فضيلة الشيخ د. عبدالحكيم بن محمد العجلان
فضيلة الشيخ د. عبدالحكيم بن محمد العجلان
الحمد لله على توفيقه، والشكر لله على إنعامه وتسديده، في الحقيقة إنها بداية عظيمة، بداية علمية رشيدة، كم تهفو النفس إلى أن توجد في مثل هذه المجالس، وأن تكون مشاركة في هذه اللقاءات، هي لقاءات -كما قلت- فريدة، وحيدة، عظيمة، نافعة -بإذن الله جل وعلا-، فما أحسن وجودها! وما أحسن الانضمام إليها! وما أعظم شد العزائم إليها! وألا يلحق الإنسان شيء من التواني ولا الضعف ولا التقصير، ولا التعب، فإن هذا من أعظم ما يفوت على الإنسان.
لئن ذهب الناس -أينما ذهبوا- من أمور الدنيا حصَّلوا شيئًا من حطامها، فليس شيء أعظم من أن تحصِّل العلم والفقه في دين الله -جل وعلا-، وحديث معاوية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من يرد الله به خيراً يفقه في الدين».
الحقيقة أنا مسرور ومغتبط غاية السرور بوجودي في جمعية هداة، وإن كنت أجد نفسي دون هذا المستوى، ولست قائمًا بحق هذا المكان، لكن من الله التسديد، من الله الإعانة، أسأل الله ألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، وأن يُجري الحق على أيدينا، وأن يجعلنا ممن بلغ هذه المنزلة «رُبَّ مُبَلَّغٍ أوعى من سامع»، ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه، قصرنا عن منزلة الفقه، فلا أقل من أن نكون كذلك، ممن ينقلون الفقه، ويبلِّغون العلم.
وأسأل الله أن يبلغني ويبلغكم في هذا أعلى الدرجات، فإن فضل الله لا حدَّ له، وإن عطاء الله -جل وعلا- كبير، يبلِّغ الإنسان ما لم يكن في ذهنه، ولا يبلغه أمله، وإنما بلَّغه الله بفضله ومنّه وكرمه.
لقد رأيت الحقيقة في جانب آخر اهتمام الإخوة المشاركين، الذين ربما لم تروهم، ربما لم تسعفكم هذه الكاميرا إلى أن تقفوا عليهم، لكن الله مطلع على أعمالهم، وهمتهم في أن تكون هذه الحِلق على أتم ما يكون من الاجتهاد في العمل، والعمل في منظومة واحدة، والفرح بوجودهم في مثل هذا المكان.
فأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء.