واحدٍ إلى عشرةٍ، وقيل: من صفر إلى عشرةٍ، لكن المشهور أنها من واحدٍ إلى عشرةٍ؛ لأن الصفر ليس عددًا، هو خلو من العدد.
النوع الثاني: الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر.
النوع الثالث: ألفاظ العقود، اللفظ الذي في نهاية العقد، يعني: عشرون، ثلاثون، أربعون، خمسون، ستون، سبعون، ثمانون، تسعون، بعد ذلك الأعداد المتعاطفة، من واحد وعشرين، إلى تسعة وتسعين، ثم بعد ذلك المائة والألف. هذه هي الأعداد في اللغة العربية.
ما فوق الألف من الأرقام والأعداد المستعملة الآن كالمليون، والمليار، هي أسماءٌ أعجميةٌ، عُرِّبت، وأدخلتْ إلى اللغة العربية، أما أكبر عددٍ مفردٍ تعرفه العرب، فهو الألف ومضاعفاته، ألفٌ، ألفان، مائة ألفٍ، وهكذا.
كل الأعداد على أصل الأسماء، يعني: مُعربةٌ، تقول:
- جاء خمسةُ رجالٍ، بالرفع، وعلامة الرفع الضمة.
- أكرمتُ خمسةَ رجالٍ، مفعولٌ به منصوبٌ.
- سلمتُ على خمسةِ رجالٍ، مجرورٌ وعلامة جره الكسرة.
- جاء عشرونَ رجلًا، يُعرب إعراب جمع المذكر السالم، مرفوعٌ، وعلامة رفعه الواو.
- أكرمتُ عشرينَ، منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء.
- سلمتُ على عشرينَ، مجرورٌ وعلامة جره الياء.
- جاءَ خمسةٌ وعشرون، مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة، والواو عاطفة، وعشرون معطوفٌ على مرفوعٍ، وعلامة رفعه الواو.
- أكرمتُ خمسةً وعشرين، وسلمتُ على خمسةٍ وعشرين، وجاء مائةُ رجلٍ، مرفوعٌ.
- وأكرمتُ مائةَ رجلٍ، منصوبٌ.
- وسلمتُ على مائةِ رجلٍ، مجرورٌ، كلها على أصل الأسماء معربةٌ، إلا الأعداد المركبة، من أحد عشر، إلى تسعة عشر.
ما معنى أعدادٌ مركبةٌ؟ فيه مركبةٌ، وفيه متعاطفةٌ، كلاهما يتكون من عددين، خمسة عشر، خمسةٌ وعشرون، ما الفرق بين خمسة عشر، وخمسة وعشرون؟
الأعداد المتعاطفة صُرِّحَ معها بحرف العطف، خمسةٌ وعشرون، والأعداد المركبة حُذِفَ منها حرف العطف حذفًا مضطردًا.
ما معنى خمسة عشر؟ جاءني خمسةَ عشرَ رجلًا، كم رجلٍ جاءك؟ خمسةٌ وعشرةٌ، جاءني خمسةٌ وعشرةٌ، كما تقول: جاءني خمسةٌ وعشرون، خمسةٌ وعشرون، بقي الكلام على أصله، معطوف ومعطوف عليه، وصُرِّح بحرف العطف.
جاءني خمسة وعشرة، التزمت العرب في الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر، التزموا حذف حرف العطف، حذفًا مضطردًا، وحذف حرف العطف حذفًا مضطردًا يسمى تركيب، وهو من أسباب البناء، يبني ما قبله وما بعده، المعطوف والمعطوف عليه على الفتح، جاءني خمسةَ عشرَ رجلًا.
فإذا قلت: جاءَ خمسةَ عشرَ، جاء فعلٌ ماضٍ، من الذي جاء؟ الذي جاء خمسةَ عشرَ، إذن خمسةَ عشرَ فاعلٌ، لكن فاعل في محل رفعٍ مبنيٌّ على فتح الجزأين.
وسلمتُ على خمسةَ عشرَ رجلًا، على حرف جر، وخمسةَ عشرَ اسم في محل جر، مبني على فتح الجزأين، وكذلك أكرمتُ خمسةَ عشرَ رجلًا، خمسةَ عشرَ مفعولٌ به في محل نصبٍ، مبنيٌّ على فتح الجزأين.
