معالي الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري
معالي الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
من فضل الله -عز وجل- أن أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وجعل معه الوحي كتاباً وسنة؛ ليقي الناس من الشبهات والشهوات، وأنواع الضلالات والخزعبلات، ومن هنا إذا عاد الناس إلى الوحي استقامت أحوالهم، صلحت تصوراتهم، وحسنت علاقتهم بالله -جل وعلا- فأورثتهم ذلك خيري الدنيا والآخرة، ومن هنا فإن أزمة العالم وما يحدث فيه من مشاكل سببها البعد عن شرع الله -عز وجل-، ولذلك فنحن في أشد الحاجة إلى العودة إلى الكتاب والسنة.
ومن وسائل العودة إلى الكتاب والسنة العلوم الشرعية النافعة التي تسهل للناس طرق فهم هذين المصدرين العظيمين، ومن هنا فنحن نحتاج إلى مدارس تدرس الناس هذه الأصول خصوصاً مع وجود وسائل حديثة لابد من استثمارها، سواء إن كانت إعلامية أو كانت وسائل اتصال وتواصل، وهذا هو الذي هدى بإخواني في جمعية هداة إلى أن يسعوا إلى نشر العلم من خلال إنشاء جمعية هداة، وجمعية هداة لنا الاطلاع الكامل على جميع نشاطاتها، على جميع ما لديهم من أعمال، لدينا اطلاع وتعاون كامل فيما يتعلق بأنشطتها وبرامجها وأمورها الفنية والتقنية، لذلك فإني أعد كل من درس في جمعية هداة ممن يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع».
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»، وفي قول الله -عز وجل- ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ ليَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122] ولذلك فالمرجو كبير من القائمين على جمعية هداة والمؤمل منهم عظيم والداخل لديهم يرجى له الثواب الجزيل ويرجى أن يكون مشعل هداية ونور ويرجى أن يكون ممن يدخل في قول الله -عز وجل- ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33].
وهذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.