سوى اثني عشر، اثنا عشر مركبٌ من عددين، اثنا هذا يُعرب إعراب المثنى، يُرفع بالألف، وينصب ويجر بالياء، وأما عشر فتبقى على بنائها على الفتح، تقول: جاءَ اثنا عشرَ رجلًا، جاء فعلٌ، واثنا فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الألف، وسلمتُ على اثني عشرَ، على حرف جرٍّ، واثني اسمٌ مجرورٌ بعلى وعلامة جره الياء، وعشر اسمٌ مبنيٌّ على الفتح، وأكرمت اثني عشرَ رجلًا، اثني مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامة نصبه الياء، وعشرَ اسمٌ مبنيٌّ على الفتح.
أما الاسم المبني التاسع: فهي الظروف المركبة، الظروف جمعٌ مفرده ظرف، الظرف: كل ما يحتوي على غيره فهو ظرفٌ له، ومن ذلك ظروف الزمان والمكان، فالظروف قد تكون مفردةً، كلمةٌ واحدةٌ، جئت صباحًا، زرته مساءً، سافرت ليلًا، وقد تكون متعاطفةً، انتظرته ليلًا ونهارًا، دعوته ليلًا ونهارًا، زرته صباحًا ومساءً، وقد تكون مركبةً، ما معنى مركبةٌ هنا؟ كالمركبة في الأعداد، يعني ظرفان بينهما حرف عطفٍ محذوفٌ حذفًا مضطردًا، تقول:
انتظرته ليل نهار، ودعوته صباح مساء، انتظرته صباح مساء يا محمد، دعوته ليل نهار يا محمد، فحذفت حرف العطف، وبنيت المعطوف والمعطوف عليه على الفتح، فنقول في الإعراب: زرته صباحًا، صباحًا ظرف زمانٍ منصوبٌ، وعلامة نصبه الفتحة، زرته صباحًا ومساءً، صباحًا ظرف زمانٍ منصوبٌ، والواو حرف عطف، ومساءً معطوف على صباحًا منصوب، وعلامة نصبه الفتحة، هذا في العطف، طيب زرته صباحَ مساءَ، ستقول: صباحَ مساءَ ظرف زمانٍ في محل نصبٍ، مبنيٌّ على فتح الجزأين.
قال أحمد شوقي في رثاء عمر المختار -رحمه الله:
ركزوا رفاتك في الرمال لواءً
|
|
يستنهض الوادي صباحَ مساءَ
|
صباحَ مساءَ، ظرف زمانٍ مبنيٌّ على فتح الجزأين، في محل نصبٍ.
الاسم المبني العاشر، وهو الأخير كما ترون، بعض الظروف المفردة.
بعض الظروف المفردة، الظروف جمع ظرفٍ، المفردة يعني: أنها واحدةٌ، ليست مُركبةً ولا متعاطفةً، نقول: بعض؛ لأن الأصل في الظروف المفردة أن تكون على أصل الأسماء في الإعراب، تقول: "زرته صباحًا"، "سافرت مساءً"، وهكذا، إلا أنَّ بعض العرب، وهم أهل اللغة بنوا بعض الظروف المفردة، على حركةٍ أو سكونٍ، لا يتأثر بالإعراب، من هذه الظروف المفردة: إذا، وإذ، والآن، وحيث.
"إذا، وإذ، والآن"، ظروف زمانٍ، إذا ظرف زمانٍ نعم، تقول: سآتيك، متى؟ سآتيك مساءً، ظرف، سآتيك، متى؟ إذا طلعت الشمس، يعني: آتيك وقت طلوع الشمس، فهي ظرفٌ، إذن نعربها إعراب ظرف الزمان، ظرف الزمان معروفٌ أن حكمه النصب، وعرفنا الآن أن إذا اسمٌ مبنيٌّ على السكون.
فنعرب فنقول في إعراب إذا: ظرف زمانٍ، منصوبٌ، أو في محل نصبٍ؟
"إذا" عرفنا أنه ظرف زمانٍ، وظرف الزمان حُكمه النَّصب، طيب هل هو معربٌ منصوبٌ، أم مبنيٌّ في محل نصبٍ؟ يعني: إذا معربٌ أو مبنيٌّ؟
مبنيٌّ، إذن نقول: ظرف زمانٍ، منصوبٌ أو في محل نصبٍ؟
نقول: في محل نصبٍ، مبنيٌّ على السكون، هذا إعراب "إذا" في كل اللغة العربية، في القرآن، في السنة، في الشعر، في القديم، في الحديث، إذا جاءتك إذا، هذا إعرابها، هذا من الإعراب المنضبط، احرص على ضوابط الإعراب، فإنها تضبط أكثر الإعراب، كلما جاءك ضابطٌ اكتبه، وراجعه حتى تفهمه وتتقنه، ثم تتفرغ لغيره.
من ضوابط الإعراب، هذا إعراب إذا ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1]، ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ﴾ [الشرح: 7]، هذا إعراب "إذا".
ما إعراب "إذا"؟
إذا ظرف زمانٍ، منصوبٌ أم في محل نصبٍ؟
في محل نصب، مبنيٌّ على السكون.
و "إذ" كذلك ظرف زمانٍ.
ما الفرق بين "إذ" و "إذا"؟
"إذا" ظرف زمانٍ للمستقبل، و "إذ" ظرف زمان للماضي، تقول:
"سآتيك إذا طلعت الشمس"، هذا في المستقبل، أما في الماضي، تقول: "جئتك إذ كنتَ مريضًا"، يعني: جئتك وقت كنتَ مريضًا، هذا في الماضي، جئتك إذ كنت مريضًا.
ما إعراب إذ؟
ظرف زمانٍ، في محل نصبٍ، مبنيٌّ على السكون.
"إذ" هذا إعرابها، ظرف زمانٍ، في محل نصبٍ، مبنيٌّ على السكون، وإن أردت الدقة، تقول: "إذ" ظرف زمانٍ للماضي، و "إذا" ظرف زمانٍ للمستقبل.
ومن الظروف المفردة المبنية، قلنا: الآن، ظرف زمان، بَنَتهَا العربُ عَلَى الفَتحِ، تقول: سأجلس الآن، ظرف زمانٍ، منصوبٌ أم في محل نصبٍ؟ مبنيٌّ أم معربٌ؟
نقول: مبنيٌّ، ماذا تقول إذا دخله حرف جرٍّ؟
تقول: "سأنتظرك من الآنَ إلى الغد"، انتبه: "سأنتظرك من الآنَ" أي: بالفتح، ما تقول: "من الآنِ"أي: بالكسر.
هذا اسمٌ مبنيٌّ على الفتح، "سأنتظرك من الآنَ"، من حرف جرٍّ، والآن يُعرب كغيره من الأسماء المبنية، التي سُبقت بحرف جرٍّ، نقول: اسمٌ مجرورٌ أو في محل جرٍّ؟ في محل جرٍّ، مبنيٌّ على الفتح.
فإذا صار ظرف زمانٍ، سأجلس الآن، سأسافر الآن، نقول: ظرف زمانٍ في محل نصبٍ مبنيٌّ على الفتح.
ومن الظروف المفردة المبنية: "حيثُ"، وهو ظرف مكانٍ، السوابق ظرف زمانٍ، وأما "حيثُ" فظرف مكانٍ، ظرف مكان يعني: يُبين مكان الفعل، تقول: اجلس، بيِّن لي مكان الجلوس، اجلس أمام زيد، اجلس خلف عمرو، اجلس حيثُ شئتَ، بيِّن المكان الذي تجلس فيه، اجلس في المكان الذي تريد، اجلس حيثُ شئتَ.
"حيثُ" هذا ظرف مكانٍ بنته العرب على الضَّمِّ، عرفنا أنها ظرف مكانٍ، وظرف المكان حُكمه النَّصب، وعرفنا أنه مبنيٌّ على الضَّمِّ، ماذا نقول في إعراب حيثُ؟
حيثُ: ظرف مكانٍ، في محل نصبٍ، مبنيٌّ على الضم.
هذا إعرابه في اللغة العربية، إلا إن سُبِقَ بحرف جرٍّ، كقوله تعالى: ﴿مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النحل: 26]، تقول: "عُد من حيثُ جئتَ"، من حيثُ نعربها كالأسماء المبنية التي سُبقت بحرف جرٍّ، من حرف جرٍّ، وحيث اسمٌ في محل جرٍّ، مبنيٌّ على الضم.
هذه الأسماء المبنية العشرة، ما سواها من الأسماء، فإنها أسماءٌ معربةٌ.
نعود إلى ما كنا ذكرناه من خط الإعراب، نحن استطردنا كل هذا الكلام عندما تكلمنا على خط الإعراب، تذكرون؟ خط الإعراب يقسم الكلمات قسمين، قبله الحروف والماضي، والأمر، هذه الثلاثة تكلمنا على إعرابها، وعلى أركان إعرابها، وانتهينا منها تمامًا، لأنها لا محل لها من الإعراب، وبعد خط الإعراب، يقع الفعل المضارع، والأسماء، فعرفنا أن الفعل المضارع يأتي معربًا ومبنيًا، والأسماء تأتي معربةً ومبنيةً، وفصلنا الكلام في ذلك.
الآن نريد أن نتكلم على أركان إعرابها، كيف نعرب الاسم، وكيف نعرب الفعل المضارع.
كذلك المضارع والاسم لإعرابهما ثلاثة أركانٍ:
الركن الأول: أن تبدأ إعراب المضارع ببيان نوعه، وتبدأ إعراب الاسم ببيان موقعه في الجملة.
كيف نبدأ إعراب المضارع والاسم؟
المضارع نبدأ إعرابه ببيان نوعه، وأما الاسم فإذا أردت أن تعربه، لا تبين نوعه، وإنما تبين موقعه في الجملة، فالفعل المضارع إذا أردت أن تعربه، تبدأ إعرابه فتقول: فعلٌ مضارعٌ؛ لأنك تبدأ إعرابه ببيان نوعه، تبدأ إعراب الفعل المضارع ببيان نوعه، فهو في ذلك مثل الحروف والماضي والأمر، تذكرون أركان إعراب ما قبل خط الإعراب؟ أول ركنٍ أن تبين النوع، كذلك المضارع، تبدأ إعرابه ببيان نوعه.
ماذا تقول في إعراب: يذهب، من قولك: يذهب زيد؟
تبدأ إعرابه فتقول: فعلٌ مضارعٌ.
لو قلت: محمدٌ يذهبُ، محمدٌ مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، يذهب: ما نقول خبرٌ، هذا فعلٌ مضارعٌ، كيف نبدأ إعرابه؟ بقولنا: فعلٌ مضارعٌ، ما نقول خبرٌ، نقول: خبر مضارع، وسنعرف أنه فعلٌ مضارعٌ، وعلامة رفعه الضمة، ولكل فعلٍ فاعلٌ بعده، فإن ظهر، وإلا فهو ضميرٌ مستترٌ، فالفاعل ضميرٌ مستترٌ تقديره هو، ثم صارت جملةً فعليةً، مكونةً من فعلٍ وفاعلٍ مستترٍ، الجملة من الفعل والفاعل المستتر هي الخبر، فالخبر الجملة وليس الفعل، ولو قلت: كان محمدٌ يذهبُ، كان ترفع اسمها وتنصب خبرها، محمدٌ اسمها مرفوعٌ، ويذهب؟ ما نقول خبر كان، نقول: فعلٌ مضارعٌ، والخبر هو الجملة، وهكذا.
الفعل المضارع تبدأ إعرابه دائمًا بقولك: فعلٌ مضارعٌ.
وأما الاسم كيف نبدأ إعرابه؟
لا نبدأ إعرابه ببيان نوعه، لو قلت أعرب محمد، في: جاءَ محمدٌ، ما تقول: علم، هو علمٌ صحيح، لكن إعرابه لا يكون بذكر بيان نوعه، ما تقول: اسم مفعولٍ، تبين موقعه في الجملة، في أي مكانٍ وقع في الجملة، يعني: تبين الوظيفة النحوية التي أداها عندما وقع في هذا الموقع من الجملة، فمحمدٌ اسمٌ واحدٌ، لكن تختلف وظيفته النحوية باختلاف موقعه في الجملة، فأنت إذا قلت: أكرمَ محمدٌ خالدًا، فمحمدٌ هنا اسمٌ دل على من فعل الإكرام، فدل على الفاعلية، نسميه فاعل، وإذا قلت: أكرمَ الأستاذُ محمدًا، محمدٌ هنا دل على من فعل الإكرام؟ أو على من وقع على الإكرام عليه؟ من وقع الإكرام عليه، مع أن نفس الكلمة محمد، لكن هنا ما دل على من فعل الإكرام، دل على من وقع الإكرام عليه، فيسمى مفعولٌ به، وظيفته النحوية تغيرت بتغير موقعه في الجملة.
لو قلنا: خائف، خائف هذا اسمٌ، خائفٌ يقبل التنوين، الخائف اسمٌ، لو قلت: جاءَ الخائفُ الاسم هنا الخائف، دل على من فعل المجيء، فنقول: فاعلٌ، لو قلت: هدأتُ الخائفَ، الخائف اسم بيَّن من وقعت التهدئة عليه، مفعولٌ به.
لو قلت: "جاءَ محمدٌ خائفًا، الاسم خائفًا هنا لم يدل على من فعل المجيء، ولم يدل على من وقع المجيء عليه، ماذا بيَّن في الجملة؟ بيَّن حالة محمدٍ، هيئة محمدٍ وقت الفعل، فيسمى حالًا، وهكذا، فالاسم لفظٌ واحدٌ، لكن وظيفته النحوية تختلف باختلاف موقعه في الجملة، فإذا قلت: محمدٌ ناجحٌ، أين وقع محمدٌ؟ هنا وقع في ابتداء الجملة، إذا وقع في ابتداء الجملة، نسميه مبتدأً، ولو قلت: أخي محمدٌ، فمحمدٌ وقع بحيث يُخْبَرُ به عن الأخ، فصار خبرًا، فهذه مواقع مختلفةٌ للاسم، في الإعراب، إعراب الاسم، ينبغي أن تبين هذه المواقع، وهذه المواقع هي التي سندرسها في باقي النحو، باقي النحو سيكون لدراسة هذه المواقع.
إذن إذا أردت أن تبدأ إعراب الاسم، فإنك لا تبين نوعه، وإنما تبين موقعه في الجملة، إلا في حالةٍ واحدةٍ، فإنك تبين نوعه، فتقول: اسم، وذلك إذا سبق بحرف جرٍّ، تقول: سلمتُ على محمدٍ، محمدٌ اسمٌ مجرورٌ، وعلامة جره الكسرة.
لو أردنا أن نعرب: جاءَ محمدٌ، محمدٌ فاعل، جاءَ هؤلاءِ، ما إعراب هؤلاء؟ فاعلٌ، الإعراب أن تقول عن هؤلاء فاعلٌ، لو قلت: اسم إشارةٍ؟ هذا بيانٌ للنوع، إجابةٌ صحيحةٌ، لكن ليست هي الإعراب، الإعراب أن تقول: فاعلٌ، اسم إشارةٍ لجمع مذكر، كلامٌ صحيحٌ، لكن ليس إعرابًا، لو قلت مثلًا: جاءوا، ما إعراب واو الجماعة؟ فاعل، لو قلت: واو الجماعة ضميرٌ متصلٌ، هذا كلامٌ صحيحٌ، معلومةٌ صحيحةٌ، لكن ليست إعرابًا.
وجرت عادة كثيرٍ من المعربين، أنهم إذا أرادوا أن يعربوا الأسماء المبنية، يبدءون إعرابها ببيان نوعها، لا لأنه من الإعراب، ولكن لكي يتنبهوا وينبهوا على أنها أسماءٌ مبنيةٌ، فيجب أن تعاملها وأن تعربها إعراب المبنيات، وإلا فإن الإعراب أن تبين الموقع في الجملة، فتقول: فاعلٌ، مفعولٌ به، حالٌ، بدلٌ، وهكذا.
هذا الركن الأول، تبين من المضارع نوعه، وتبين من الاسم موقعه في الجملة.
الركن الثاني والثالث، بعد ذلك نميز بين الاسم المعرب والمبني، والمضارع المعرب والمبني، نميز بين المعرب من الأسماء والمضارع، والمبني من الأسماء والمضارع.
فالمعرب من الأسماء والمضارع نقول في إعرابها: مرفوعٌ، منصوبٌ، مجرورٌ، مجزومٌ، ونبين علامة الرفع، والنصب، والجر، والجزم. وأما المبني من الأسماء والمضارع، فنقول في إعرابها: في محل رفعٍ، في محل نصبٍ، في محل جرٍّ، في محل جزمٍ، ونبين حركة البناء، مبنيٌّ على السكون، مبنيٌّ على الفتح، مبنيٌّ على الضم، مبنيٌّ على السكون.
هذه المعلومة سَبَّقْنَاهَا من قبل، فإذا أردت أن تُعرب جاءَ محمدٌ، تقول: محمدٌ فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامة رفعه الضمة، لكن جاءَ هؤلاءِ، هؤلاء فاعلٌ في محل رفعٍ مبنيٌّ على الكسر. لو قلت: جئتُ، تاء المتكلم، فاعلٌ في محل رفعٍ مبنيٌّ على الضم.
الوقت أزف، بل انتهى، فلهذا سنضطر إلى أن نقطع الكلام في أثناء التدريب على إعراب الاسم والمضارع، لنستكمل ذلك -إن شاء الله- في أول الدرس القادم، وشكرًا لكم جميعًا، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.